شهر رمضان المبارك فرصة ربانية لتقوية أواصر المحبة والتكافل بين أفراد المجتمع
تحقيقزهور السعيدي – أسماء البزاز – أمل الجندي

تحقيق/زهور السعيدي – أسماء البزاز – أمل الجندي –
أيام قليلة ويحل علينا ضيف عزيز يطل بخيراته وبركاته كل عام مرة وسرعان ما تمضي أيامه المباركات ولياليه المليئة بالروحانية الطاهرة.. إنه شهر رمضان الكريم الذي يعد من النفحات الربانية أمتن الله به على عباده كمحطة للتقييم الذاتي والوقوف الصادق مع النفس من أجل الانطلاق بعد إنقضائه مجددا في الحياة بنفوس جديدة مليئة بالإيمان..
والشهر الكريم كما يقول العلماء والعارفون بشئون الحياة فرصة مواتية للأسر من أجل تقوية أواصر الحب والتفاهم بين أفرادها وتعميق روح التكافل بينهم وكذا الإحساس بمعاناة الآخرين وخاصة الفقراء..
ظروف استثنائية
ويأتي هذا الشهر المبارك على اليمن هذا العام في ظل ظروف استثنائية تمر بها البلاد جراء تداعيات الأزمة السياسية التي عاشتها البلاد العام المنصرم مما يجعله فرصة مناسبة لتعزيز مبادئ التسامح والتراحم المنطلق من جوهر التوافق الوطني الذي ارتضاه أبناء الشعب اليمني قاطبة وهو الأمر الذي يتوجب من الجميع دون استثناء كل من موقعه انطلاقا من الأسرة والمجتمع في سبيل ترسيخ وتعزيز هذا النهج الذي يعتبر جوهر الدين الإسلامي الحنيف ومن أساسيات فريضة الصيام..
الأسرة والشهر الكريم
الكثير من الآباء وأولياء الأمور يعانون قصورا كبيرا في فهم وإدراك الحكمة من الصوم وبالتالي تراهم عابسي الوجوه ما داموا صائمين ولا يكادون يبتسمون حتى أمام أطفالهم وبذلك يفقدون جهلا أو بحسن نية أهم فضائل ومكرمات هذه الأيام المباركات..
ويقول العلماء بأن على المرء الصائم أن يكون على أحسن ما يستطيع من مكارم الأخلاق في التعامل أولا مع أفراد أسرته وثانيا مع مجتمعه المحيط به..
ويقول الشيخ سليمان محمد عمر وهو إمام وخطيب أحد المساجد بمدينة الحديدة بأن الأسرة يجب أن تكون خلال شهر رمضان المبارك على أحسن حالها من حيث المحبة والألفة بين أفرادها مشيرا إلى أن كثيرا من الآباء لا يستطيعون الصبر على الجوع والعطش وبالتالي ينعكس ذلك في المعاملة السيئة ضد أطفالهم ونسائهم ليفقدوا كثيرا من مكرمات الشهر وفضائله ويعرضون صومهم للتجريح.. ويحث الخطيب عمر جميع الآباء على التحلي بروح الصبر وإبداء المعاملة الحسنة لمن يعولون وخاصة خلال رمضان وبذلك يكونون قد أدركوا الحكمة الحقيقية من هذه الفريضة الإسلامية العظيمة..
صفحة جديدة
من جهته يقول الشيخ العلامة مصطفى الوصابي… إن رمضان لهذا العام يشهد تحولات كبيرة وتغيرات عديدة على مختلف الأصعدة على أمتنا العربية بشكل عام واليمن بشكل خاص ولهذا على الدعاة والمرشدين والخطباء أخذ هذه التغيرات الحاصلة على الساحة اليمنية في عين الاعتبار وإعطاء القضايا المصيرية والمحورية التي تشهدها اليمن عناية وإهتمام بالغ في خطبهم ومواعظهم وإرشاداتهم وليس فقط التركيز على قضايا دون قضايا أو التدخل في الحزبيات التي قد تغرق أكثر مما تسد..
وأضاف الوصابي: رمضان سيكون بإذن الله محطة لتطهير النفوس والتسامح والعناق الأخوي بين أبناء المجتمع الواحد فلنبدأ صفحة جديدة مليئة بالحب والخير والإخلاص من أجل الوطن الذي لم يعد يحتمل أي شقاق أو نزاع أو صراع..
وتوافقه في ذلك مروة القدسي- مرشدة دينية مضيفة: لا يجب أن يأتي رمضان ونحن نضمر العداء لبعضنا البعض أو في قلوبنا مثقال ذرة من حقد أو كراهية فلنبادر الآن إلى إفشاء روح المحبة والسلام والتسامح فلا يمكن للأمة النجاة والفلاح إلا بذلك ولا يمكن أن تعمر وتبني إلا إذا أصلحت ذات بينها..
الشباب في رمضان
أما حنان الأبي فقد وجهت رسالة إلى الشباب عن كيفية قضائهم أوقات رمضان مبينة: نصيحتي للناس عامة وللشباب خاصة بالاسغلال الأمثل لشهر رمضان المبارك بكونه شهرا يبارك الله فيه الأعمال الخيرية سبعين ضعفا لأن رمضان لم يأت فقط للامتناع عن الصوم والشرب في نهاره والسهر في لياليه ولم يأت للنوم أو تقليب المحطات الفضائية ومتابعة مشاهد تعتبر من المحرمات في غير رمضان فما بالكم في رمضان فهي أعظم وأشد حرمة سواء من برامج أو مسلسلات خارجة عن الحياء والدين والعرف.. ولهذا اغتنموا يا شباب فرصة هذا الشهر الكريم بقراءة القرآن الكريم وحضور مجالس الذكر والاستماع إلى البرامج الهادفة الدينية والأخلاقية التي تعزز الوازع الديني في نفوس الشباب..
ويوافقها في ذلك أسامة البعداني- تربوي مضيفا إلى حديثها: تجنبوا الغضب والفاحش من القول وما يتبعه من غيبة وتميمة واجعلوا هذا الشهر طريقا إلى الاستقامة ومحطة للندم والتوبة..
الأعمال الخيرية
ومن جهتها أوضحت أسماء العمسي – رئيس مبادرة يللا شباب: إن أعظم القربات والأعمال بركة وجزاء هي التي تصب في إسعاد الناس وإدخال السرور إلى قلوبهم وإفراج ما آلمهم من كرب وضيق وألم وحزن وما أعظم