ما نتحاجه يا صحاب!
عبدالله الصعفاني
مقالة
عبدالله الصعفاني –
مقالة
الذي يجب أن نفهمه بعد مغادرة الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأداء خلفه الرئيس عبدربه منصور هادي لليمين الدستورية كرئيس لليمن لمدة حولين كاملين فهو أن من يدخل عملية ديمقراطية عليه أن يتقبل نتائجها ويفي باستحقاقاتها كاملة وغير منقوصة.
< وما حدث في 21 فبراير الجاري أن الشعب اليمني وكل مكونات الدولة «الجميع قالوا نعم لعبدربه هادي رئيسا منتخبا لليمن بنسبة أصوات اقتربت كثيرا من المائة في المئة وهي نسبة صحيحة بإجماع فقهاء القصور وفقهاء الشارع وأساطين البرلمان والحكومة والأحزاب والقضاء والإعلام.. القدامى والجدد من الذين ينظرون إلى الغد بعيون مفتوحة على الشمس والهواء.
< أما دافع هذا التقديم فهو ما نسمعه من الأصوات التي لا تبرير لما تقوم به من ضجيج مبكر وكأنها تريد اختطاف أصوات الشعب بل واختطاف خيارات رئيس الجمهورية الجديد حتى قبل أن يجف حبر التصويت له.. هذه الأصوات مع الأسف لم تستوعب أن الشعب اليمني بقرابة سبعة ملايين ناخب صوتوا للرئيس الجديد ولن يقبلوا باحتجاز أصواتهم كرهائن تماما كما أنه ليس من العمل الديمقراطي محاولات ابتزاز رئيس على طريقة إذا لم يفعل ويفعل فسنفعل.. متجاوزين حقيقة أنه رئيس أجمع على اختياره شعب اليمن وأيدت اختياره حكومات الخليج العربي وأمريكا والاتحاد الأوروبي ودول مجلس الأمن وأمين عام الأمم المتحدة وممثلها الحاذق المخلص الصابر المغربي جمال بن عمر.
< بالعقل والمنطق والسياسة والمصلحة العامة مطلوب أن نترك الماضي ونبحث في المنطلقات ويتوجه الجميع لتسطير صفحة يمنية جديدة.. نتوقف فيها عن الصراخ والإساءات ونبني المستقبل على قواعد متينة من المواطنة المتساوية تحت سقف المعايير العادلة احتراما لرغبة شعب انتفض في يوم الانتخابات كالعنقاء المذهلة بعد الذي كان من صمت الأغلبية التي احترقت بنيران الصراع في معيشتها وخدماتها وأرزاق أطفالها.. ولمن سيقطب جبينه ويدير حاجبيه في هذه اللحظة.. يا الف سبحان الله عليك وأنت تواصل التوتير أين أخلاق الفرسان الذين يقول الواحد منهم لخصمه: إذا كنت لا تثق بي فأنا أثق بك فيرد عليه قائلا: أنا أيضا أثق بك فتعال معي لندعو الآخرين لبناء وطن رسم دهشة الانتخابات بذات رسمه دهشة المدرجات الزراعية.
< نعم.. كان عندنا أزمة وصار عندنا ثورة.. ونزوع شعبي لتغيير كل ما هو جامد وعابث في هذه البلاد لكن ما يجب أن نعرفه جميعا أن لكل أزمة حلا ولكل ثورة جمالها حينما يكون الثائر صادقا وصارما دون أن يكون من لوازم الثورة الانتقام أو الإساءة.
< إن ما نحتاجه يا صحاب من الآن هو الاتجاه إلى مؤتمر الحوار الوطني وإلى إعادة صياغة الدستور والسعي العام إلى تصحيح المعتل وإعادة بناء المختل.. تصحيحا وليس استدعاء لأي صورة من صور هدم المؤسسات أو اختطاف أصوات الناخبين أو الضغط السلبي على الرئيس حتى عندما كانت لجان الفرز ما تزال تجمع أصوات الذين انتخبوه- ثم ألا ترون كيف أن الذين شككوا وقللوا من أهمية دور الرئيس السابق في نقل السلطة سلميا هم نسخة أخرى من الذين شككوا في بكاء محمد سالم باسندوة ويشككون في جدية الرئيس الجديد.
< ولا أعرف إذا كان من المناسب القول بأن عهد علي عبدالله صالح لم ينصفني وأنني لا أطمع إلى شيء شخصي من عهد عبدربه منصور هادي مقتنعا بشرف الحضور المهني لكن ما يجب التأكيد عليه هو أن من عدم الوفاء نكران إيجابيات من يغادر موقعه على رأس هرم الدولة بطريقة مشرفة تماما كما أن أي محاولة لابتزاز خلفه عبدربه منصور هادي تعد اختطافا لقناعات ملايين اليمنيين الذين انتخبوه بمختلف أطيافهم.
< وإذا كان هناك من نصيحة يهمس بها مواطن في أذن رئيسه فهي أن يتخذ الرئيس هادي قرارا بأن لا يقول الا ما يستطيع أن يفعله وأن يقول للانتهازيين من أصحاب قاعدة «مات الملك.. عاش الملك» لقد وجه علي عبدالله صالح بإزالة صوره فتوقفوا أنتم عن طباعة صوري وساعدوني باحترام أصوات الشعب.. بالمواقف وليس بمزاد تلصيق الصور.