مبروك يا بلادي
نبيهة أحمد محضور
نبيهة أحمد محضور –
كل يوم يثبت اليمانيون أنهم أهل إرادة كبيرة وعزيمة قوية لا تثنيها الأزمات بل تزيدها قوة فبالرغم من كل الدعوات لمقاطعة الانتخابات وتخويف الناس من التوجه إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم وذلك لإبقاء البلاد في دوامة الفوضى إلا أن اليمانيين توافدوا بالآلاف إلى المراكز الانتخابية نساء ورجالا شبابا وشيبة وقفوا في طوابير طويلة لساعات عديدة وبإصرار كبير تولد من رحم المعاناة التي شهدها اليمانيون على مدى عام كامل في صورة حضارية رائعة عكست مدى وعي المواطن اليمني الذي استطاع أن يتجاوز كل العوائق ليرسل رسالة واضحة لمن في الداخل أو في الخارج إن اليمانيين ليس من السهل استغلالهم لحساب مشاريع سياسية خاصة وليس من السهل التحكم في أفكارهم أو قناعاتهم أو سلوكهم فاليمانيون أكثر إدراكا ووعيا بقضايا وطنهم وأكثر حكمة في التعامل معها فبالرغم من معرفة اليمنيين سلفا بنتيجة الانتخابات إلا أنهم أصروا على التواجد إيمانا منهم بهذا الواجب الوطني وليقولوا للعالم لا إرادة تعلو فوق إرادة الشعب ولايمكن أن يكون هناك انتقال للسلطة إلا عبر هذا الصندوق الذي يحفظ حرية الرأي لنا ويمنع مصادرته والفضل في ذلك بعد الله للقيادة السياسية الحكيمة التي استجابت للمبادرة الخليجية ورفضت إلا أن يكون الصندوق هو الوسيلة الوحيدة للتداول السلمي للسلطة إن الوطن اليوم على أعتاب مرحلة جديدة طالعها الاتفاق والتوافق الذي نتمنى أن يستمر وأن تخلص فيه النوايا من أجل مصلحة الوطن وعلى اليمانيين مد جسور الود ونبذ التغرقة والأحقاد والتطلع إلى بناء يمن جديد وعلى الأحزاب أن تعي وتدرك المهمة التي وجدت من أجلها وهي خدمة الوطن والسعي إلى رقيه ومساعدته في مواكبة الركب الحضاري وأن تكون مشاريعها وأهدافها تحترم عقل ورؤية وتطلعات المواطن اليمني بعيدا عن المناكفات والصراعات الحزبية التي أدخلت بلادنا في هذه الفوضى العارمة وعلى الجميع الاستفادة من هذا الدرس الصعب الذي وقع فيه الوطن الذي لولا عناية الله والصبر الأسطوري لأبناء هذا الشعب العظيم الذي قال «لا للعنف لا لإراقة الدماء ونعم للحوار والتداول السلمي للسلطة» لكان في خبر كان هذا السلوك الحضاري له اسقط الرهانات التي كانت تجزم بأن اليمن في خلال أيام ستتحول إلى كتلة ملتهبة وها هم اليمانيون يصنعون يوما جديدا في تاريخ حياتهم في الـ21 من فبراير بانتخابهم للأخ المشير عبدربه منصور هادي رئيسا للجمهورية اليمنية الذي حصل على (99.8%) من نسبة الأصوات الصحيحة وهذا يعكس ثقة الشعب اليمني لشخص مرشح الوفاق الوطني ويسقط كل المؤامرات الرامية إلى تمزيق الوطن من خلال هذا اليوم الذي تجسدت فيه الديمقراطية اليمانية كيف لا وهم من تجذرت حضارتهم في عمق التاريخ فيحق لليمانيين أن يفاخروا بما حققوه بعد هذا النجاح الكبير والنصر الكبير لبلادهم وإرادتهم فمبارك لك هذا النجاح يا بلادي.
يوم من الدهر لم تصنع أشعته
شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا