التمر.. الأعلى مرتبة في هرم التغذية الصحية للصائمين

د. جلال أحمد فضل العبسي

د. جلال أحمد فضل العبسي –
> التمر غذاء مميز عامر بالفوائد الضرورية للإنسان..
قيل بأنه: غذاء ودواء وفاكهة لما أثبت العلم قيمته الغذائية الكبيرة وفوائده الفريدة المتنوعة بينما حفه الله بكرمه أن ذكره في محكم التنزيل دونا عن سائر الثمار ليكون الزاد لمريم البتول عند مخاضها..قال تعالى: {وهزöي إöليúكö بöجöذúعö النخúلةö تساقöطú عليúكö رطبا جنöيا}سورة مريم الآية(25).
فيالكرم الله وقد حبانا بثمر طيب يفضل غيره من أنواع الفاكهة نفعا وإفادة للصائمين قد تجلت حقائقهما في سياق ما تحدث عنه الأستاذ الدكتور/ جلال أحمد فضل العبسي- أستاذ علوم الأغذية(رئيس قسم علوم وتقنية الأغذية بكلية الزراعة- جامعة صنعاء) حول فوائد التمر ومزاياه الصحية والغذائية لاسيما في رمضان بقوله:
التمر فاكهة مباركة شهيرة بمكوناتها الغذائية الغنية..
اعتاد العرب قديما على تناوله في حياتهم اليومية ولا يزال الطعام المفضل للإفطار عليه من قبل الصائمين عملا بسنة نبي الهداية محمد (صلى الله عليه وسلم) فعن التمر يقول: « إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة فإن لم يجد تمرا فالماء فإنه طهور»رواه الترمذي.
ومن نهجه الكريم (صلوات ربي وسلامه عليه) نستشف ترغيبه وحثه لنا – نحن معشر المسلمين- بتناول التمر أولا في إفطارنا بعد الصيام وأيا كان – رطبا أم تمرا طالما وجد ما يؤكل منه- ففيه بالطبع منفعة للصائم ففي حديث عن أنس(رضي الله عنه) قال: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم تكن رطبات فتميرات فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء» رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن.
وهذه السنة النبوية المطهرة حري بنا انتهاجها فالعلم يوافقها بعدما كشف الستار عن أسرار التمر المكنونة وأبرز فوائده الواسعة للصحة لاسيما إذا افطر به الصائم حيث دراسات علمية أفادت بأن سكريات التمر تتميز بسرعة الامتصاص في الجهاز الهضمي في غضون دقائق قليلة فتذهب مباشرة إلى الدم ثم إلى خلايا الجسم ولا يحتاج امتصاصها إلى عمليات هضم معقدة كحال هضم النشويات والدهون.
فيا لعظمة حكمته (صلى الله عليه وسلم) عندما كان يفطر قبل أن يصلي على رطبات أو تميرات أو على حسوات من ماء إذا لم يجد رطبا أو تمرا.
ولا أجد مبالغة في استحقاق التمر مرتبة هي الأعلى في سلم الهرم الغذائي الصحي الذي يتطلبه الصائم ففي آخر ساعات الصيام يحدث انخفاض لمستوى السكر في الدم مما يؤثر على المخ مسببا خمولا وشعورا بالضعف وعدم القدرة على التركيز والتفكير(الخمول الذهني) بالتزامن مع قلة النشاط العضلي والحركي (الخمول الحركي).
بينما تكون المعدة في حالة شبه ساكنة وغدد الخمائر والإنزيمات الهاضمة والمتواجدة في الجهاز الهضمي في حالة خمول لقلة السوائل في الجسم فعلى هذا الأساس يحتاج الجسم عند بدء الإفطار إلى نوعية فريدة من الغذاء تحقق المعادلة الطبيعية للجسم يشترط فيها أن يكون الغذاء سريع الهضم وغير مرهق للمعدة الخاملة وينشط حركتها وأن يكون سريع الامتصاص والوصول إلى المخ والعضلات لإمدادها بالطاقة وإزالة الخمول الذهني والعضلي وتنشيط الجسم بسرعة.
الأمر الذي يحتم نوعية خاصة من الغذاء تمد الصائم بطاقة سريعة عند بدء الإفطار وليس هنا ما يضاهي التمر أو الرطب فهما من أغنى الأغذية بالسكر (الجلوكوز) أي أنه مثالي للجسم..
فيم يحتوي أي منهما على نسبة عالية من السكريات التي تتراوح ما بين(75 – 87?) منها (الجلوكوز) بنسبة(55?) وسكر (الفركتوز) بما لا يقل عن(45?).
علاوة على نسبة من البروتينات والدهون وبعض الفيتامينات.
بالإضافة إلى أن التمر سهل الهضم سريع الامتصاص ويدفع عن الصائم الجوع ويعطي طاقة تعويضية عاجلة للمخ والجهاز العصبي وجهاز الهضم وكذلك للعضلات وسائر أنسجة الجسم المختلفة وهو- أيضا- ينشط العصارات الهضمية ويقي من الإمساك ويعدل حموضة المعدة والدم ويهيأ المعدة لاستقبال وجبة العشاء.
وليست فوائد التمور تتوقف عند هذا الحد بل كثيرة فنال لكثرتها- عن جدارة- لقب (منجم الغذاء) لاحتوائه على(كربوهيدرات) تتراوح ما بين( 75 – 87?) والتي تعطي سعرات حرارية عالية تصل إلى(300) كيلو سعر حراري لكل(100)غرام من التمر واحتواءه على(2,5 %) من الدهون و(10%) من الألياف و(1,8%) من البروتينات المؤلفة من(16) حامضا أمينيا أهمها حامضي (النيكوتينك والأرجنين).
بالإضافة إلى أملاح معدنية بنسب جيدة بما مجموعه (65ملغم كالسيوم 72ملغم فسفور 5 ملغم حديد) حيث تساعد الدم على التخلص من حموضته الزائدة ومن السموم المتراكمة فيه.
ومن ناحية أخرى يحتوي التمر على الفيتامينات مثل فيتامين(C) و(A) ومجموعة من الفيتامينات الذائبة بالماء.
بالإضافة إلى أنه يحتوي ع

قد يعجبك ايضا