وداعا شيخ المناضلين

اللواء متقاعدعلى محمد هاشم عون

اللواء متقاعد/على محمد هاشم عون –
شيعت اليمن المناضل الكبير فقيد الحركة الوطنية حكيم ثورة سبتمبر القاضي عبدالسلام صبرة بعد حياة حافلة بالعطاء نعم لقد كان الوالد عبدالسلام صبرة فقيد الحركة الوطنية لأكثر من خمسين عاما ابتداء من مرحلة الإعداد للثورة حتى انتصار ثورة سبتمبر التي ساهم فيها فكرا وإعدادا وفداء وكان رحمه الله المرجع لحل الخلافات والمتناقضات التي رافقت مسيرة الثورة.
كان مسكنه ومنزله مكانا للالتقاء وتحت رعاية وحكمة وتحت راية تحل أصعب المواقف تباينا وتلتقي أشد الاختلافات تعصبا لتصب في الالتقاء والعمل المشترك والتعاون والتآخي والوحدة الوطنية بين كل المناضلين والثوار فعندما شكا القاضي عبدالرحمن الارياني – رحمة الله عليه- من عدم تنفيذ اتفاقه مع السلطة تواصل معه دون غيره وهكذا كان حال سلطان القرشي عندما شكا إليه دون غيره من معتقله من تجاهل السجان له ولرفاقه.
هكذا كان الفقيد في قلوب المناضلين مرجعا يرعى الجميع دائما فقد منحه الله تعالى العمر المديد وظل واعيا ومدركا إلى آخر أيام حياته بنفس الروح والقدرة على الحكم على الأمور والتمييز بينها.
لقد رحل الفقيد إلى جوار ربه روحا ووري جسده إلى جوار زملائه وأبنائه مودعا الجميع بقوله (إنه لا يريد من كل ما قدم سوى وجه الله ورضاه ومخاطبا الجميع بكلمته الأخيرة من تنكر لواجب الحق والعدالة أذله الله) بتلك الكلمات ودع اليمن والحركة الوطنية والقائمين عليها ومن فيها تاركا وصية وإرثا من العلم والحكمة لأجيال الثورة الخالدة. عزاؤنا أن نكون محافظين لوصيته متبعين أسلوبه مجنبين بلدنا الخلافات والانقسامات ومنطق القوة. لقد كان خلف المشاركة في حل الخلافات في عام 1968م عندما نصح بسفر كل قيادات الجيش لأخذ قسط من الراحة بعد حصار السبعين حتى لا يتحول المركز القيادي الذي نحن فيه مغنما ونبقى أسراه وجعل من التدوير بين زملاء السلاح وسيلة لحل خلافاتهم وصولا إلى أعلى المراكز القيادية في الجيش والسلطة.
وداعا شيخ المجاهدين فقد أعطيت ما لا يمكن تجاهله ونقول لك شكرا أيها المناضل البار المؤمن الصادق العفيف ورحمة الله عليك حيا وميتا.. وإن لله وإن إليه راجعون.

ü نائب رئيس الأركان في حصار السبعين ورئيس عمليات المقاومة الشعبية

قد يعجبك ايضا