الارهاب ماذا في رمضان¿

محمد السهماني


محمد السهماني –
ونحن مقبلون على شهر الخير والبر والإحسان والقرآن شهر رمضانأبصارنا معلقة وأعناقنا مشرئبة إلى رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم كان من هديه في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات فكان جبريل يدارسه القرآن في رمضان وكان أجود بالخير من الريح المرسلة وكان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان يكثر فيه الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف وكان يخص رمضان من العبادة ما لا يخص غيره من الشهور حتى إنه كان ليواصل فيه أحيانا ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة فهذا كان حال النبي مع رمضان وحال أصحابه معه ونرجو أن تكون حالتنا في رمضان كحالهم لكننا في اليمن نعلم جميعا أن رمضان يدخل علينا هذا العام وقلوب الجميع محروقة مما خلفه الإرهاب في صفوفنا ولعل رمضان في هذا العام يكون فرصة قد لا تعوض خاصة عند أولئك الناقمين على هذا الشعب في أن يفتحوا صفحة جديدة على غرار فتح أبواب الجنة في رمضان بدل صفحاتهم السوداء التي كثيرا ما فتحوها في وجه النار التي يغلقها الرحمن في رمضان وأن يتذكروا أن شهر الصيام تصفد فيه شياطين الجن وكان الأحرى بشياطين الإنس أن تنسلخ من جلد الإرهاب أقلها في رمضان إكراما له وخوفا من الله…وأنا أقتبس فضائل رمضان الكريم استوقفتني نفسي طويلا عند مسألة مهمة وهي كيف سيتعامل الإرهابيين مع رمضان ..

< .هل سيعمد إجرام الإرهاب إلى خطف الأنفس الصائمة دون مراعاة لطاعتها وامتثالها لفرضية الصيام ...هل يمكن لا قدر الله ذلك أن يفاجأ الصائمون بمن يعجل لهم إفطارهم في الدنيا بأحزمة التفجير الناسفة والمحرقة بدل أن يقدم لهم شربة ماء هنية وحبات التمر المسنونة...مجرد افتراضات مشئومة القصد منها الحذر والتوقع لمن لا يهمه قتل الناس لا في رمضان ولا في غيره وشأن الافتراضات أخذ الحيطة والحذر ليس إلا وهذا ما نقصده ونرمي إليه مع وجوب التسليم للقضاء والقدر...كما أنني أخشي في رمضان علي وجه الخصوص أن يعمد زعماء الضلال وأعمدة الزيغ والافتراء إلى تزيين الباطل في نفوس من أسميهم (الدمى القاتلة) بانصياعهم لإملاء أصنامهم الضالة في جرهم لعمليات جديدة في رمضان الذي يمكن أن يستغل في تقديم ما نطلق علية قاتل نفسه وحاملا معه وزر غيره في حين أن القاعدة تغالط المفهوم والمعقول وتطلق على دماها المفخخة شهداء وتسلمهم صك الجنة مقدما والتحفيز لهذا المصير حصوله في رمضان على غرار شهداء بدر وأحد...وحاشا وكلا في استحالة أن يكون قاتل المسلمين في مقام من غرس سيف الإسلام في صدر الكفر والإلحاد ...إنها السذاجة بكل معانيها في نفوس أولئك الجهلاء ممن يصدقون خزعبلات هذا الفكر المتأزم في مضمونه والشاذ في مفهومه والمتجاوز لكل من سبقه في التاريخ الإسلامي حتى على مستوى الخوارج الذين كانوا أشبه وطأة وتأثيرا على الإسلام والمسلمين من تنظيم القاعدة المعاصر...فقد نظلم الخوارج إذا ما قارناهم يوما بالقاعدة لأن زمن الخوارج شهد بروز شخصيات كبيرة ظهرت على السطح وتفاخرت بفكرها المغلوط فواجه زعماء الخوارج العلماء وناظروهم كما التقى الكثير من زعماء الخوارج قيادات الخلافة الإسلامية في ذاك العصر وجادلوهم على غرار مناظرة الخليفة عمر بن عبد العزيز للخوارجي ابن ملجم وخلصت تلك المناظرة إلى قول الخليفة بن عبد العزيز قولته المشهورة في حق الخوارج (إنهم قوم يريدون الجنة لكنهم يخطئون طريقها) وهذا مما يدل دلالة واضحة على أن الخوارج كانوا يظهرون على السطح ويطلبون المواجهة الفكرية والمناظرة بغض النظر عن ما كانوا يعتقدونه في بعض الصحابة أو ما كانوا يقومون به من ممارسات عدوانية في حق المسلمين لكن يحسب للخوارج لا على أنها ميزة بقدر ما يمكن وصفها بالخصوصية في الإعلان عن المشروع واستعدادهم للنقاش الفكري بعكس القاعدة التي لا تستطيع الظهور بل وحتى لا تتخيل أصلا قدرتها في طرح مشروعها والمجادلة عليه وهذا ما يفسر استقطابها لشريحة معينة من الناس وهم الشباب في سن مبكرة لأنها تعلم أن هذا النوع من الناس لا يملك القدرة على الفهم والتمييز إضافة إلى إمكانية التأثير عليه باستغلال عاطفته ودفعه إلى المحرقة...وبالعود إلى المفارقة بين الفكر الخارجي وفكر القاعدة نجد أن الثاني يظل حبيس الجدران حتى على مستوى كيان التنظيم الواحد فما يعتقد به قادة التنظيم ليس بالضرورة أن تؤمن به الأتباع ولا حتى أن تعلم جزئيات بسيطة منه بدليل أن الكثير من المجندين الضحايا يقفون في أول الصفوف ويجري التضحية بهم رغم جهلهم بما يقدمون عليه إضافة إلى صغر السن الذي مازال علامة استفهام كبيرة في استغلال القاعدة للشباب ممن لم يبلغوا حتى مرحلة النضج ولم يرتقوا إلى درجة المسئولية وقد يكون تجنيد القاعدة للأجانب من غير العرب كما حصل مع الأفارقة الذين تورطوا في العمليات الإرهابية داخل وخارج اليمن دلالة أخرى على هشاشة فكر هذا التنظيم وقيامه على أغراض ومصالح لا تمت

قد يعجبك ايضا