مشاهد مكررة¿!

جمال أحمد الظاهري

 - في بعض المواقف وأمام بعض نماذج من البشر يقف عقل  الإنسان عاجزا ويصيبه الشلل النصفي أو التام ويصبح غير قادر على معرفة الطريقة الأصح و الأنجع  في كيفية
جمال أحمد الظاهري –
في بعض المواقف وأمام بعض نماذج من البشر يقف عقل الإنسان عاجزا ويصيبه الشلل النصفي أو التام ويصبح غير قادر على معرفة الطريقة الأصح و الأنجع في كيفية التعامل مع الرؤوس التي أدمنت الوقاحة لدرجة ربما لا تنفع معها غير السيوف الحادة كعلاج أخير لغلاظة فهمها ولما تتمتع به من صلف ووقاحة بحيث يصبح الحل الاخير معها هو قطفها لأن من هذه النماذج من صار وجوده أشبه بالسرطان الذي استعصى معه العلاج ولا ينفع معه غير البتر.
مناسبة ما سبق ذكره أنني‮ ‬ومن خلال بعض المشاهد اليومية التي‮ ‬تكرر نفسها ونصادفها خلال ساعات نهارنا‮ ‬نصادف نماذج من البشر‮ ‬يشعرونك أن وجودهم أو حياتهم واختلاطهم مع الآخرين أشبه بوجود تلك الفيروسات الضارة التي‮ ‬تنهك وتتلف صحة منú‮ ‬تصيبه‮ هذه النماذج التي‮ ‬تجعلك من خلال سلوكها تسأل نفسك عن جدوى الحديث معها وتفتش عن البدائل التي‮ ‬تجنبك التعامل معها أو حتى مصادفتها في‮ ‬الطريق كي‮ ‬لا‮ ‬يتكدر مزاجك أو تتلف أعصابك‮.‬
‬باصات الأجرة‮ :‬
معلوم للجميع أن باصات الأجرة في‮ ‬العاصمة صنعاء تعتبر الوسيلة الرئيسية لنقل الركاب‮ ‬الذين لا‮ ‬يمتلكون وسائل نقل خاصة‮ ‬لذا فإن سائقي‮ ‬هذه الباصات هم أكثر منú‮ ‬يتعامل معهم الناس حين‮ ‬يخرجون إلى أعمالهم أو إلى الأسواق‮ ‬ومعلوم‮ – ‬أيضا‮ – ‬أن إدارة المرور حددت لهذه الباصات مواقف‮ »‬فرز‮« ‬وخطوط سير من أجل توزيع هذه الخدمة على كافة مناطق العاصمة‮ ‬هؤلاء السائقون وعلى الأخص من يعملون في خط المطار الحصبة لا أقول كلهم‮ ‬لكن أغلبهم لا‮ ‬يمتلكون من اللياقة الأخلاقية أو الانضباط أدنى الدرجات في‮ ‬سلم التعاطي‮ ‬أو التعامل الإنساني‮ ‬فتجد من هذه العينات منú‮ ‬يأخذك من الشارع الرئيسي‮ ‬لخط سيره إلى شارع آخر ويتوقف بغرض البحث عن ركاب جدد‮ ‬جاعلا‮ ‬ممنú‮ ‬هم معه في‮ ‬الباص أشبه بالمختطفين‮ ‬وإن احتججت وطالبته بالالتزام بخط السير المحدد له وعدم التوقف‮ ‬يرد عليك بألفاظ نابية واستفزازية‮ ‬وإن أردت النزول من الباص فما عليك إلا أن تدفع له الأجرة أو أن تتحمل‮ ‬غلاظة ألفاظه وشتمه‮ لك وأمرك لله.
الصورة السيئة الأخرى لهؤلاء أن تجد صاحب الباص وقد توقف وبدأ‮ ‬يصرخ على منú‮ ‬يمر أمامه بأصوات لامعنى لها‮ » ‬وو‮ ‬يي‮ ‬هاها‮ ‬و‮… ‬إلخ ‮«‬‮ ‬وكأنه‮ ‬ينادي‮ على قطيع من الأغنام‮ ‬في‮ ‬مشهد‮ ‬يعكس أسوأ الصور عن الإنسان اليمني‮ في تعامله مع الغير.

ابواق وزحام :
الساعة الخامسة عصرا‮ ‬المكان منطقة دارس‮ ‬خط المطارالشارع مزدحم‮ ‬بل مختنق بالمركبات والبساطين من كل الأنواع والمارة ورجال المرور‮ ‬أبواق السيارات تنطلق من كل مركبة‮ ‬الحركة شبه متوقفة بالنسبة للمركبات‮ ‬وبالكاد‮ ‬يسير الأفراد بين ذاك الزحام‮ »‬ الخليط‮«‬‮ ‬‮ ‬أوجه حديثي‮ ‬لمجموعة من رجال المرور كانوا واقفين على الجزر المتوسطة للخطين المتوازيين لشارع المطار‮ : ‬يا مرور‮ ‬اعملوا شيئا‮ ‬من أجل تيسير الحركة للسيارات‮ ‬ينظر إلي‮ ‬رجل مرور بيده دفتر المخالفات ويبتسم ويريني‮ ‬الدفتر لأنني‮ ‬أشرت إلى سيارة هايلوكس كانت متوقفة في‮ ‬وسط الشارع‮ ‬وتعيق الحركة‮ ‬ثم‮ ‬يلتفت إلى زميله وهو‮ ‬يبتسم له‮ ‬فيبادله زميله الابتسامة بسخرية لا أزال حتى الآن لا أفهم المغزى منها‮ ‬ليسود المكان الضجيج والصخب والشتائم بين أصحاب السيارات‮ &#8236

قد يعجبك ايضا