(فضل شهر رمضان ومكانته)

يحيى يحيى السر يحي


يحيى يحيى السر يحي –
لبعض الأوقات فضيلتها كما للأماكن . وقد اختار الله جل شأنه شهر رمضان من بين سائر شهور السنة ليحظى بفضلين: الأول نزول القرآن الكريم والفضل الثاني شعيرة الصوم وقد جاء في الحديث القدسي « كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به « وليس القرآن الكريم وحده الذي نزل في رمضان فهناك ألزبور والإنجيل نزلا أيضا في شهر رمضان , وما زاد من قدر هذا الشهر العظيم وعلو شأنه ومكانته عن بقية أشهر السنة لأن فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر قال تعالى : « إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر « صدق الله العظيم , وهذه المنزلة العظيمة لشهر رمضان تجعلنا ندرك أننا نعيش خلال شهر رمضان وقتا من أغلى أوقات السنة وفترة روحية من أعز فترات العمر فترة زمنية تسمو فيها المشاعر ويرق الوجدان ويسعى المسلم إلى الإقبال على خالقه بكل جوارحه داعيا وراجيا وتائبا ومتجردا من كل الأهواء والغرائز , ولعل أجمل ما في رمضان أن المسلم لا يعيش تلك المشاعر الروحانية بمفرده وإنما يشاركه فيها كل المسلمين في كل بقاع الأرض بنفس الضوابط الشرعية وبنفس الجو الإيماني الذي يشيع في المجتمع وتغمره نفس الفرحة التي تغمر الجميع عند سماع أذان المغرب , ومن سمات هذا الشهر الكريم ترابط النسيج المجتمعي حيث تزداد ترابط الأسر ويكثر التواصل بين الجيران وتتصدر سمة التسامح والتصالح والتصافح بين المسلمين ويشعر المسلمون أنهم في موكب روحاني بهيج يخلو من كيد الشيطان ووسوسته كما ورد في الحديث الشريف : « إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين « فشهر رمضان أفضل مناسبة لتلاوة القرآن والإصغاء إلى آياته وتدبر معانيه والعيش في أجواء روحانية قل وجودها بقية أشهر السنة وفرصة لمزيد من العبادة وأداء الصلوات والتوجه إلى الله تعالى لاسيما وكيد الشيطان على المسلمين في رمضان ضعيف كما أن صوم رمضان لا تنحصر أهميته وقيمته في مجرد الإمساك عن الطعام والشراب وإتيان الزوجة وإنما روحية الصوم وروحانيته أبلغ من ذلك وأعمق وتتجاوز تلك الأهمية إلى ترويض النفس وضبطها عند الغضب والامتناع عن إيذاء الناس إلى جانب مشاركتهم في أفراحهم وأحزانهم وبذل المعروف لمن يطلبه ومستحقيه فتكون نتيجة ذلك أن المسلم يتعود من خلال الصوم أن يمتنع عن الحلال حتى لا تطمع نفسه في الحرام فتضبط النفس الأمارة بالسوء ويتحكم المسلم في رغباته ويوجه إرادته نحو ما هو حلال فقط في تعاملاته وممارسته لشئون حياته اليومية بعد انقضاء شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعليكم أعواما عديدة ويمننا الحبيب وأمتنا العربية والإسلامية بألف ألف خير .

قد يعجبك ايضا