شياطين رمضان

معين النجري


 -  هل ثمة شياطين لا يغادرون بلادنا مكبلين بالأصفاد ,لننعم بساعات خالية من نشاطهم الإجرامي على الأقل في هذا الشهر الكريم ¿.
 ربما بسبب الموقع الجغرافي, فاليمن تقع في
معين النجري –

< هل ثمة شياطين لا يغادرون بلادنا مكبلين بالأصفاد ,لننعم بساعات خالية من نشاطهم الإجرامي على الأقل في هذا الشهر الكريم ¿.
ربما بسبب الموقع الجغرافي, فاليمن تقع في الركن الجنوبي النائي من الوطن العربي ولذلك يصل رمضان ألينا أكثر إنهاكا فلا يقوم بعمله كما يجب .
شيء من هذا لابد أن يحدث, وإلا لماذا يكون نهار رمضان في اليمن أكثر اشتعالا بالخناقات والصراعات والمماحكات حتى لا يكاد يمر يوم إلا وتشهد حالة عراك أو صياح أو مفارعة, يحدث ذلك بنسبة أعلى عن باقي أشهر السنة.
حتى على مستوى القنوات الفضائية وما تعرضه من مسلسلات وبرامج تحاول من خلالها استحضار الشيطان بشتى أنواع الإغراءات إلى درجة كاد عالم الإنتاج الدرامي التلفزيوني أن يحصر نشاطه وإنتاجه على شاشة رمضان.
وكل عام تشهد هذه الشاشة تقليعة جديدة تستهدف روحانية رمضان وخصوصياته, وكأن هناك عداء أزلي بين حالة العبادة التي خصها الله رمضان وشركات الإنتاج الدرامي .
الحالة نفسها نجدها بصورة جلية في المشهد السياسي اليمني , خاصة هذا العام حيث تحدث أخيرا عدد من أبطال السياسة ممن لا يعشقون الظهور إعلاميا, لكنهم في رمضان الحالي شاركوا في المعركة التي يخوضها رمضان ضد الشيطان, فخرجوا إلى الناس بحوارات وتصريحات سكبت الكثير من الزيت على النار المشتعلة أصلا بين الأطراف السياسية.
هل هناك شياطين افلتوا من سلاسل رمضان ليسرحوا ويمرحوا في الشوارع والبيوت , أم إن الشيطان يكمن في ذواتنا.
ونحن فقط من نستطيع تكبيله أو نفيه تماما , وقد جاء رمضان بروحانيته ليساعدنا للتغلب على شياطيننا, فهل سنساعد أنفسنا نحن أيضا¿
يحتاج كل واحد منا إلى وقفة صدق أمام نفسه ليبحث بجدية عن شيطانه الخاص, عن المساحة التي يتمركز فيها و يمارس منها نشاطه العدائي ضده و ضد المجتمع.
قليل من العودة إلى العالم الداخلي للإنسان وسننجح في مساعدة شهر رمضان على تنقية نفوسنا وإعادة الاعتبار لهذه الفريضة التي أوجدها الله من اجلنا.
و رمضانكم بدون شياطين إن شاء الله.

قد يعجبك ايضا