مشاهد يومية.. روح جديدة…
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش
{ في عمود سابق سألت ولم يجب أحد كالعادة فأجبت على نفسي سألت : أين الشباب من أجندة الجميع بöمنú فيهم الأحزاب¿ وتوصلت إلى نتيجة مفادها أنهم غير موجودين لا في أجندة الأحزاب ولا في أجندة الحكومة ولا في أي أجندة بل هم موزعون من حيث الاهتمام بهم متناثرين في كل الأجندات ككلام وليس في الفعل ما يدل على أنهم في إطار الاهتمام بما يشكلونه من خلال ما رأينا في تونس ومصر وفي كل البديهيات حتى أيام حكم الحزب الواحد في الشرق الأوروبي. قبل فترة ليست بالأيام القليلة بل بالأشهر خلص استبيان للرأي أجراه معهم مركز قياس الرأي العام إلى أن نصف اليمنيين لا يثقون بالأحزاب أو هم لا يعرفون عنها شيئا ويبدو لي أن هذا النصف هم الشباب لأن الأحزاب تدير وتنتج خطابا موجها من وإلى النخب بدليل أن قواعدها لا تعلم عما تفكر أو تخطط شيئا!! ولسنا هنا بحاجة إلى الأدلة فهي بائنة للعيان واسأل عضو أي حزب سيقول لك ذلك وإن كان الإصلاح يتميز إلى حد ما لكن ليس إلى الدرجة التي تلفت نظر كل الشباب!! الآن هناك فئة أو فئات شريحة أو شرائح ومن مختلف الانتماءات الاجتماعية ليس لها علاقة بالشأن العام وإن شئت بالشأن السياسي تكاد لا ترفع حتى عينيها لمتابعة ما يقال هذه الفئات ومن حيث لا تعلم تشكل في الأخير حزب الصامتين وفي هذا الحزب الذي يتشكل تجد الطبقة الوسطى الهاربة من مصيرها إلى مصير أسوأ هذا الحزب بحاجة إلى منú يخاطبه يحكöمه في ما يحدث وإلا فسيتحول هذا الحزب إلى قوة قد تتجه بقوتها إلى ما لا يحمد عقباه أو إلى أين ستتجه بها الرياح!! هذا الحزب يرى كل شيء بصمت مرثيا له لإهماله وعدم الالتفات إليه بذلك الصمت الذي قد يتحول إلى نقمة ويرى أن اللعبة السياسية تحديدا تلعب في ملعب واحد ولا يترك أصحابها فرصة لأن ينتقل الفعل إلى المربعات الأخرى التي قد يأتي صباح وتضغط للظهور بطريقتها والبحث عن حقوقها … منú يفهم¿ ولا يستطيع أيا كان ممن نفترض فيهم الفهم أن يدفن رأسه في الرمل ويقول أنا لا أرى أنا لا أسمع وإلا يكون قد قرر أن يغطي وجه الشمس وينام وأنا لأحد أني يستطيع فعل ذلك ولكي لا نداور ولا نناور ولا نعمل إسقاطات ونظهر كالجبناء نقول إننا جزء من هذا العالم العربي وبالتأكيد نتأثر بما حدث في تونس ومصر وليس بالضرورة أن نصل إلى ما وصلا إليه ولا نتمناه إلا بما هو نتيجة «التغيير» إلى الأفضل طالما و«الرسالة وصلت». أنا وأي عاقل يدرك أن هذه البلاد لا تزال لديها فرصة كبيرة أن تحكöم العقل والمنطق وتبدأ من جديد بروح جديدة تأخذ في الاعتبار ما حدث من حولنا وتعتبر به وليس هذا عيبا. لا يزال بإمكاننا أن ندير حوار العقل بالتخلص من روح المداورة والمناورة وأول خطوة أن نعلن الطلاق البائن بيننا وبين الكذب ونؤسس من جديد لعملية سياسية تنطلق من واقع جديد لا ندفن رؤوسنا ونقول لم يحن بعد بل لقد فرض وجوده في الواقع وصارت أي قراءة متعمقة للواقع تقول بالإصلاح في كل مناحي الحياة بل وقيادة عملية تغيير عملا بالمثل اليمني : «إذا حلق جارك بليت» وليس في ذلك أدنى عيب أو مدعاة لأن نكابر فقد يكابر بنا في ما بعد!! فالفرصة لا تزال قائمة الآن نشيع روحا جديدة قائمة على الصدق بين فرقاء العمل السياسي بعد إعادة القراءة سريعا ولواقع يتشكل في اتجاه القوة الثالثة التي لا تدين للأحزاب ولا للحكومة بل قد تأتي بمشروعها فلماذا لا يتم الالتفات إليها من الآن والتخلص من شوائب أصحاب الرؤية الأحادية والسير في الاتجاه المعاكس – فقط – لمحاولة إثبات قدرة ستتآكل بمرور الوقت. إن حوارا قائما على قراءة معمقة لما يمور به الشارع والعقول والقلوب قائم على الصدق يمكن أن يضفي بنا إلى روح جديدة نؤسس من خلالها لمرحلة جديدة نركب في سفينتها جميعا ولا يسعى أحد من ركابها إلى إغراقها بدعوى أن الجزء الذي يركب عليه ملك له وهو حر في التصرف وعلى الطريقة اليمنية البائسة معظم الأحيان. لا تزال الفرصة قائمة طالما والإنسان أي إنسان عاقل ويقرأ معنى ما حدث في تونس ومصر وفي أي مكان في الكون قراءة متعمقة عاقلة. وحين أشرت في البدء إلى الشباب لأنهم الوقود لأي أجندة أخرى غير كل الأجندات التي تبث عقم مضمونها فالقوة الثالثة التي هي حزب الصامتين قد تأتي في لحظة وتقلب الطاولة على رؤوس الجميع وإن جاءت بلا مشروع فهي الطامة الكبرى. هل بإمكان الجميع أن يتخلصوا من ربقة أصحاب المصلحة الشخصية هنا وهناك والذين يشكلون الكون طبقا لملء أو فراغ جيوبهم¿ هل بالإمكان نبذ كل هؤلاء وتسييد مصلحة هذا البلد وهي الأهم¿ إن فرصة لا تزال قائمة والذكي منú يمسك بتلابيبها ولا يحول ما حدث في مصر وتونس إلى عصى ولا إلى ادعاء بأن ظروفهم تختلف عن ظروفنا العاقل منú يقرأ بواقعية ولا يكابر وأرى أن الفرصة لروح جديدة لا تزال قائمة هل نبدأ¿ وه