مات وفي‮ ‬قلبه‮ ‬غصة الجنوب‮ !!‬

عزالدين سعيد الاصبحي‮ ‬

 - عزالدين سعيد الاصبحي‮ ‬
رحيل هشام باشراحيل‮  ‬في‮ ‬هذه اللحظة‮ ‬يتجاوز‮ ‬غياب قامة وطنية وإعلامية‮ ‬يمنية كبيرة‮ ‬
انه‮ ‬يختصر
عزالدين سعيد الاصبحي‮ ‬ –
عزالدين سعيد الاصبحي‮ ‬
رحيل هشام باشراحيل‮ ‬في‮ ‬هذه اللحظة‮ ‬يتجاوز‮ ‬غياب قامة وطنية وإعلامية‮ ‬يمنية كبيرة‮ ‬
انه‮ ‬يختصر معاناة شعب وقضية‮ !‬
دعونا نبدأ الحكاية ليس مما اعتدنا عليه أن نذكر خصال الراحل الكبير الايجابية وهي‮ ‬كثيرة ولكن من حيث قلب الحكاية وقلب الألم‮ ‬
انها حكاية اضطهاد شعب وليس شخص فقط‮ ‬
هشام باشراحيل من الجيل الذي‮ ‬فتح عينيه في‮ ‬كنف والده إعلاميا‮ ‬يرون عدن ليس مجرد مدينة حاضرة الجنوب والشمال ولكن عدن المعطى الثقافي‮ ‬والحضاري‮ ‬الذي‮ ‬يتجاوز الجغرافيا ويكون بين مدن قلة هي‮ ‬اكبر من بلدانها التي‮ ‬تقع فيها‮ ‬نفسها ناهيك عن اي‮ ‬انتماء آخر‮ ‬
عدن مثل القاهرة او بيروت مدينة تتجاوز الحلقات الضيقة إلى رحابة الانتماء إلى العصر‮ ‬
هناك مدن معاصرة‮ – ‬تأخذ من الحداثة ومن التطور ما‮ ‬يلائمها لتكون عاصمة كبيرة ولكن ليست مدن عصرية وهذه منها كثير‮ ‬
وهناك مدن عصرية أي‮ ‬تنتمي‮ ‬إلى العصر ثقافة ونظاما‮ ‬وسلوكا‮ ‬ومن هذه المدن عدن كما هي‮ ‬بيروت او القاهرة او دمشق‮ ‬
الأخرى مجرد تكتلات إسمنتية لقبائل ترتدي‮ ‬الكرافتات والبدلات الحديثة لا أكثر‮ !!!‬
} } } }
‬عندما ترك هشام عدن كان لا‮ ‬يزال‮ ‬يؤمن انه عائد لوطن أجمل‮ ‬يتسع للجميع ولكن صنعاء ليست كريمة مع زائريها مثل عدن وبقي‮ ‬هشام‮ (‬وانا ازعم أني‮ ‬اعرف معاناة الذين قدموا من الجنوب إلى الشمال أيام التشطير وعرفت نعيم الذين أتو من الشمال إلى الجنوب‮)‬
بقي‮ ‬هشام‮ ‬يعاني‮ ‬انه جنوبي‮ ‬في‮ ‬اليمن الشمالي‮ – ‬دون ان‮ ‬يذكر ذلك طبعا ولكن جميعا نعرف ذلك دون ان نملك شجاعة الاعتراف‮ – ‬ولابد من قول الحقائق الآن لنتطهر ونبني‮ ‬نفوسا سليمة‮ ‬
جاءت الوحدة وإذا بنا نضيع بين المفهومين‮ – ‬عدن‮ ‬يراد لها ان تكون تعز أخرى لا أكثر مجرد ذاكرة جميلة واضطهاد مستمر وتكريم إعلامي‮ ‬لا‮ ‬يزيد‮ ‬
وصنعاء تنكرنا بقسوة عجيبة‮ ‬
ففر هشام بمشروعه الكبير‮ – ‬إحياء صحيفة الأيام إلى عدن‮ – ‬ومن هناك قاتل ليعيد للمدينة بريقها‮ ‬
بخطوة تقول إننا‮ ‬يمكن ان ننجح بعيدا عن وهم المركز والعاصمة‮ ‬
وان العواصم ليست التي‮ ‬يسكنها الرئيس والحكومة بل تلك التي‮ ‬تنتمي‮ ‬إلى العصر وتكرم عاشقيها ولا تسألهم‮ ( ‬من أين أصلك‮ ‬يا اخ‮ !) ‬
ولكن كان على هشام ان‮ ‬يدفع الثمن ثانية لأنه كسر القاعدة التي‮ ‬يراد لها أن تكون راسخة‮ ‬
ولكن الرجل الموهوب بالقيادة وإدارة المؤسسة الإعلامية نجح في‮ ‬إعادة‮ ‬ترتيب أوراقه بشكل سليم وخلق منبرا وطنيا شجاعا لا‮ ‬يتنكر لليمن ولكن‮ ‬يعلي‮ ‬من شأن عدن ويعيد الاعتبار للجنوب‮ – ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يجرؤ بعد آنذاك أن‮ ‬يتذكره احد كما‮ ‬يجب‮ -‬
} } } }
‮***‬وانا واحد من الذين وجدوا بصحيفة الأيام منبرا‮ ‬يحميه عندما احتجنا لصوت مسموع ومستقل وشجاع لأن هشام أدرك ان وهم القتال بسبب الايدولوجيا ليس صحيحا وان عدن أحق بروح العصر وإعادة ترتيب الأوراق لهذا كانت الأيام صوت الكل‮ – ‬من حراك‮ ‬غاضب على الوحدة‮- ‬إلى وحدويين‮ ‬غاضبين على النظام إلى&#8

قد يعجبك ايضا