الصحة المدرسية ماذا عنها¿



عصام المطري
‬تعددت الرؤى‮ ‬وتشابكت المفاهيم‮ ‬وتبلورت الحلول في‮ ‬اتجاه تنمية العقل البشري‮ ‬في‮ ‬جميع مجالات وميادين الحياة المتعددة والمتنوعة‮ ‬‮ ‬وصار من الممكن في‮ ‬الحقل التعليمي‮ ‬والتربوي‮ ‬بعث قيم ومبادئ وسياسات حديثة لاستيعاب مشكلات التعليم وفق الإمكانات المتاحة والممكنة‮.‬
ولما كانت العافية والصحة نتاجا‮ ‬طبيعيا‮ ‬لإفرازات الوعي‮ ‬والتثقيف الصحي‮ ‬كان من الضروري‮ ‬إدماج الصحة المدرسية في‮ ‬ملتقى تطوير وتحديد التعليم والتربية‮ ‬فالتعليم والصحة وجهان لعملة واحدة‮ ‬يجب أن‮ ‬يتحقق في‮ ‬العلاقة بينهما معاني‮ ‬الوحدة والتكامل من أجل التمكين الواعي‮ ‬والهادف بحل الخطط والبرامج لتنمية التعليم والصحة‮ ‬‮ ‬فلا تعليم بدون صحة‮ ‬ولا صحة بدون تعليم‮ ‬فالعقل السليم في‮ ‬الجسم السليم‮.‬
‮> ‬وإيمانا‮ ‬صادقا‮ ‬بنيل المقاصد‮ ‬وسلامة النوايا ووعي‮ ‬القلوب‮ ‬ونضوج العقول كان الإسهام الصحي‮ ‬من وقت مبكر في‮ ‬سماء التعليم والتربية‮ ‬فكانت هناك حقيقة واحدة لتسوية الأوضاع التربوية صحيا‮ ‬إيمانا‮ ‬بالقضية الصحية‮ ‬وتجسيدا‮ ‬ديناميكيا‮ ‬لشمولية المفهوم التربوي‮ ‬والتعليمي‮ ‬في‮ ‬طريق حقيقة التكامل بين التعليم والصحة‮ ‬وتلك الحقيقة الدافعة المعبرة عن نبل المقاصد هي‮ ‬إنشاء الإدارة العامة للصحة المدرسية في‮ ‬ديوان عام وزارة التربية والتعليم من وقت مبكر وفق استراتيجية وخطط التربية والتعليم من التكافؤ الأسلم والتكامل الأوحد بين التربية والمجال الصحي‮.‬
لقد جاءت الأيام بوعي‮ ‬تربوي‮ ‬وصحي‮ ‬تام تمخض عن حسن تقديم الخدمات الصحية للطالب والتلميذ اليمني‮ ‬عن طريق الإدارة العامة للصحة المدرسية في‮ ‬ديوان وزارة التربية والتعليم وكامل الإدارات في‮ ‬مكاتب فروع وزارة التربية في‮ ‬المحافظات لنصل إلى حقيقة صادقة تعد ترجمانا‮ ‬وعنوانا‮ ‬أوحد لأهمية الحقل التعليمي‮ ‬والتربوي‮ ‬والمجال الصحي‮ ‬فانتعش وارتقى التعليم‮ ‬وازدانت الصحة العامة ذلك لأن الإسهام متبادل ومزدوج فكذلك أتى المردود والنتاج متبادلا‮ ‬صوب تحقيق‮ ‬غايات ومبادئ التعليم والتربية وكذا تحقيق الأهداف وتطلعات وغايات الصحة العامة‮.‬
‮> ‬بيد أن الواقع‮ ‬يفرض نفسه من خلال فرض سؤال عنوان المقال وهو الصحة المدرسية‮.. ‬إلى أين¿ فهناك اختزال محموم لمهام وخدمات الصحة المدرسية في‮ ‬جميع محافظات الجمهورية‮ ‬ولم‮ ‬يعد ذلك متناغما‮ ‬مع حقيقة التكامل والتناغم بين مفردات الفعل التربوي‮ ‬والتعليمي‮ ‬والعمل الصحي‮ ‬الهام‮ ‬ذلك أن الإدارة العامة للصحة المدرسية ومعظم الإدارات العامة للصحة المدرسية في‮ ‬عموم محافظات الجمهورية اليمنية تقبع خلف أسوار السلبية والجمود في‮ ‬منأى تام وكامل عن التفعيل الإيجابي‮ ‬وصار مجمل أعمالها عبارة عن ردود أفعال مؤقتة‮ ‬فقد ظلت جميع مفردات الاستراتيجية العامة حبيسة الأدراج في‮ ‬واقع مظلم للغاية‮.‬
وهناك أعراض ومظاهر لتلك السلبية ولذلك الجمود في‮ ‬عمل الإدارة العامة للصحة المدرسية في‮ ‬ديوان عام وزارة التربية والتعليم وفروعها في‮ ‬مكاتب عموم المحافظات ولعلها تتمثل في‮ ‬اضطراب تعيين قيادات الفعل الصحي‮ ‬التربوي‮ ‬وإشكالية اختيار العاملين في‮ ‬هذه الإدارة‮ ‬فمنهم من‮ ‬يشترط للانخراط في‮ ‬هذه الإدارة أن‮ ‬يكون حاملا‮ ‬لمؤهل صحي‮ ‬‮ ‬فتفجرت لذلك الاضطراب التداخل والصراع بين الوزارتين

قد يعجبك ايضا