متى هجرت عيبك زكت نفسك

هايل الصرمي


هايل الصرمي –
قال ابن عطاء « تشوفك إلى ما يبطن فيك من العيوب خير لك من تشوفك إلى ما يحجب عنك من الغيوب » .
هذه قاعدة تربويه عظيمة ولها من الشواهد من الكتاب والسنة وأقول السلف الشيء الكثير وخلاصتها : أصلح نفسك لتصلح دنياك وآخرتك كونك مسؤولا عن نفسك لا عن علوم غيبية لا تنفع صاحبها.
قال بعض الصالحين : شغلتني عيوبي عن الانشغال بما لا يعنيني .
إنك أيها المؤمن مكلف بأعمال وواجبات فإن انشغلت عن واجباتك ومنها نفسك التي أنت مكلف بها أو بعيوب غيرك أو بما لا ينفعك من العلوم الغيبية التي لا ينبني عليها عمل أصابك الخسران والانشغال بما ينفع ومنها تزكية النفس يغنيك عن الانشغال بذلك كله.
وفيه الفلاح قال تعالى: (قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) الشمس ( 109 ) . ولذلك العاقل من تأمل ما أوجب الله عليه فأداه والجاهل من تشاغل عن نفسه بغيره فأرداه .
على المؤمن أن يحرص على ما ينفعه ويدع ما لا ينفعه ومما ينفع التمسك بكتاب الله وسنة رسوله قال عليه الصلات والسلام «احرص على ما ينفعك» [1] وحتى يتبين للمسلم ما ينفعه وما لا ينفعه نضع معيارا للمسلم لكي يضعه نصب عينيه ويجعله ميزانا يقيس عليه ما ينفعه وما هو أقل نفعا وما لا ينفع في الفعل والترك
فقد اختلطت المفاهيم في هذا الزمن وكثر الغبش فالتبست الأمور حتى على الصفوة فنجد المسلم ينشغل بعلوم يحسبها نافعة ويغفل عن علوم وواجبات سوف يسأل عنها يوم القيامة ولا يفرق بين الواجب والنافلة .
المعيار هو أن تسأل نفسك قبل أي عمل : هل هذا العمل مما أسأل عنه في الآخرة ¿ وينفعني فإن جاء الجواب : ( نعم ) فامضö فيه وانشغل به وإن كان الجواب: ( لا ) فدعه ولا تلتفت إليه وابحث عما سوف تسأل عنه وينفعك فعله جاء رجل إلى أحد العلماء يسأله عن عقيدة البسطامي فرد عليه _ مبتسما – : يا هذا إنك لن تسأل في قبرك ولا يوم القيامة عن عقيدة البسطامي فاشغل نفسك بما ينفعها فصمت الرجل ولم يرد جوابا .
والحكمة تنبöه المنشغلين بالغيبيات – سواء في علامات الساعة وغيرها وخصوصا الأمور الجدلية .- إلى ترك ذلك والانشغال بإصلاح القلب وتزكية النفس وتطهيرها من عيوبها والعيوب أكثر من أن تحصى فلو شغل المرء عمره كله بتتبع عيوب نفسه ما انتهى منها فليس أصعب على المرء من سياسة النفس وفطمها عن أهوائها وعوائدها وأدوائها .

والنفس كالطفل إن تهمله شب على
حبö الرضاع وإن تفطمه ينفطمö
قال الإمام حسن البنا – رحمة الله عليه – : « الانشغال بما لا يبنى عليه عمل من التكلف المنهي عنه شرعا » أيها الغافل من ذنوبك استعن بالله يعينك .

أقلعت عن ذنبي وعن عöصياني
فلكمú عصيت بسالفö الأزمانö
فامنحú فؤادي يا إلهي توبـة
فالذنب أرúهقöني وهد كيـاني
واقــبل إلهي أوúبتي وتضرعي
فـأنا المسيء فمن بالغفران
وأنا المقر وأنت أكرم من عفا
يارب إني نــادم وكفاني

قد يعجبك ايضا