القطيعة تحتفل

معين النجري


 - من المؤسف جدا أن يحدث هذا , ونحن نعلم فداحة الجرم وكيف يحجز الطاعات عن البلوغ إلى مقصدها.
معين النجري –

من المؤسف جدا أن يحدث هذا , ونحن نعلم فداحة الجرم وكيف يحجز الطاعات عن البلوغ إلى مقصدها.
ومن المؤسف والمحزن جدا أن يأتي رمضان وهناك من تجمعهم المساكن وتفرقهم الأفئدة.
لم تكن ثلاثة أيام فقط ولا أسابيع ولكنها أشهر كاملة مرت على إخوة يسكنون في منزل واحد لكن أحدا منهم لا يتحدث إلى الآخر ولا يسلم عليه.
أب وابنه لم يتذكروا شيئا مما أوصاهم به الدين الإسلامي الحنيف من وجوب الطاعة وحسن المعاملة ونسوا روابط الدم والأبوة وتذكروا فقط الاختلاف في المواقف السياسية أو التبعية ففرقتهم وبنت بينهم حواجز من عتب ولوم تطورت إلى قطيعة تامة.
كم هو مؤسف أن يحدث هذا لكن الباب مايزال مفتوحا , بل ربما لم يكن مشرعا بهذا القدر مثلما هو الآن.
فرمضان الذي لن يقبل صيامه منكم وأنتم في هذه الحالة كفيل بأن يذيب الجليد ويزيح الستائر الترابية الكثيفة ليعود للحياة مذاقها الطبيعي.
تخيلوا أن إخوة يستيقظوا عند أذان الفجر ليذهبوا إلى الجامع , يخرجون من نفس الباب ويسلكون الطريق ذاتها ويصلون في الصف الأول بعد إمام واحد, ومن ثم يعودون إلى المنزل دون أن يتبادلوا التحية أو حتى ابتسامة رضا.
أي خلاف يمكن أن يحدث بين إخوة يحرصون على الطاعات وأداء الصلاة في أوقاتها يقطع بينهم كل الروابط الأسرية والدينية وحتى الإنسانية.
لا يستطيع أحد أن يقنعني أن ثمة شيئآ يستحق ذلك ,فما بالكم لو أن السبب يعود إلى اختلاف في المواقف السياسية أو ربما المعتقدات الطائفية.
إن الرب الذي تمتنع عن طعامك وشرابك طوال اليوم وتستيقظ في ساعات الليل المتأخرة من أجل عبادته لن ينظر إلى مواقفك السياسية ولا معتقداتك الطائفية ولكنه سينظر إلى قلبك وحسن تعاملك مع أهلك وبنو جلدتك.
سينظر إلى ما ارتكبته من المحرمات . وأي محرمات أكثر فداحة من أن يأتي عليك رمضان والقطيعة تحتفل بينك وأقرب الناس إليك.

قد يعجبك ايضا