شكرا .. الامتحانات تبشر بالنجاح 

جميل مفرح



جميل مفرح

جميل مفرح
ثلاثة أيام مضت على انطلاق امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية العامة معلنة عن نجاح لا بأس به على مختلف المستويات وفي مقدمتها مستوى التنظيم ومستوى الإقبال سواء من قبل الطلاب أو من قبل المعلمين والموظفين المعنيين بتسيير عملية الامتحانات من مراقبين ومشرفين وإداريين وغير ذلك ومن علامات ذلك ودلالاته -حتى على الأقل- أنه لم يتم الإعلان إلى الآن عن أي عجز في عدد المراقبين والعاملين على هذه العملية إلا ما ندر وندر جدا في المراكز الامتحانية وهو ما كان يحدث أحيانا حتى في الظروف الاعتيادية من عام لآخر.
وهذا المستوى في الأداء حتى الآن يأتي لينا في مذاهب الكثيرين ممن كانوا يهدفون إلى عرقلة وتعطيل ليس الامتحانات وحسب وإنما الحياة العامة في البلاد يأتي هذا الأداء الجيد ليسقط رهانات أولئك القلة القليلة الذين يتمنون من يوم لآخر ومن حين لآخر قلب الأوضاع في البلاد رأسا على عقب وإشاعة الفوضى على اعتبار أنها كما يقال فوضى خلاقة مع علمهم الأكيد بأنها خناقة لا جدوى من ورائها ولا طائل غير الاستئثار بمصالح شخصية أو حزبية محدودة على حساب كان وإن يكن ثمنها ما يكن..
كما يـأتي هذا النجاح النسبي في أداء وسير العملية الامتحانية والذي يجب أن نعتبره في الظروف الكائنة حاليا نجاحا كبيرا مبهرا يأتي ليقفل أفواه المتقولين وليعلن عن استنفاد حيل ووسائل من يستهدفون الوطن وأبناءه ومستقبله أولئك الذين لم يتركوا من تلك الحيل صغيرها ولا كبيرها حلالها ولا حرامها معقولها ومستحيلها إلا وتشبثوا به واستهلكوه من أجل تقويض العملية السياسية والنظام الاجتماعي والسياسي الذي وصل إليه وطننا الحبيب وما تحقق له من مكاسب سياسية واجتماعية ووطنية بذل من أجلها الثمين والأثمن من الجهد والنضال والأرواح والأموال والوقت..
نجحت عملية تنظيم الامتحانات وهاهي تنجح ميدانيا ونتمنى أن تظل على ذلك حتى نهايتها ليس من أجل خيار سياسي أو مقامرة حزبية أو متاجرة فردانية تنحو منحى الربح والخسارة والمراهنة والمقايضة ولكن من أجل مستقبل ليس من حق شخص بعينه ولا حزب بخصوصيته ولا توجه بذاته من أجل جيل شاب ليس مفترضا عليه أن يدخل هذه المعتركات وأن يطاله غبارها وتكويه نارها جيل من حقه على الجميع أن ينال حقه من الحياة الهادئة الطبيعية المفعمة بالتفاؤل والطموح والنظر بعيدا صوب المستقبل المشرق من حقه أن لا يكون ذراعا ملوية وأن لا يكون وسيلة ابتزاز وأن يكون بعيدا عن حسابات السياسيين كما تعود أن يكون هامشا في تلك الحسابات فيما سلف من زمن الاستقرار لا يلتفت إليه ولا إلى حاجاته ومتطلبات وجوده.
حالات ومحاولات ظهرت هنا وهناك سابقة للامتحانات في إطار برنامج عمل بعض القوى السياسية التي كانت تحاول إجهاض هذه العملية مثل دعوات بعض الشباب المتحزب في وسائل الإعلام إلى مقاطعة الامتحانات باءت بالطبع بالفشل بل وأكد شهود عيان أن أولئك التلاميذ الموجهين أنفسهم التحقوا بمراكزهم الامتحانية ويؤدون الامتحانات كسائر زملائهم بعد أن أخفقت هذه الوسيلة في إحباط الامتحانات ولكن وبالرغم من ذلك لم يشأ أن يعترف أولئك المتآمرون على الوطن وأبنائه ومستقبلهم بهزائمهم وإخفاقاتهم جراء تصرفاتهم اللا أخلاقية واللا إنسانية واللا واقعية فها هي بعض المراكز الامتحانية تشهد بعض الأعمال المحاولة اليائسة لإفساد أجواء الامتحانات عبر بعض الرخيصين الموجهين من تلاميذ ومعلمين متحزبين ولكنها أعمال نادرة ورخيصة ولا أثر لها خصوصا مع تفهم الجهات المعنية والتنظيمية وكوادرها ومحاولة التغلب على مثل تلك المشاكل والاعتراضات بتفهم كامل وتعقل جيد جعل ويجعل من تجاوزها أمرا يسيرا مسقطين ما تبقى من رهانات وضيعة تستهدف الوطن عبر أبنائه المقبلين على الحياة والذين لا ناقة لهم ولا جمل في هذه المعتركات المفتعلة وربما أيضا عبر أبنائهم هم الذين هم أيضا من أبناء الوطن .. فكم هم مغالون وكم هم أنانيون وكيف أنهم لا يهمهم غير تقويض هذا الوطن بأي ثمن وأي كيفية وإن بذلوا في سبيل ذلك حتى مستقبل أبنائهم وأبناء شعبهم.
أخيرا .. هي كلمة شكر لا بد منها للإخوة في التربية والتعليم لما بذلوه ويبذلونه من جهود ومن حماس من أجل إنجاح عملية الامتحانات وكلمة شكر ووفاء أيضا لكل أولياء الأمور الذين أدركوا ويدركون كل الإدراك أنهم هم وأبناؤهم من سيدفع ثمن أي تقاعس أو تخاذل تجاه امتحانات أبنائهم ولكل من تفهم أن لا كاسب ولا مستفيد من تعطيل هذه العملية غير قلة قليلة يدعون السياسة ويخوضون غمارها هذا إذا اعتبرنا ذلك يحقق لهم مكسبا مع الإدراك أن الطالب هو من سيخسر عاما من عمره ومن حياته التعليمية وأن أضرار إفساد الامتحانات لن يصيب سواه وسوى ولاة الأمور الذين هم وحدهم من يكافح ويناضل ويتعب من أجل هؤلاء الأبناء الذين أصبحوا هدفا م

قد يعجبك ايضا