في حياة البشر

هايل الصرمي


هايل الصرمي –
< رمضان موسم تغير في حياة البشر عبر التاريخ على مستوى الفرد والمجتمع والأمة فالتحولات الكبرى حدثت في رمضان فقد أنزل الله القرآن في هذا الشهر الكريم أحدث القرآن تغيرا مفصليا في الحياة كلها فكان لرمضان شأن عظيم .
رمضان قرآن يرتل وثبتي
نصرا يفك سلاسلي وقيودي
مهما تكالبت الخطوب يشدني
نحوي ويجمعني بغير شرود
شمس الصباح سنا الملايين التي
ثارت لتحمل موثقي وعهودي
خرجت تجسد ما يدور بخافقي
وتحيل أوطاني بغير حدود
سأظل أشمخ بالعزيمة والهدى
وأعيد من كفö الفناء وجودي
لقد اصطفى الله هذا الشهر الفضيل وميزه على سائر الشهور وجعل فيه الخيرات والرحمات والنفحات التي تنبثق منها التحولات والتغيرات لمن يتعرض لها .
نقف على نماذج من الانتصارات المفصلية الكبرى التي حدثت في هذا الشهر بارك ففي رمضان حدثت الانتصارات العظيمة منها غزوة بدر الكبرى أكبر تغير مفصلي في التاريخ الإسلامي والبشري قاطبة كانت فرقان بين الحق والباطل انتصرت فيها إرادة الحق على إرادة الباطل لماذا رمضان¿
لأن الاتصال بالقوة المدبرة يكون أعظم في هذا الشهر ويكون العباد أقرب إلى ربهم من سواه فيكونون مؤهلين للنصر أكثر ولأن رمضان هو شهر القرآن فيكون لتعظيم الله والإحساس به هو المهيمن على شعور المسلمين نتيجة الطاعات والقربات فيقوي التوكل والاعتماد عليه فيتم لهم النصر لا بكثرة العتاد والعدة ولكن بقوة الاتصال وحسن العمل وبذل الممكن.
كان ميزان القوى بين الفرقين في غزوة بدر مختلا بنسبة 1:3 لصالح العدو فكان المسلمون 300 والمشركون 900 لكن الانتصار كان حليف القلة المسلمة.
عدة الانتصار كانت قوة الإرادة والإصرار والعزيمة والثبات لا قوة العتاد , إنها قوة الإيمان والثقة بالله وبوعده بأن الحق غالب وليس مغلوبا مادام الوسع قد استفرغ في بذل المستطاع من الأسباب ومادام العدو غاشم وظالم ومعتدي فالنصر حليف المؤمنين أنها معركة الحق والباطل أزلية تتكرر في كل زمان ومكان وإن اختلفت المشاهد والأحداث.
إنه التغير الهائل الذي غير حال المسلمين من ذلة إلى عزة ومن ضعف إلى قوة ومكن لهم في الأرض فانتشر الخير والعدل في أرجائها ولولا غزوة بدر ما وصل الإسلام إلينا.
في هذا الشهر المبارك أيضا حدث التغير الكبير بفتح مكة وتحقق التمكين الأكبر لدين لله ولرسوله وأتم الله بهذا الفتح نعمته على رسوله والمؤمنين فكان الفتح مفصليا تغير فيه الوضع برمته لقد هدم الرسول «صلى الله عليه وآله وسلم » 360صنما كانت داخل الكعبة هدم الطغيان والوثنية والشرك بهدمه للأصنام التي هي منصوبة في الكعبة منذ سنين طويلة لا يستطيع أحد أن يمسها بسوء بل يعظمونها ويعبدونها
ما أشبه الأنظمة المستبدة اليوم بتلك الأصنام حيث حجبت الخير والنور والسعادة عن الناس سنين طويلة كما تحجب هذه الأنظمة الصنمية الجاثمة على صدورنا الحرية والعزة والأمن والطمأنينة دهورا ولم تزل …إن الثورات السلمية اليوم التي أزالت بإذن الله هذه الأصنام البشرية ما أشبه معركتها السلمية بفتح مكة السلمي حيث تم الفتح لرسول الله وأصحابه سلميا,وكان التغير كبيرا وفتح مكة كان تغيرا هائلا بكل المقاييس.
«و في سنة 13هـ في رمضان, استطاع المسلمون في موقعة البويب بقيادة المثنى بن الحارثة, إحراز انتصار جبار وكان عدد المسلمين في هذه الموقعة 8 آلاف فقط, والفرس مائة ألف بقيادة (الهرمزان) وانتصر المسلمون انتصارا مهولا حيث فني الجيش الفارسي بكامله في هذه الموقعة, تجاوز القتلى 90 ألف فارسي من أصل مائة ألف, هزيمة مروعة للجيش الفارسي بعد شهر واحد من هزيمة المسلمين في موقعة الجسر. يقول الدكتور راغب: لنفكر ونتدبر كيف لثمانية آلاف أن يهزموا أكثر من 90 ألفا, وفي عدة أضعف من عدتهم, وفي عقر دارهم, كيف يحدث هذا¿ لن تعرف تفسيرها أبدا إلا أن تقول:(وما النصر إلا من عند الله) تبعها معركة القادسية التي أنهت إمبراطوريه عظمى كانت هنا ولن نذهب بعيد وانتصار مرسي في مصر معجزة القلة في الإمكانات تهزم الكثرة من الفلول التي أنفقت المليارات في انتخابات الرأسية ولكن الله غالب على أمره….فتوحات رمضان كثيرة
فالأندلس فتحت في رمضان ومعركة عين جالوت في رمضان وحطين في رمضان وهزم الناصر قالون التتار هزيمة لم تقم لهم قائمة بعدها في رمضان وحرب 73 في رمضان والضربة الاقتصادية للرأسمالية في رمضان التي لن تعافى بإذن الله كما قال الخبراء وغيرها كثير. فلنفرح بهذا الشهر ونهنئ أنفسنا ونتغير إلى الأمام.
هنيئا لك الشهر الكريم هنيئا ووجهك طلق ما يزال و ضيئا
تمر على الدنيا فترسم بسمة و تنصر ملهوفا بها و بريئا
رمضان شهر التغيير (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) لابد من التغيير أولا في

قد يعجبك ايضا