تأملات..الاستفادة من العبر 

محمد عبدالماجد العريقي


محمد عبدالماجد العريقي

محمد العريقي

إذا كان البعض لا يستطيع أن يمنح عقله وقتا للتفكير والتحليل قبل أن يتخذ أي قرار متعلق بشئون حياته أو بغيره, فعليه فقط أن يراجع ويمر سريعا على بعض المواقف والاحداث التي صنعها وأنتجها أناس آخرون, وكانت تعبيرا عن قرارات وأفعال وسلوكيات صادرة عنهم, وترقى أن تكون بمثابة العبر التي يمكن أن يستفيد منها الإنسان أينما كان سواء لتصحيح أخطائه, أو حافزا لتطوير قدراته.

العبر كثيرة ومتعددة, وفي كل مناحي الحياة.

 من الغفلة إلى الصحوة, ومن القضايا العامة إلى الأمور الخاصة.

ومن السلام والاستقرار, إلى الحروب والصراعات, ومن الغنى إلى الفقر, ومن العافية إلى المرض, ومن الحياة إلى الموت.

مشاهد كثيرة لأحداث وقضايا متعددة أصبحت سهلة الالتقاط والمتابعة بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

السياسيون, والجماعات, والأفراد, الشباب, والرجال, والنساء جميعهم يحتاجون إلى التمعن في تلك العبر.

انظروا إلى أحوال دول ماذا صنع فيها قرارات السياسيين التي أوصلت بلدانهم إلى الصراعات والحروب والتمزق والتشظي.. نماذج قريبة منا في الصومال والعراق, الضحايا دائما الأفراد, أليس هذا كفيلا أن يعطينا عبرا نستفيد منها لصيانة وحماية مجتمعنا من مثل هذه المخاطر.
أليس هذا كافيا لأن يجعل النخب السياسية وغير السياسية تتعض وتتجنب الانزلاق في تصرفات تقود إلى مثل هذه الجرائم, ستكون مسوؤلة عليها أمام الشعب ويحاسبها الله سبحانه وتعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا جاه ولاقوة عسكرية ولا تعصب قبلي أو مناطقي أو حزبي.

ولنا في حياتنا العامة والخاصة الكثير من المثالب والأخطاء وهناك من هو غارق في غفلة كبيرة, منغمسا في نزعاته الشيطانية وأطماع وأنانية وحب الذات, مستخدما كل الأساليب الاحتيالية المهم ليظفر بما يريد لا يعير الآخرين والآخرة أي حساب, ألم تقدم لنا الحياة دروسا من النهايات المخزية والمهينة من تلك النماذج, فالإنسان في الأخير يقاس بأعماله ومآثره الطيبة.

ومن الغناء, نأخذ تلك العبر الرائعة للشخص المجد والمجتهد الذي يعمل بإخلاص وبأمانة, يقدم ما عليه التزاما بالشرع, ووفيا نحو الواجبات الوطنية, ومتعاونا مع أبناء مجتمعه, نجد ثروته تتعاظم ويباركها الله, وتاجر آخر شغل نفسه الطمع والجشع, والاستغلال بأقوات الناس, وتحايل على تسديد واجباته من الصدقة والزكاة, بالتأكيد فلن تدوم تجارته.

وأمام الشباب الكثير من العبر, فالتراخي والكسل, لا يصنعان مستقبلا, ولايؤمنان حاجة بل هما الطريق إلى الفقر والمذلة, لكن بالاجتهاد والمثابرة والعلم والتعلم يستطيع الشاب أن يصنع له حياة كريمة ونافعة يرفع به رأسه ويتمكنه من التقدم إلى الأمام.

ومثل ذلك عندما نتعامل مع صحتنا, فالكثير منا يصاب بأمراض خطيرة والسباب الاستهتار وعدم الاكتراث للمصائب الخطيرة التي تأتي بها بعض التصرفات والسلوكيات, مثل تعاطي القات, فهذه العادة تفضي مع سابق الإصرار والترصد إلى تحميل الجسم والنفس أمراضا مختلفة وخطيرة, والشواهد كثيرة أمامنا, وعندما يستفحل المرض بجسم الإنسان, يقول ياريت ما خزنت, ولكن بعد ما فات الأوان.

الخلاصة نقول أن هناك الخير والشر, ولا يستطيع أي منا أن يدعي أنه لا يعرف أن يميز بينهما, فالله سبحانه وتعالى زود الإنسان بعقل يدرك من خلاله النافع وغير النافع, وما عليه إلا أن يختار

وقد أحسن الشاعر الذي قال :

إذا كنت في نعمة فارعها  فإن المعاصي تزيل النعم

قد يعجبك ايضا