الإعلام الرسمي ..والسياسة الإعلامية”1″ 

حسن اللوزي


حسن اللوزي

 

حسن اللوزي

< إننا ومنذ البداية لا بد أن نقدم آيات الشكر والامتنان لكل الجهود الإعلامية التي تم ويتم بذلها في سبيل الانتصار للمصلحة العليا للشعب والوطن وفي خندق الدفاع عن الشرعية الدستورية… والذود عن كل المبادئ والقيم والمكاسب والمنجزات العقيدية والوطنية.. لقد كان العمل الإعلامي الخندق الثالث من المواجهة العظيمة في ميادين الجهاد الأكبر في الدفاع عن الوجود الحر الكريم للدولة الحرة ذات السيادة الكاملة والمجتمع اليمني التعددي الديمقراطي الحديث.

لقد كان الشعب في المقدمة.. المواطنون في العاصمة صنعاء وفي كافة محافظات الجمهورية هم القلعة الأولى الأمامية الصامدة.. والمجاهدة التي انتصرت للحق.. ودافعت بكل إباء ووفاء وصدق وتضحية غالية عن حريتها وديمقراطيتها.. وعن حقوقها المشروعة في صيانة الشرعية الدستورية.. والوقوف مع قيادتها السياسية  العليا والتمسك بعهدها وبيعتها لولي الأمر.. ورفض الاستهانة للمعاني الإنسانية والعقيدية والسياسية الجليلة لنتائج الانتخابات.. وثمار الاقتراع الحر في انتخاب رئيس الجمهورية.. وكذا رفضها ومقاومتها لكل أعمال التخريب والفوضى.. وكان في الصف الثاني والمتقدم في هذه المواجهة المؤسسة الوطنية الرائدة القوات المسلحة والأمن.. والتي كانت أنموذجا رائعا للالتزام وصدق الوفاء والولاء.. وفي تحملها لمسئولياتها الوطنية في كل ميادين أداء الواجب الوطني المقدس حامية للشرعية مواجهة لكل أعمال التخريب وجرائم الإرهاب ساهرة على أمن الوطن واستقراره وسيادته.

> وجاء دوركم أنتم المترابط مع ذلك كله دور كل الإعلاميين الوطنيين الأبرار في الوسائل الإعلامية الرسمية وغيرها في الدفاع عن الحقيقة والحرص على صيانة وعي المواطن.. ومكافحة كل صور وأشكال التضليل والتغرير.

لقد كانت الحرب الإعلامية الشرسة ضارية وقاسية ومفجعة ضد بلادنا وشعبنا.. وقيادتنا السياسية وضد الحرية والديمقراطية والشرعية الدستورية واستخدمت في ذلك كل فنون المكر الإعلامي.. والخديعة الرخيصة والتضليل المفضوح سواء باختلاق الأخبار الكاذبة.. والترويج للإشاعات وتلفيق التهم والادعاءات.. وعسبلة الخطابات والتصريحات والفتاوى.. واستخدام كل أساليب الغواية والخديعة.. وترديد الشعارات في غير مواضعها.. وانتهاك المعاني الوطنية للكلمة الطيبة والتدليس الذي أسهمت فيه وسائل إعلامية عربية وغيرها بصورة فجة وعدائية مفضوحة مسخرة كل ما تمتلكه من قدرات وأموال وإمكانيات في ظاهرة سرطانية اجتاحت الأخلاق وشوهت المهنية.. ونحرت عفاف المسؤولية الإعلامية.

> ومع ذلك فقد حقق الإعلام الرسمي النجاح المطلوب في حرب لم تتوقف للحظة واحدة.. لقد نجح الإعلام الرسمي.. إعلام الحرية.. والتمسك بالشرعية لأنه كان وفيا في الالتزام بالسياسة الإعلامية.. وفي التحري والتمسك بالمهنية.. وبما تفرضه واجبات وأخلاق هذه المهنة الحضارية الخطيرة ومن خلال الالتزام بالمبادئ الجوهرية والأولويات التي تركز عليها السياسة الإعلامية انطلاقا من الإيمان بأن الإعلام حق للشعب وللرأي العام أفرادا وجماعات وأنه سبيل الجميع للحصول على المعرفة اليومية لحقائق الأحداث ومجريات الأمور وبحيث تؤدي إلى الاستنارة وانطلاق الوعي الصحيح تجاهها داخليا وخارجيا وفي مقدمة ذلك ما يلي:

> الالتزام بحرية التعبير وحرية الصحافة واستثمار الطاقات الخلاقة في عملية البناء الوطني الشامل في مجالات الحياة الديمقراطية والتنموية كافة وفي ترسيخ مقومات مجتمع الوحدة والحرية وانتصار حقوق الإنسان وقيم المساواة والعدل والإخاء والسلام والأمن والاستقرار.

تأكيد المصداقية وقيم الحق والعدالة في كافة أشكال التناول الإعلامي وإعطاء الأمثلة الحميدة للاقتداء بعيدا عن التطرف والمغالاة في التناول والحصر على عدم مجافاة الحقيقة أو حجبها أو تجاوزها.

> التصدي للأفكار المنحرفة والمتخلفة والمعادية لعقيدة الشعب الإسلامية وللوحدة الوطنية والحرية والديمقراطية والعمل على تنفيذها وتعريتها والأهداف الرخيصة التي تسعى إليها.. والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية ومكافحة كل ما يؤدي إلى تمزيق وحدة الشعب اليمني ومحاربة المفاهيم التي تكرس النعرات القبلية والطائفية والسلالية والمناطقية والمذهبية والتصدي لكل ما يمس الأماني والطموحات الوطنية العليا للشعب والرد على الدعايات والشائعات بكل أشكالها.

الاعتماد على الحقائق والمعلومات والأرقام الصحيحة وتجنب صيغ المبالغات الإنشائية.

> التأكيد على التسمك بالديمقراطية والتعددية السياسية كخيار مبدئي في تجسيد مبدأ حكم الشعب نفسه بنفسه وإفعال إرادته الوطنية في صياغة صورة حياته وبناء حاضره واستشراف مستقبله وكركن أساسي في التكوين الدستوري والسياسي للجمهورية اليمنية وكالتزام مبدئي لدولتها الفت

قد يعجبك ايضا