حول الغايات المثلى للصوم .. وغنائمه

حسن أحمد اللوزي

 - سؤال يجب أن يلح علينا في حياتنا عموما مع فهمنا لكل فرائض الدين الحنيف حول الغايات المثلى الربانية والإنسانية المتصلة بكل الفرائض .. وبالنسبة لفريضة الصوم مع استقبالنا وحلول الشهر الفضيل بيننا.
كيف ي
حسن أحمد اللوزي –
سؤال يجب أن يلح علينا في حياتنا عموما مع فهمنا لكل فرائض الدين الحنيف حول الغايات المثلى الربانية والإنسانية المتصلة بكل الفرائض .. وبالنسبة لفريضة الصوم مع استقبالنا وحلول الشهر الفضيل بيننا.
كيف يمكن أن تحقق الغايات المثلى لفريضة الصوم¿¿ وبسهولة ويسر¿¿ وتدخل في الرحاب الروحية الغنية للزمن المختلف الذي اصطفاه الله من بين كل شهور العام لأداء تلكم الفريضة العظيمة .. وليأتي متميزا بما هو لله .. ويحصد فيه المسلم أعظم الجزاء وبالصورة الإيجابية التي يقتدر عليها الإنسان المكلف .. وقد نشأ وتربى بالتعلم في هذه الرياض الروحانية منذ سنوات التمييز الأولى .. وقبل أن يحمل مقتدرا .. ومكلفا بكل المعاني الشرعية لهذه الكلمة لتحمل أعباء ومسؤوليات الاستخلاف لله على الأرض.
ليس ذلك في القيام بالواجبات وأداء الطاعات وتجنب النواهي والمكروهات والمذمومات فحسب وإنما في مواجهة التحديات الحياتية الكبيرة والصغيرة على حد سواء .. وفي مقدمتها الأمراض الاجتماعية المرهقة للفرد والمجتمع معا وهنا يمكن أيضا إجراء السؤال حول صلة فريضة الصوم بمقاومة تلك الأمراض الاجتماعية والتي قد تعاني منها بعض النفوس المضيعة في متاهات البخل والشح والتخمة والجشع والإسراف والتبذير والمباهاة .. دون أن تحفل أو تبدي أدنى اهتمام بمن حولها .. وما هو لها¿! كالفقراء والمساكين وأعمال الخير والبر والإحسان!!
وإذا كان هذا الشهر الكريم في نظر البعض صديقا للفقراء والمحتاجين ورفيقا لابن السبيل فلمن بقية شهور العام¿! إن لم تكن كلها بهذا الفهم .. وبالأولى للجهاد الأكبر في سبيل إخراج هؤلاء من محنتهم .. والارتقاء بهم فوق حالة الكفاف والاحتياج والتيه في الطرقات!!
وهل يكفي شهر واحد لصنع هذا الإنجاز الذي يفرضه التكافل والإخاء والتعاون على البر¿¿ وهل يمكن أن يبلغ المقتدرون والأغنياء ومعهم المترفون الرحمة والمغفرة والعتق من النار لمجرد أنهم صلوا وصاموا لله ولم يلتفتوا إلى فقرائهم والمحتاجين من بني وطنهم .. وقد حجبتهم غفلاتهم عن بؤس وأحزان ومعاناة أهلهم .. وذويهم وأبناء وطنهم¿¿ وكلهم عيال الله.
إذا لم يكن الإيمان الحق .. والإيمان الصحيح والإيمان الصادق هو الدافع .. وهو الحافز ولو لزمن محدد بشهر واحد لمزج الطاعة والعبادة والتقوى بأعمال البر والصدقة والإحسان ومساعدة المحتاجين والمضطرين للأخذ بأيديهم فما الذي يمكن أن يحرج الضمير المؤمن .. ويطلق اليد الغنية السخية.
إنه شهر تحقيق الغايات المثلى .. لفعل ما يمكن فعله من أجل نصرة الإخوة الفقراء والمحتاجين وإنقاذ ما يمكن إنفاذه من الحيوات البائسة التي تعاني من جوع خطير يتهدد مئات الآلاف من الأطفال كما تتحدث عن ذلك التقارير الدولية بأرقام مضاعفة للأسف الشديد.
وتقول تلك التقارير بمرارة بينة القصد وشديدة اللوم (ليس ذلك الجوع بسبب انعدام الغذاء أو الطعام في اليمن .. وإنما لصعوبة استحالة وصول الأسرة المعدمة إليه) لاحظوا .. وتفكروا.
هل يعجز أولئك وهم كثر عن التحلي في هذا الشهر الفضيل بالفضيلة التي يصبغها الإيمان على النفوس الكريمة .. والضمائر السخية والأيادي الندية.
وتعزيز الصلة القوية بمكارم الأخلاق .. والتي في مقدمتها الكرم .. والجود .. والسخاء .. وإغاثة الملهوف ونجدة المحتاج .. وإشباع الجوعان.
إن الله سبحانه وتعالى لا يحتاج لجوع الصائم وعطشه وكبح جماح رغباته الخاصة دليلا على طاعته .. إن الغايات الربانية من الصوم أعظم وأسمى ومدرسة الصوم أعظم دروسا في اكتشاف أفعال الطاعة التي لا حصر لها ولا تتعلق بالجوارح .. وحاجات النفس فحسب .. وإنما ترتبط جذريا بوظيفة المال وتأثيرات الزكاة والصدقات والإحسان ..
وكيف يمكنك أن تقتطع جزءا من المال الوفير الذي حباك به الله في نجدة ومساعدة عيال الله من الفقراء والمساكين والمحتاجين .. وأن تتمكن من تغيير حياة من تقتدر منهم بإيصال ثمرة ليلة القدر إليهم .. هم يحظون بما عند وأنت تحظى بما عند الله وهو خير وأبقى ولتكون وكما وعد الله من أهل الرحمة وأصحاب المغفرة والمعتوقين من النار!!.
كل واحد منا قادر أن يحقق الفوز في هذه المدرسة السنوية وأن يكون هو بحد ذاته مدرسة حية يتعلم منها من حوله الدروس العظيمة التي يحفل بها شهر رمضان المبارك وتدل إليها فريضة الصوم العظيمة في جائزتها وغنائمها الروحانية .
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق الجميع وأن ننجز كل ما هو استثنائي في طاعة الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر الاستثنائي بامتياز التقوى وفعل ال

قد يعجبك ايضا