البيان رقم 1 .. سقوط الانقلاب والسلمية 

أحمد غيلان


أحمد غيلان

احمد غيلان –
 
البيان الانقلابي الذي أطلق عليه الرقم ( 1 ) لم يأتö بجديد يمكن التوقف أمامه سوى تزامنه مع سطو الإرهابيين على مبان حكومية في محافظة أبين .. و الهجوم الإرهابي على نقطة فرضة نهم .. و هما عمليتان إرهابيتان مثلتا أول و أبرز رد فعل على قيام أفراد من النجدة و الأمن بأداء واجبهم في استعادة المنشآت المدنية التي هاجمتها و دمرتها و استولت عليها عصابات أولاد الأحمر بمساندة مليشيات جامعة الإيمان و المنشق علي محسن الأحمر .. الأمر الذي يؤكد أن هذه المكونات الانقلابية و الإرهابية تعمل وفق أجندة واحدة و تساند بعضها و تستفيد من بعضها .
وباستثناء إضافة بسيطة تتعلق بالمستجدات الراهنة هي عبارة عن محاولة إعلان البراءة من أعمال الإرهاب في أبين و نهم و الحصبة ومحاولة إلصاقها بالرئيس – كنوع من المغالطة و التمويه و تضليل الرأي العام العالمي – فإن البيان رقم ( 1 ) الذي أعلن اليوم من أحد بدرومات التآمر هو ذاته البيان الذي كان جاهزا للإعلان يوم 21 مارس الماضي .. حينما أعلن اللواء علي محسن الأحمر انشقاقه بالتزامن مع استقالات مجموعة من أعضاء البرلمان و قيادات عسكرية و حزبية و بعض الإعلاميين من ذوي الارتباطات القديمة بتنظيم الإخوان المسلمين ( تجمع الإصلاح ) .
ويتضح قدم البيان في تلك المغازلات التي وجهها لبعض القيادات العسكرية و المدنية و السياسية التي استهدفها البيان يوم ميلاده في مرحلة مبكرة قبل أن تتبين هذه القيادات مواقف الانقلابيين التي أفصح عنها الخطاب العدائي و الإقصائي المتطرف الذي توعد كل من هو خارج الساحات أو غير مساند لها بالمحاكمة و المحاسبة و الويل و الثبور .. فضلا عن تلك الممارسات الإجرامية التي طالت أصحاب الرأي و الناشطين المختلفين مع مساندي الفوضى التي يسمونها ( الثورة السلمية ) و عجزوا عن الاحتفاظ لهذه التسمية بأبسط الشواهد على أرض الواقع …
كما يتضح قدم البيان من تلك الدعوات المبتذلة التي تستعطف و تحاول جذب رجال الأمن و أفراد و ضباط وقادة الحرس الجمهوري وبقية مكونات القوات المسلحة و الأمن في محاولة لاستمالتها .. وهذه المحاولة ربما كان يمكن أن تؤثر و لو بنسبة بسيطة جدا يوم ميلاد هذا البيان ( في 21 مارس ) و قبل أن يبلغ مسامع أفراد و ضباط الجيش و الأمن ذلك الخطاب العدائي الذي وصفهم بالمرتزقة و المأجورين و البلاطجة و المستعبدين و القتلة و السفاحين و غيرها من التهم التي كالها لأفراد القوات المسلحة و الأمن كل القادة السياسيين و القبليين و العسكريين المساندين لفوضى الساحات فضلا عن جرائم القتل و الاعتداء التي طالت رجال الأمن و الحرس الجمهوري و القوات المسلحة المرابطين في بعض النقاط الأمنية و العسكرية و المنشآت … أما وقد انكشف الوجه الإجرامي الانقلابي التآمري الوحشي من خلال تلك الممارسات الإجرامية التي طالت الجميع فليس ثمة ما يمكن أن يجدي نفعا أو يجد استجابة لدى أفراد و ضباط و قادة الجيش و الأمن الذين استهدفهم الإعلام المساند للمنشقين و الفوضويين من الداخل و الخارج .. و طالتهم – قبل غيرهم – رصاصات و نيران و قذائف هؤلاء
وكما لا جديد في محتوى البيان و شخصيات من أصدروه ( على ما كان عليه الحال يوم 21 مارس 2011 م ) و بعد استثناء من أعلنوا براءتهم من البيان رغم ورود أسمائهم في نهايته … حيث جاء مذيلا بأسماء مجموعة من الضباط الذين أعلنوا مواقفهم حينذاك ( أغلبهم وزراء و قادة سابقين طالهم التغيير بسبب فسادهم أو تقصيرهم في أداء مهامهم أو بسبب وصولهم آجال التقاعد ) .. مع أهمية الإشارة إلى أن المناصب التي أعلنوها أمام كل إسم من الأسماء التي وردت في ختام البيان جميعها ( سابق و أسبق ) … وهؤلاء – إلى جانب السياسيين المعتقين الذين يقودون الأحزاب المحنطة – من صار يطلق عليهم – تندرا – في الشارع اليمني : ( النطيحة و المتردية و ما خلفته السباع و ما أهل لغير الله به ) … و بقيت إشارة إلى أن مسمى ( البيان الأول ) كما هو معروف يتم إصداره عند نجاح الانقلاب – وهو ما كان يتوهمه الإنقلابيون يوم 21 مارس – و ربما يتوهمونه اليوم … كما أن المعلوم أنه يتم إعلان البيان الأول عقب السيطرة الكاملة للانقلابيين ويـعúـلــن من وسيلة إعلامية سيادية و في الأماكن العامة بينما هذا البيان تم إعلانه في أحد بدرومات التآمر التي يــهـرب إليها مرتادوها في عربات نقل مطربلة .
قد يكون هذا البيان موجها للشباب الذين ينزحون من الساحات يوميا هدفه رفع معنويات من تبقى منهم لكن هذا البيان – فضلا عن تجاهل الشباب من أية إشارة – فإنه لم يأت ö لهم بجديد يستحق الانتباه والجديد الوحيد الذي جاء به هذا البيان أنه أعلن عن وصول الانقلابيين إلى آخر الأبعاد و التصورات التي يمتلكونها و اللعب بآخر ورقة – إعلامية – كانوا يحتفظون بها لليوم الذي

قد يعجبك ايضا