إحباط من صدق

معين النجري


معين النجري –

أحيانا اشعر باحتياط شديد لو تفرق على أزهار الربيع لنقلها إلى مربع السواد الحالك بلمحة عين .
هذا الإحباط يحضر أحيانا فجاءه كحادث سير أو كخبطة الجدعان التي يبدو أنها ستثبت براءتها قريبا مما لحق بها من تشويه وإساءة سمعة.
هذا الإحباط منبعه الإجماع , رغم أن علاقتي بهذا المصطلح غير جيدة , ابتداء بإجماع العلماء و انتهاء بإجماع الشعب يريد. إلا إنني مضطرا هنا لاستخدامه.
فحين نتحدث عن ظاهرة سيئة أو سلبية يمارسها المجتمع في نهار أو ليل رمضان يحصل إجماع أو قل شبه إجماع على رفضها وكل واحد يدلو بلسان الرفض والتشنيع لهذا السلوك ال…… وال…. وال…. وهذا شيء جيد, أننا مانزال ننبذ السيئ بشكل جماعي , لكن الشيء غير الجيد انه لا تكاد تمر لحظات عن إجماعنا وربما بعد توقف الحديث مباشرة إلا وقد انغمسنا في ممارسة هذا العمل وكأننا لم نتحدث عنه ولم يسبق أن ناقشناه أو ذكرناه ولو من باب المجابرة .
فمثلا في شهر رمضان هناك الكثير من السلوكيات و التصرفات التي لو تتحدث عنها إلى الكثير لو جدت الموقف شبه موحد حول رفضها تماما, وقد حدث وناقشناها في المساجد وعلى صدور الصحف وأحيانا في الفضائيات ولم نجد من يؤيد فاعلها.
ومع هذا لم يحدث أن اختفت أو حتى تراجعت ولو بنسبة بسيطة. بل العكس تماما, كل عام يمر تزداد ازدهارا وانتشارا ومن التمرة في صرح الجامع إلى الحامضة إلى مقلى سلتة وقرص سبايا و بنت الصحن.
وغيرها الكثير من الظواهر التي قد لا تجدها إلا في رمضان اليمن فقط, حيث التراحم و التواد والعطف مجرد مصطلحات صالحة للاستخدام على منابر المساجد وأمام الميكرفونات وبين سطور الكتب, أما في الواقع فاليمن غير.
ورمضانكم مودة من صدق.

قد يعجبك ايضا