ثورة الوضع اليمني وتأثيراته على المنطقة



د.عبدالله علي الخلاقي
نحن نعيش مرحلة دقيقة وخطيرة من حياتنا والمخرج من الواقع الخطر ليس بالأمر السهل لأن الوضع الذي وصلنا إليه هو نتاج تراكم مراحل عدة مررنا بها لعب خلالها الأخوة الأعداء من السياسيين والقادة التاريخيين ومشعلي الثورات المتعددين باليمن شمالا وجنوبا الدور الأساسي فيها مع دخول أطراف إقليمية ورضا من قبل قوى دولية .
كما أن خطورة الوضع لا يقتصر على اليمن وان تأثيراته المباشرة على المنطقة برمتها وهذا ما يقلق دول العالم فخروج الأزمة عن السيطرة له انعكاس على المصالح الدولية فيكفي العالم ما يحدث في الصومال والذي استدعى القوى الدولية بإحضار أساطيلها البحرية لمواجهة القرصنة وتهريب المخدرات والأسلحة فكيف سيكون الوضع في المنطقة أذا ما انزلقت الأمور في اليمن إلى حرب أهلية وتفككت الدولة دون أن يكون هناك ترتيبات إقليمية ودولية ترسم مستقبل اليمن وتضمن المصالح الدولية
أمام السياسيين في اليمن حقائق لابد من الاعتراف بها وان لاتغيب عن بالهم عند مناقشة الوضع باليمن تتمثل في :
أولا: أن الوضع الذي أوصل اليمن إلى هذه الحالة هو من صنع أيديهم وليس فيهم بريء (قبل وبعد الوحدة).
ثانيا: إفساد الحياة الحزبية وتكوين الشللية والمحاولات الدائمة لخلط الأوراق والبقاء بالقيادة إلى ما لانهاية مما اثر على ثقة الشعب في الكوادر الحزبية .
ثالثا : سوء الإدارة لكل الفترة التي أعقبت الثورتين سبتمبر وأكتوبر وإمعانهم في ممارسة أسوأ أشكال الفساد للحياة برمتها والاهتمام بمصالحهم الشخصية وعمليات الأقصى للآخر ورفض المشاركة.
رابعا: إن الجرائم التي ارتكبت كثيرة لا تعد ومحاولاتهم إلصاقها بشخص وتبرئة الآخرين أسلوب غير مقبول كما إن القوانين الدولية والمحلية لاتسقطها بالتقادم .
إن الاعتراف بالأخطاء سيساعد كل الأطراف على الوصول لأفضل النتائج.
والمطلوب في هذا الوقت بالذات ومن كافة القيادات السياسية إذا ما أرادوا أن يغفر لهم ويتعامل معهم الشعب وأن يتسامح معهم ويثق فيهم فعليهم أولا الاعتذار لشعبهم الآن وليس غدا وان يكونوا صادقين في حديثهم وذلك من خلال طرح الأفكار المنطقية القابلة للتطبيق وثانيا أن يسلموا الراية للشباب في أحزابهم دون مراوغة ووعود كاذبة التي استمرأوها وهذا مطلب شرعي ويقود إلى عملية تغيير حقيقي فتجديد الدماء القيادية تسرع عمليات التطور في الحياة .
إن الشعب يتشكك في انعقاد مؤتمر الحوار الوطني وإمكانية فشله واردة للأسباب أعلاه فالمتحاورون أعداء وليسوا متنافسين سياسيين ونتائج حوار الأعداء يكون إقصائيا والمكاسب ضئيلة إن وجدت .أما حوار المتنافسين السياسيين نتائجه عاليه للشعب والقوى والتيارات السياسية حريصة على تنفيذ قراراته ويعمل الجميع على مراقبة المخالفات والتنديد بها وبمرتكبيها.
بتشكيل لجنة الاتصال نكون قد دخلنا المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية ومن أهم بنودها أذا ما أردنا إيجاد المخارج السياسية للأزمة أن تدخل كافة القوى والتيارات السياسية الحوار الوطني وان تحمل معها أفكارها وآراءها السياسية التي تراها صالحة لإدارة شؤون المجتمع على أن تكون هذه الآراء واضحة ومتكاملة عن نوع وشكل النظام السياسي والانتخابي والحكومات المحلية وصلاحياتها الدستورية……وغيرها.
والأمر الذي يجب أن لا يغيب عن الجميع أن الوقت يمر سريعا والفرص المتاحة تتقلص وعلى الموقعين على المبادرة الخليجية بالذات أن يعوا أن عبد ربه منصور هادي رئيسا للجمهورية وليس مدير علاقات عامة يرضي هذا ويجامل ذاك عليهم احترام تعهداتهم وإذا كان الأسلوب الناعم الذي يتعامل به الرئيس مع الطرفين فإن عليهم أن يفهموا أن تيارات المياه التي تبدو أنها تجري ببطء على السطح غالبا ما تكون جارفة في الأعماق.
* أستاذ الإدارة المشارك بجامعة حضرموت..

قد يعجبك ايضا