ما نحتاجه في اليمن..
عبدالله الصعفاني
مقالة
عبدالله الصعفاني
عبدالله الصعفاني
من يقول رأيا عليه أن يسمع الرأي الآخر.. هذا هو منطق الحوار.
وحتى لو خيمت على المنطقة العربية أجواء مؤامرة كاملة الأركان أكدتها دراسات منشورة لتحويل الدول العربية إلى دويلات منذ ثمانينيات القرن الماضي فإنه لا سبيل أمامنا إلا الحوار الذي يفضي لأن نقول للعالم “اليمن أغلى أمانينا وأحلى أغانينا”.
* وإذا تأملنا في شعار المؤتمر الوطني العام الذي ينعقد اليوم في صنعاء بحضور عشرات الآلاف سنقف مجددا على الحرص الذي يبديه الرئيس علي عبدالله صالح تجاه ما يمر به الوطن من أوضاع تستدعي التقارب والتنازل حتى لا نستمر في تقطيع لحمنا أكثر مما حدث.
* “الاحتكام للشعب والتمسك بالثوابت الوطنية على طريق التداول السلمي للسلطة” ألا يستحق مثل هذا الشعار وما سبقه من مبادرات أن نبني عليه كل ما يستوعب التغيير الايجابي في زمن نعيش فيه عالما متحركا لا تستطيع سحبه حجب أي شيء يتعارض مع منطق التطور.
* مؤتمر اليوم يجدد صور تدافع شرائح مجتمعية وسياسية وشبابية لإثبات أن الاحتكام إلى الشعب هو القيمة الديمقراطية الأكبر وأن خطاب الشطط والتضليل لا يجب أن يلوي عنق الحقيقة أو ينال من قواعد الديمقراطية.
* الاحتكام إلى أغلبية الشعب قيمة حضارية وديمقراطية يجب احترامها دونما تمترس وراء شرعية ثورية لا تستدعيها الحالة اليمنية تحت أي تبرير.. والثوابت الوطنية حق لا يجب التنصل منه أو الالتفاف عليه.. والديمقراطية ثابت وحدوي مضمونة أيضا التعدد والتنوع ولا يعني بالضرورة الفوضى والقفز على خيارات الأغلبية.. وأي صيغ تفاوضية.
* ينبغي أن لا تقفز من عقال المصلحة العامة أو تستهين بحق الشعب في حياة مستقرة.. آمنة.
* في اليمن رئيس منتخب من الشعب بأغلبية اعترف بها الداخل والخارج.. وفي اليمن برلمان كان حصيلة تنافس أفضى إلى تواجد برلماني للمعارضة لا يقلل من معانيه مغادرة القبة في الوقت بدل الضائع.
* وجميع مؤسسات الدولة الرسمية والأهلية تستمد شرعيتها من العقد الاجتماعي ومجموع القوانين النافذة.. وفي هذا ما يضع كل الفرقاء على طريق حوار يحترم المبادرات ويحقق التحولات السياسية والإصلاحات المالية والإدارية ويلجم العبث والفساد ويحقق العدالة للجميع.
* ما نحتاجه في اليمن ليس ثورة ولا انقلابا ولا انتفاضة بقدر ما نحتاج إلى الحوار والإنصات للمبادرات والتنازل لبعض وعدم الاستهانة بخيارات الشعب وقيم الديمقراطية.. وأيضا الإيمان بأن السياسة هي مناخ للإيجابية يسمح بالتبادل السلمي للسلطة بسلاسة وهدوء لا يغفل أن إسقاط النظام إنما يعني في الحالة اليمنية إسقاط الدولة.