الوحدة الخالدة وعيدها المتجدد 

حسن اللوزي


حسن اللوزي

< تتواصل الفعاليات الرسمية والشعبية احتفالا بالعيد الوطني الحادي والعشرين للجمهورية اليمنية في العاصمة صنعاء وفي العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن وفي كافة محافظات الجمهورية اعتزازا وافتخارا بعظمة هذا العيد الخالد ولما يحتله من مكانة حميمة وغالية في عقول وقلوب كل اليمنيين الوحدويين الأحرار لأنه في ذات معانيه ودلالاته الوطنية عيد الوحدة اليمنية المباركة وعيد الحياة الديمقراطية الحرة الجديدة على الأرض اليمنية الطيبة.. تلكم الحياة انطلق فجرها السرمدي العظيم في الثاني والعشرين من مايو المجيد من لحظة أن رفع فخامة الأخ علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية علم الجمهورية اليمنية عاليا وخفاقا في عدن الحبيبة الباسلة وليرتفع في ذات الوقت في كل الشواهق الرسمية والشعبية في كل محافظات الوطن ليعلن بدء تاريخ يماني جديد تصحح به مساره ليعود إلى مجراه الأصيل الواحد وليلتئم الجرح الغائر الذي ظل ينهك الشعب ويهدر قواه ويعطل إمكانياته لزمن طويل ويقف ويراوح بالأحلام الوطنية والطموحات الشعبية خارج الدورة الطبيعية والأزلية للحياة الحرة فكان هذا النصر الوحدوي إنجازا هاما للمسيرة الثورية اليمنية لتحقيق أهم وأقدس أهداف الثورة اليمنية المباركة (سبتمبر وأكتوبر) ويجسد حلم كل اليمنيين وكل أبناء الأمة العربية والإسلامية في إعادة وحدة الأرض اليمنية الطيبة.. مهد كل العرب والمنارة الأولى للشورى.. ووطن الإيمان والحكمة كما شهد بذلك الرسول الأعظم والنبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم ولتتكاتف كل الجهود والإمكانيات من أجل صنع وصياغة المشروع الحضاري اليمني الجديد وتحقيق منجزاته الكبيرة والعملاقة على توالي العقدين الماضيين.

ولا شك بأن أبرز وأهم الإنجازات العميقة التي تحققت في ظل دولة الوحدة تتمثل في رسوخ الالتزام بالممارسة الديمقراطية في أكمل صورها المعاصرة والقائمة على الالتزام بمبدأ التعددية الحزبية والسياسية ومبدأ التداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الإنسان والمساواة بين الرجل والمرأة حيث شهدت الحياة السياسية على أرضنا تطبيقا عمليا جادا ومتطورا لخيار الديمقراطية كما نص عليه الدستور ونظمته القوانين ليترسخ ويتأكد الالتزام بمبدأ أن الشعب مالك السلطة ومصدرها ويمارسها بشكل مباشر عن طريق الاستفتاء والانتخابات العامة كما يزاولها عن طريق الهيئات التشريعية والتنفيذية والقضائية وعن طريق المجالس المحلية المنتخبة وصار النظام السياسي للجمهورية اليمنية يقوم على التعددية السياسية والحزبية بهدف التداول السلمي للسلطة كغاية حضارية سامية وبذلك تكون الديمقراطية في اليمن قد تجذرت وتنامت ممارستها كحصن قوي لا يتزعزع في صيانة انتصار الوحدة اليمنية وصياغة المجتمع اليمني الناهض المتطور الجديد.

وعلى صعيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية تضاعفت الإنجازات النوعية الاستراتيجية في تنفيذ ثلاث خطط شاملة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية برغم محدودية الموارد وشحة الإمكانيات وضعف التمويلات ومع ذلك فإن النتائج الملموسة من خلال المشاريع المنفذة أخذت تعطي ثمارها الملموسة في العملية الاقتصادية المتنامية في الوطن اليمني وفي تعزيز بناء مؤسسات الدولة المركزية والمحلية مما يؤكد بأن عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية تأخذ مداها المتاح في ضوء ما يتوفر من الاعتمادات المالية التي ما تزال تحد منها الظروف الاقتصادية الصعبة والأزمات المالية المتعاقبة على الصعيد الدولي وتأثيرها المباشر على تدفق التمويلات الموعود بها.

وتماشيا مع النهج السلمي الذي تتمسك به بلادنا فقد تم ترجمة هذا النهج وتأكيده بالالتزام سبيل الحوار في معالجة كافة المشاكل والخلافات القائمة بين الدول وقامت بحل قضايا الحدود مع الأشقاء في سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية عن طريق التفاوض ومع دولة اريتريا عن طريق التحكيم ومن هذا المنطلق تحرص على عملية الاستقرار في المنطقة التي نعيش فيها.

وما كان لذلك كله أن يتحقق إلا بفضل قوة الوحدة واقتدار شعبها وحكمة وحنكة قيادتها السياسية العليا ومنعة وحصانة هذه المسيرة المباركة في مواجهة كل ما اعترض ويعترض طريقها من التحديات والمخاطر والمؤامرات.. ولذلك ما من مواطن يمني وما من مواطنة يمنية إلا ولديهما العقيدة الراسخة بأن الوحدة اليمنية هي حياة الشعب اليمني وهي الجوهر الأصيل لوجود اليمن الحر الديمقراطي القوي المستقل وهي قدر البقاء والنماء وأن اليمنيين كلهم لا يمكن أن يفرطوا في وحدة أرضهم ولا في شبر واحد من سيادتها الوطنية وأن من تورط بارتكابه جريمة الخيانة الوطنية وانساق وراء الدعوات التآمرية للانفصال لا بد أنه سيفشل ويلقى جزاءه من قبل الشعب اليمني نفسه بعد أن كان قد فضح نفسه.

وإن الذين يتوهمون بأنهم سوف يصلون إلى تحقيق المآرب الانفصالية سوف يفشلون لأن اليمن تحصنت بوحدتها في السابع من

قد يعجبك ايضا