(حقن الدماء) هل هي نكتة¿!
معاذ الخميسي
معاذ الخميسي
معاذ الخميسي
* أحدهم قال لي يا رجل اتق الله أي حوار تتحدث وتكتب عنه.. وأي دم تريد أن تحقنه.. نحن مستعدون لألف شهيد.. أقول لك.. لألفين لثلاثة.. لمليون شهيد.. المهم يرحل!
* يا سبحان الله.. كيف أصبحت الكتابة اليوم عن حقن الدماء تهمة.. كيف سمح البعض لأنفسهم أن يوجهوا التهم إلى من يريد أن يحفظ قطرة دم وأن لا يسفك دم مواطن.. وكيف وصلنا إلى مرحلة تجريم وتخوين من يقول الدماء محرمة.. ومن يشدد على ضرورة أن نحتكم لشرع الله وللسنة النبوية وللعقل والمنطق بدلا من الاحتكام للغة ما يسمونه (قح.. دبم) يا سبحان الله!
* هل المطلوب أن أقول لا مانع من أن تسفك الدماء وتسيل إلى الركب بل وإلى الرقبة لأكون مقبولا عند نفر من المغالين وممن يركبون موجة أنا ومن بعدي الطوفان ولا يقبلون بالرأي الآخر ولا يسمعون ما أقوله أو أكتبه لنتناقش ونتحاور وإن كنت مخطئا قوموني وأعادوني إلى الصواب وإن كنت على صواب اقتنعوا وإن لم يقتنعوا يقولوا لي في أقل الأحوال هذا رأيك!!
* هل أنا على خطأ وخارج عن الملة لأني كتبت قبل أيام لا أريد أن يبوأ قلمي بإثم ولا أن يكون له دور في التأجيج الذي قد يصل إلى إزهاق أرواح وسفك دماء فأكون من حيث لا أدري محاسبا ومطلوبا بين يدي الله سبحانه وتعالى بذنب المشاركة في التأجيج وأكون مسئولا عن قطرة دم سفكت.. فما بالكم عن دماء وأرواح.. اللهم نسألك أن تجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.. وأن تقينا كل حرام وتبعدنا عن الخطايا والكبائر!
* لست مستغربا.. بل منذهلا ولا أجد ما أفسر به سر حنق البعض سوى أنه منح عقله إجازة أو أصبح فاقدا للشعور بما تعنيه حرمة الدماء المعصومة وأن هدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من إراقة دم امرئ مسلم!
* بالتأكيد لسنا في فلسطين نواجه الصهاينة اليهود ولا في أفغانستان ولا في العراق ولا الشيشان ولا في بلاد نواجه فيها أعداء الله ممن أعلنوا الحرب على الله ورسوله والإسلام والمسلمين.. وحسب ما أظن نحن في بلد واحد وساحة واحدة.. وجميعنا إخوة.. والحاصل هو اختلاف في الرأي وتضاد في المواقف ولو فتشتم لوجدتم أسرا كثيرة يختلف فيها الأخ مع أخيه والأب مع ابنه أو ابنته في الرؤى والمواقف ومع ذلك يعيشون في وفاق وتوافق ما دام وأداة التعبير لا تقفز على القيم ولا تبتعد عن أدب التخاطب ولغة الإيصال السليم للرأي وللقناعة.. لكن كيف سيكون الوضع لو أن لغة الحوار تحولت إلى لغة للنار داخل الأسرة الواحدة فهل سيوجه الأخ البندقية إلى رأس أخيه.. وهل سيكون الأب معرضا للعقوق وربما للخطر أو الموت.. يا الله أين نحن وعلى أي حافة وهاوية.. ومع ذلك يأتي من يقول أي حوار أتحدث عنه!!
* أسأل نفسي وغيري.. أين أولئك البعض وخاصة من (أكلوا حتى شبعوا) ثم استندوا إلى جدار(التلون) وأخذوا يتحدثون عن (القيم) ويصدرون (التهم) على أساس أنهم (ينزهون) أنفسهم.. أين كانوا يوم أن كنا ومنذ سنوات- وما زلنا- نهاجم الفساد ونقف كشوكة في حلوق الفاسدين ونتجرع الأحقاد والضغائن والمعاملات الانتقامية من مسئولين ووزراء لأننا لم نكن نصفق لهم وكنا نقف مع المواطن ومع المظلوم ومع مفردة (المعاناة) ونتحدث عن (استفزازات) ممنهجة ينفذها متنفذون على كراسي المسئولية.. ولم يجدوا من يقول لهم لا.. ولا من يقول هذا خطأ.. وهذا ظلم.. وهذه مفسدة!
* أين أولئك الذين ساروا في خط الظلم وانتهجوا (غض الطرف) ليستفيدوا وينتفعوا.. ثم ها هم يظهرون وكأنهم (أولياء)!!
* وليس ذلك فقط.. بل إنهم يتطاولون ليحولوا دعوة (حقن الدماء) إلى نكتة يستظرفون بها على خيبتهم أو إلى (تهمة) يهربون بها من (تهم) تحاصرهم من رأسهم حتى أخمص قدميهم!!
* نحن تربينا على أن لا نسكت في وجه الظلم.. وأن لا نقبل بالضيم.. وأيضا على أن لا نرضى بما لا يرضي الله ولا رسوله.. ولا ندير ظهورنا لمن ينهشون في لحوم الآخرين بالباطل وبالذي هم فيه غارقون حتى آذانهم.. ولا نقول إلا بما يمليه علينا الضمير.. وقولوا معي اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه.. وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.. واحفظ بلادنا من المحن والفتن.. هذا إذا لم يكن عند البعض شيء من اعتراض حتى على الدعاء!!
moath1000@yahoo.com