وفاء الشعب لرجل الأمل

علي عباس الأشموري

علي عباس الأشموري –
بفارغ الصبر وبمشاعر الشوق والأمل والتفاؤل وعلى مدى أكثر من ثلاثة شهور انتظر اليمنيون الـ21 من فبراير انتظار الغائب المنقذ وهو يوم الاقتراع للانتخابات الرئاسية المبكرة لمرشح الوفاق والتوافق الوطني والاقليمي والعالمي كنتيجة للمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن 2014 .
وبأجمل معاني الحب والوفاء للوطن سارع الجميع شيوخا وشبابا نساء ورجالا إلى صناديق الاقتراع.. خرج اليمنيون عن بكرة أبيهم هبة واحدة من كل حدب وصوب وحبل للتصويت وليقولوا للعالم نعم للأمن والاستقرار لا للحرب والدمار نعم للوحدة لا للتمزق والطائفية نعم للرئيس التوافقي عبدربه منصور هادي نعم لحكومة الوفاق نعم للحوار والاتفاق لا للتشات والفرقة.
وقبل أن يكون التصويت حقا سياسيا في إطار الديمقراطية الذي انتهجها شعبنا كأسلوب راق وحضاري لمنح الثقة وفقا للشرعية الدستورية للرئيس المرشح فقد اختلفت في هذه الانتخابات لأنها صارت أصوات إخاء وتوحد وانتصار لليمن ككل وفوز ليس للرئيس فحسب وإنما لكل يمني مخلص لوطنه وشعبه كان فوزا وانتصارا للحكمة اليمانية في ربيع الشتات وأمل وبشرى خير في الغد المشرق وخوفا على الوطن من التمزق وحفاظا على الجيل القادم من الضياع في غياهيب الحروب ودهاليز الحزبية والمناطقية والسلالية.. وهي رد واضح رسمه اليمنيون مخيبا ظنون الواهمين في إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء بالانفصال والإمامة.. كانت الأصوات عبارة عن صرخة قوية من حناجر الآباء والأمهات تقول أنقذوا أبناءنا من المغامرات والاقتتال.
كأن الجميع بصوته يقول: نحن بشر نريد أن نعيش في وطننا بأمان واستقرار وعزة ورغد العيش لا نريد حربا كفى لعبا بعقولنا.
معان كثيرة وتأملات لا توصف وكأني أستقرئ تاريخ عام مضى كله قتال ومعاناة تضرر منها الصغير قبل الكبير تراشقات ومكايدات نتج عنها مدافع أرعبت الأطفال وأخافت النساء.. والخلاصة أن مشاعر الأغلبية والسواد الأعظم من هذه الملايين الحاشدة كانت مشاعر إنسانية راقية ومترابطة حبا ووفاء للوطن.. ودعاء وتوسلا إلى الله تعالى بأن يجعل من هذه لأصوات المليونية بارقة أمل لأمن اليمن وخيرا لشعبة تواصلت مع جميع من أعرف في جميع المحافظات من صعدة إلى عدن فلمست مشاعر وطنية وأخوية وحكمة يمانية متجذره في أعماق النفوس كما هي أعماق التاريخ توافق في الساحات وإخاء في المعسكرات.. وعندها أدركت أن اليمن بخير.. وأن اليمنيين قد انتصروا على خلافاتهم وأن الوطن قد انتصر على المتآمرين والحاقدين.. وبأن هذه الطوابير العريضة والملايين المحتشدة تمثل الوحدة بكل معانيها وانها تبعث برسالة مفادها اليمن فوق الجميع ومن أجل اليمن نتجاوز كل الخلافات وتسقط كل الرهانات.
تابعت الإعلام داخليا وخارجيا وتصريحات سفراء الدول الشقيقة والصديقة وجميعها تثني على حكمة اليمنيين والتفافهم حول قيادتهم وتؤكد بأننا شعب الحضارة الشورى والديمقراطية وتعكس بأن اليمن بلد الإيمان والامان وأن اليمنيين أرق قلوبا وألين أفئدة لم أيأس وأنا أشاهد تصريحات داعية السلام توكل كرمان وهي تقول جئنا لمساندة عبدربه منصور هادي ولكن اذا لم يلبى طموحاتنا فإنه سيرحل.. وكذا مقابلة قناة العالم مع عبده القباطي وهو يلمع الفيدرالية ويمهد للتشطير وكذا العطاس حيدر وهو يطعن في وحدة الوطن لا خفيكم فقد اختلط عندي الفرح بالقلق والبشرى بأصوات النشاز.
خاصة وأنا أشاهد الأخ النائب شوقي القاضي وهو يمارس التحريض والوعد والوعيد من منبر السعيدة وأنا أكتب هذه السطور.. فهل معنى هذا أننا سنعود إلى الاقتتال من جديد أم أنه لا توجد نوايا صادقة للخروج بالوطن من جراحه ومحنته أم أن هناك من يلعب خلف الكواليس وعموما فإلى هؤلاء جميعا أقول: أما آن الآوان لهذه الجروح أن تندمل ثم أليس من حق هذه الملايين التي هبت تدافع عن حقها في الحياة والأمن والاستقرار والوحدة ورغد العيش والتعليم وفتح الجامعات والعدالة أن تتحقق ثم ألا تفهمون بأن هناك ثوابت وطنية «وحدة أغلبية صناديق اقتراع» فما هي الأغلبية في نظركم وما هو الرقم الذي يمكن أن تمنحوه لأكثر من عشرة ملايين ناخب ماذا تريدون¿! وعلى ماذا تراهنون¿! أما آن الأوان أن نبحث عن حلول عملية واقعية أليس من واجبنا جميعا مسؤولين واعلاميين وعلماء وسياسيين ترجمت هذه الاصوات إلى واقع وأن ينطلق كل منا من موقعه دعما للرئيس التوافقي وحكومة الوفاق الوطني في مشاركة تفضي إلى حلول ملموسة على الأرض¿ تكون من مخرجاتها إخراج الوطن من هذه الفوضى التي لا تجر البلاد والعباد إلا إلى مستنقع الحروب الأهلية والتفرقة والشتات والحقيقة أن الناس قد شبعوا سياسة وتحريضا وعرفوا أن العنف لا يجر إلى الاعنف.
فمتى نحول خلافاتنا السياسية والحزبية إلى برامج تنموية هدفها الوطن ومن ثم المواطن باعتباره هدف التنمية ووسيلتها¿!
نريد وطنا خاليا من الأحقاد نريد إعلاما يبعث على ا

قد يعجبك ايضا