حالة (غبراء)!
معاذ الخميسي
معاذ الخميسي
معاذ الخميسي
{ أعتقد أن ما تبقى ولم يتعرض للسطو ولا للمصادرة ولا لكارثة الطوابير هو هذا الحبر الذي نكتب به همومنا ونعبر به عن آلامنا.. وأيضا اللسان الذي نمتلكه لنقول ما نريد وما نشعر به يحاصرنا ويقتل آلامالنا ويغتال أيامنا.. هذا إذا لم يتبرع أحدهم لممارسة البتر أو القطع من اللغاليغ كما حصل مع الشاعر الرميشي.
طبعا .. أكتب هذه السطور على ضوء أرحم الراحمين وفي نهار ما إن يبدأ حتى نتنفس بعمق الطمأنينة ونحن نقول يارزاق ياكريم .. يا فتاح يا عليم.. وما إن ينتهي حتى نردد .. جيب العواقب سليمة يارب!!
ولأننا في حالة غبراء ..الماء لا يصل ..والكهرباء مضروبة .. والخبز يختفي ..والأسعار تشتعل..والنت مفصول..والفاكس لا يعمل ..والبترول معدوم..والسيارة مجنبة..والمسافة بين المنزل والعمل بعيدة..فها أنا واقع في (زنقة) ليس من (حق) ليبيا ولكن من (حقنا)..وليس أمامي إلا أن أكتب وأخرج إلى الشارع لأبحث عن وسيلة مواصلات وسأكون فائزا لو وجدت (موتورا) لديه من البنزين ما يكفي للوصول الى صحيفة الثورة!
ما بأيدينا ..فليس لدينا (المونيكا) التي لم نشاهدها في طوابير محطات البترول.. ولا بإمكاننا أن (نحرج) أحدا.. في البحث عن (شفطة) بترول تمكننا من تأدية واجب عملي ووطني في ظروف صعبة..ولا نمتلك (الشفرة)التي تجعل مسئولا نفطيا يمشي برتل من السيارات المرافقة ويقوم بخدمة توصيل (برميل مجاملة) إلى أحواش بعض مسئولين..فهذا هو قدرنا ومجبرا لا بطل قضيت قبل أسبوعين اكثر من 48 ساعة في محطة هائل لأتمكن من التزود بالبترول الذي تمنحه المحطة بسهولة لمن تريد وبمخالفات لا تتوقف..وقبل أيام حاولت أن اكرر الانتظار والسهر لليلتين وثلاث دون فائدة..ومثلي يفعل غالبية الناس وأنتم استشعروا ما مدى المعاناة والسيارات لأسابيع (مركونة) في محطات كثير منها (تزوغ) بالنصف إلى السوق السوداء.!
وإن حصلت على (دبة) وبسعر خيالي يجبرك واقع الحال على أن تدفعه..ستجد أمامك هواة قطع الشوارع يجبرونك على أن تدوخ السبع دوخات وتفرغ الوقود لتصل إلى الصحيفة..أو إلى البيت وأنت عائد..وإذا ما هضمت المنع من المرور من جولة الساعة وانحرفت يسارا ثم اتجهت إلى شارع مأرب ستجد شارع الشرطة العسكرية مغلقا ومن بعده شارع مصنع الغزل مغلق ..ومن يفترض أن يحميك يدفعك إلى أن تسلك طريقا محفوفا بالمخاطر!
مايزيدك ألما ..إطلالة وزير التجارة هشام شرف مبشرا بوصول النفط وبدء توزيعه الأسبوع القادم.. وليس مرة .. بل مرتين يسارع للتطمين والأسابيع تمضي والأزمة تتفاقم.. ووزير النفط أمير العيدروس وهو المختص الأول يظهربقناة السعيدة متحدثا بواقعية وهو يقول سنحاول (حلحلة) الأزمة.. أقل شي لا يدعك تستند إلى بالونة هواء!
وأكذب عليكم لو قلت بأننا لانفهم أن انبوب النفط تعرض للتفجير..وأن هناك (تقطعا) وأن الساسة الجدد يريدونها جوعا وعطشا وتعطيلا ..لكننا في المقابل عجزنا عن (بلع) أن الأمن والجيش غير قادرين على السيطرة والحماية وتعقب المجرمين وضبطهم..وتخليصنا من هذه(الحالة الغبراء)!
لحظة استشعار.. وشوية إحساس!
الأخ وزير التربية والتعليم
الاخ نائب الوزير
اسمحا لي (بتلاث حالات غبراء) ضمن اختصاصكما الزماني والمكاني ..مع تأكيدي بأننا لو كنا في وضع آخر يسمح بأن ننسى آلامنا وأحزاننا.. لصفقت لكما كثيرا وبحرارة.. فما شاء الله قدرة على الإلقاء والتعبير.. وما شاء الله الامتحانات تسير رغم تربص المتربصين.. لكني سأدعوكما إلى لحظة استشعار وشوية إحساس.
– طلاب الأساسية والثانوية يؤدون الامتحانات في ظل واقع مخيف.. مرعب.. وما بين الإمتحان والآخر يوم ونصف يذهب (ثلثاه) في ظلام دامس .. وحتى الساعة التي كانت تطل فيها الكهرباء اختفت.. والمولدات لاتعمل بدون بنزين أو ديزل.. والخازنات لم تعد تختزن شيئا من ضوء..والشموع سرعان ماتتلاشى
– في صباح الامتحان .. تطل مشكلة أخرى .. لا سيارات.. ولا باصات.. ولا وقود.. ولا مراعاة لربع أو نصف ساعة تأخير.. ومع بعد المسافة بين المنزل ومركز الامتحان قد تضع ابنك أمام اختبار أول في كيفية الوصول في الوقت المناسب.. تاكسي ..موتور.. سيكل.. على الأقدام.. لكن كيف ستفعل مع ابنتك!!
– حتى الخميس الماضي .. خرج طلاب وطالبات الثانوية يضربون كفا بكف..لأن ماقيل عن تقدير مأساوية الظروف..أو عن الحذف.. (طلع) مقلب وعودوا لمن وضع أسئلة اللغة العربية لتعرفوا أن هناك من يستعرض قدراته إن لم تكن (عقده)!
كنعان لفلسطين .. درس القفز على الخلافات
{ موقف عابر وضعني أمام حالة استجماع لما يجب أن يكون في مثل (حالتنا الغبراء) إذا ما غابت التربصات وخلصت النيات واختفى صراع الايديولوجيات..وأحقاد إن لم تكن معي فأنت عدوي وليس ضدي!
جمعية كنعان لفلسطين اليمنية قفزت فوق خلافات الفلسطينيين أنفسهم وماهو معروف