البيان رقم‮‬25 ‬مليون ضابح‮ ..!‬

عبد الكريم المدي

 - (‬لا تقرأني‮ ‬كثيرا‮ ‬ستصاب بالعمى من كثرة الدخان في‮ ‬تاريخي‮) « ‬شيركوبيكة‮ « - ‬شاعر عراقي‮ ‬من كردستان‮ ..‬
في‮ ‬الواق
عبد الكريم المدي –
(‬لا تقرأني‮ ‬كثيرا‮ ‬ستصاب بالعمى من كثرة الدخان في‮ ‬تاريخي‮) « ‬شيركوبيكة‮ « – ‬شاعر عراقي‮ ‬من كردستان‮ ..‬
في‮ ‬الواقع لقد تأملت بعمق وبقسوة هذه الأوضاع التي‮ ‬نعيشها في‮ ‬اليمن أيضا‮ ‬‮ ‬لمضامين ودلالات العبارة السابقة‮ ‬‮ ‬فوجدت أنها تنطبق حرفيا‮ ‬على حياتنا اليومية المعاشة التي‮ ‬نعيشها بكل ما فيها من قساوة وظلام دامس وجوع وظمأ شديد‮ ‬‮ ‬حيث صرنا نعد ساعات الليل في‮ ‬شجن عجيب نرقب بزوغ‮ ‬ضوء النهار‮ ‬‮ ‬رافعين أيدينا للسماء عند كل صباح شكرا‮ ‬لله على لطفه بنا لأننا لم نحترق بهذه الشمعة أو تلك‮ .. ‬لنبدأ من جديد في‮ ‬رحلة العناء ومقاومة البقاء الثانية منذ ساعات الفجر الأولى‮ ‬‮ ‬باحثين عن قطرات من الماء كل بطريقته‮ .. ‬وفي‮ ‬نفس الوقت مشنفين مسامعنا استعدادا‮ ‬لسماع مثل تلك الأخبار الجنائزية الصاعقة التي‮ ‬تعودنا عليها مؤخرا‮ ‬التي‮ ‬تفيدنا بموت جماعي‮ ‬لعدد من الأسر في‮ ‬هذه المدينة أو تلك جراء ماس كهربائي‮ ‬أحدثته شموع الصين الشعبية أو لإستنشاقها عوادم المولدات الكهربائية‮ .. ‬والتي‮ ‬بالطبع نحتسب أفرادها عند الله شهداء اختارهم القضاء والقدر‮ ‬‮ ‬فيما الأسباب الحقيقية ومن اقترفوا جريمة القتل الجماعي‮ ‬والظلام الجماعي‮ ‬والعطش الجماعي‮ ‬والخوف الجماعي‮ ‬سندعو عليهم فقط وندع الزمن‮ ‬‮ ‬فهو وحده من سيتكفل بمحاسبتهم والإقتصاص منهم‮ (‬وكيف كل‮ ‬وحاله‮ ..‬¿ سلم حاله‮ ..!)‬
‮* ‬لقد صرنا مع هذه الأوضاع والإنهيار الفاضح الواضح للقيم لا نستطيع منع أنفسنا من الإنشقاقات اوالتصدعات والبكاء‮ ‬‮ ‬سيما كلما مررنا أو مر بنا أو شاركنا في‮ ‬طوابير وابتهالات الجوعى والظامئين في‮ ‬شوارعنا ومدننا وأسواقنا وطرقاتنا‮ ‬‮ ‬الممتلئة بهم كقطع السحاب‮ ‬‮ ‬خاصة أولئك الذين‮ ‬يتدفقون نحو خزانات مياه السبيل التي‮ ‬لا تغني‮ ‬ولا تسمن من جوع‮ ‬‮ ‬فمشاهد كهذه كافية لقتل كل ذخيرة صبر وحلم وأمل‮ ‬‮ ‬لدى المرء‮ ..‬
إن طوابير الأطفال والنساء في‮ ‬شوارع وأحياء العاصمة وهم محملون بـ‮ (‬دبات الماء الفارغة‮) ‬ذات اللون الأصفر تصعقنا حقا‮ ‬وتبعث فينا أحزان الدهر‮ ‬‮ ‬لدرجة‮ ‬غدت فيها وجوهنا شاحبة‮ ‬‮ ‬صفراء كصفرة تلك العبوات الفارغة‮ ..‬
‮* ‬صدقوني‮ ‬إذا ما قلت لكم أنني‮ ‬أسكن في‮ ‬عمارة في‮ ‬جولة الثلاثين‮ (‬شارع خولان‮) ‬ومنذ ما‮ ‬يزيد عن‮ (‬4‮)‬أشهر لم‮ ‬يصل مشروع المياه الى هذه العمارة والعمارات والبيوت المجاورة‮ .. ‬وحينما‮ ‬يفكر الناس في‮ ‬شراء الماء من خلال الدفع المسبق الذي‮ ‬تعودنا عليه في‮ ‬هذا البلد في‮ ‬أمور كثيرة‮ ‬‮ ‬وذلك من خلال‮ (‬وايتات الماء‮) ‬لم‮ ‬يجدوا تيارا‮ ‬كهربائيا‮ ‬يرفع لهم الماء من الخزانات الأرضية إلى أسطح البيوت والمعاناة تتسع دائرتها أكثر إذا كانت العمارات ذات سبعة طوابق ومن‮ ‬يسكنها بالطبع‮ ‬‮ ‬في‮ ‬الغالب‮ ‬‮ ‬هم مستأجرون‮ ‬غلابى‮ ‬‮ &#

قد يعجبك ايضا