مشاهد يومية ..هاشم علي 

عبدالرحمن بجاش



عبدالرحمن بجاش

عبدالرحمن بجاش
{ مرت ذكرى رحيل الفنان المبدع الكبير المرحوم هاشم علي بهدوء بل وبهدوء مبالغ فيه وحده صاحبي الأستاذ عبدالمجيد التركي ذكرنا جميعا كما ذكرنا الأستاذ عبدالسلام عثمان بذكرى رحيل رجل كبير آخر هو القاضي إسماعيل الأكوع والتي مرت هي الأخرى بهدوء.
وبهدوء مبالغ فيه – أيضا – أسأل نفسي والآخرين : ما الذي حل بنا¿ لماذا نحاول جاهدين أن نفقد ذاكراتنا الجمعية وعن سابق تعمد وإصرار¿ وكأننا نريد أن نتخلص من كل شيء جميل في حياتنا أو ما يذكرنا به.
هاشم علي كنت أتمنى أن أرى تعز بكل ما تعنيه من اخضرار وجمال وعدم تنكر لöمن أحبوها وتلامذة لهاشم لا يزالون في ربوعها شوارعها متحفها نواديها مدارسها فرع جمعية الفنانين التشكيليين فرع اتحاد الأدباء وصديقي المبدع عبدالله أمير ومؤسسة السعيد الثقافية بإدارة الأستاذ فيصل سعيد فارع وجامعة تعز بكل ما تعنيه من ارتباط بالكلمة باللون باللحن بالنغم تمنيت أن يتضافر كل هؤلاء إضافة إلى عقبة العرضي بما تعنيه أن يتضافر الجميع ويعيدوا الراحل الكبير في ذكراه إلى الواجهة تمنيت ولا أزال أن يبادر فرع الثقافة بتعز إلى أن ينظم معرضا ما ومكونات المشهد الأخرى التي أشرت إليها أن ينظöموا معرضا ما لأعمال هاشم تعيده إلى ذاكرة الناس فآخر صورة لهاشم ولا تزال مرسومة في الذهن كان يقف ذلك الصباح في بهو مؤسسة السعيد يقرأ للأطفال أو يعرض بالأصح أو يدرب عيونهم على قراءة اللوحات التي انتشرت على الحوامل احتفاء بمهرجان أبريل السنوي.
تمنيت ولا أزال أن تحوöل جهة ما ذلك الكائن الذي يتحول إلى مسخ يوما بعد يوم مدرسة الشعب التي كانت ذات مرحلة عنوانا للهيبة والجمال والصداقة بين الشعوب وهيبة عبدالرؤوف نجم الدين أن تتحول إلى معرض دائم لهاشم وعبدالجبار نعمان وفؤاد الفتيح وآمنة النصيري وطلال النجار لتكتمل لوحة تعز اخضرارا وجمالا ولوحات أبدعها أولئك الكبار وآخرون هم تلامذتهم وأساتذة آخرون كبار أعمالهم مدفونة تحت الرمل لا يكاد أحد – مجرد أحد – يتذكرها كنت أتمنى ولا أزال أن أرى معرضا لهاشم ضمن ما سيصاحب «خليجي 20» من فعاليات لنقدم من خلاله ومعارض أخرى للمصورين الفوتوغرافيين عبدالرحمن الغابري و… سعيد نعمان وعبدالكريم الإرياني وما بقي أو وجöد من لقطات عظيمة لمحمد عقبات من خلال اللوحات وبها لقطات قربت الوطن كله إلى عيون الآخرين يرون اليمن الآخر اليمن الأجمل اليمن الذي لم تشوه صورته الأخبار تقدم وجوه الناس إلى الآخرين كما هي بدون رتوش ولا ألوان مزيفة وحدها ريشة هاشم وبقية أفراد الكتيبة المبدعة وحدهم يستطيعون تقديم البلاد إلى عيون الآخرين تمنيت فهل تفعلها وزارة الشباب أو الثقافة أو محافظة عدن¿ أو القطاع الخاص¿ وبالمناسبة ما الذي قدمه على صعيد تقديم الوطن اليمني خلال «خليجي 20»¿ لا أحد يريد من هذا القطاع تبرعات بل نريده شريكا وطنيا فاعلا يسهم – وهي فرصة – في تقديم اليمن إلى الإنسان الخليجي العادي الذي هي الصورة مشوهة في ذهنه ويتخيل أن اليمن – معذورا – تصحو على أصوات الرصاص وتنام على أصوات المدافع لا هنا اليمن الآخر يمن هاشم علي والسياحة وجمال حباه الله تنوعا تراه العين الجميلة في ربوعه وهاده وهضابه جباله وسمائه ووديانه والله لو أن سائحا رأى معي فقط مشهد الشمس – وقد التقطتها بعدستي – وهو منظر يأسر الألباب لها وهي تخرج من بحر عدن وتظل تصعد بين السحب حتى تتربع على جبال الأعبوس وحيفان والشويفة على صوت فرسان خليفة :
«يا ضلاع ضلعنا
بعد الخير زوجنا
الأعروق زورنا
والشويúفة جزعنا»
ثم تفاجئ العيون في كدرة قدس أشعة صباحية تؤسس للحياة لوحة خاصة بها لو رأى أحدهم ذلك المشهد لحلف بأغلظ الأيمان أن لن يذهب إلى أي بلد آخر كلما سنحت سانحة فقط منú يبادر¿
هي فرصة عظيمة مناسبة «خليجي 20» لأن نخرج الوطن إلى الآخرين جماله الأخاذ إنسانه الأجمل تنوعه فنونه صناعاته الحرفية مدرجاته الزراعية التي صنعها إنسانه بöعرقöهö وجهده طوال عقود من الأزمان.
ما رأيكم أن يكون الاحتفاء اليمني الخليجي ليس كرة – فقط – بل فنون غناء وفنون تشكيل وسياحة في ربوع وطن جميل من خلال الصورة واللوحة والأهزوجة وكل أدوات الإيصال والتواصل ابدأوا من اللحظة وسنجد هاشم وعبدالجبار وفؤاد وآمنة والغابري والإرياني وعقبات وكل المبدعين يقدمون اليمن خير تقديم ورحمك الله يا هاشم دعوة من روح «ابن الشيخ» كما كنت تناديني.
 

قد يعجبك ايضا