الحسبة الضائعة.. في زمن الحاسوب..!
عبدالله الصعفاني
مقالة
عبدالله الصعفاني
عبدالله الصعفاني
مقالة
> صرنا بحاجة إلى «كاتلوج» يوضح لنا كيف يمكن الحصول على تعليم جيد لأكبادنا التي تمشي إلى المدرسة وتعود وفي فمها غصة من ازدحام الفصل أو غياب الأساتذة أو من حنفية بلا ماء في حمامات مخلوعة الأبواب.. فضلا عن منهج تنعطف له الأعمدة الفقرية للصغار وإذا باللقية «فحم».
مقالة
> وإذا كانت المسؤولية مشتركة بنسب متفاوتة بين وزارة التربية والتعليم ومكاتبها في جانب التخطيط والتنفيذ والرقابة وبين عناصر المدرسة والبيت فإن من الانصاف الإشارة إلى مهمومين بقضية تطوير التعليم بصورة تستحق التقليد والانصاف على الأقل حتى ننسجم مع ما نقول.
مقالة
ونستجيب لإذاعة الصباح الممتلئة بالمواعظ التي لا يفسرها إلا المسؤول المترهل والطالب المهمل والمعلم المتثائب الناقم والمدير والوكيل المشغولان بالحزب أو بالمكاسب فيما الغالبية يرددون في حسرة ما أقسى مهنة التربية والتعليم وما أشقها وما أقل جدواها.
مقالة
> ومن بين كل هذه المعادلات المضروبة بين يدي نماذج من سلسلة «الحاسوب للجميع» للصفوف الدراسية من الأول وحتى نهاية التعليم الأساسي.. والسلسلة من تأليف الأخت إشفاق علي العزاني.
مقالة
> على طريقة المبادرات الخلاقة لإنسان العالم المتحضر والمبادر قررت تأليف هذه السلسلة مستعينة بمختصين للإشراف والمراجعة من التربية والتعليم وحرصت على أن تكون الجهة المعنية في الصورة بهدف أن تكون هذه السلسلة ضمن مقررات المدارس وكان دافعها لهذه المبادرة استبدال ما هو سيئ بمنهج يجمع بين البساطة والجودة التي يؤكدها تعميم صادر عن مكتب التربية بأمانة العاصمة باعتماد هذه الكتب خاصة وأن الاهتمام بعلوم الحاسوب يأتي بلورة لتوجيهات واضحة من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح .
مقالة
> بفكر متوقد وضمير حالم.. الفت وبعيون ناقدة اجتهدت.. وتنفيذا للتوجهات العامة نحو الكمبيوتر وعلوم الحاسوب رأت في الذي تقدمه بديلا عن المستورد الغالي أو المحلي البائس.. غير أنها بعد أن دفعت كل مدخراتها وما جمعته من أهلها وأقاربها وجدت نفسها أمام مشكلة لم تتوقعها على الإطلاق .
مقالة
> مدارس خاصة تنهب جيوب أولياء الأمور لكنها ترفض اعتماد كل أو جزء من هذه السلسلة إما حسدا أو تفضيلا لأخرى لا تقارن لدوافع ارتباط حزبي أو مجرد بخل مع أن قيمة الكتاب العربي أو الانجليزي لا يتجاوز المائتين والخمسين ريالا لكل مستوى.
مقالة
> وعندما يكون التأليف والطباعة بعد دراسة لاحتياجات المدارس والتقييم المنصف والإشراف الرسمي والتعميم باعتماد هذه السلسلة فإن مفاجأة رفض كثير من المدارس وتكدس هذا الجهد بتكلفة ما يزيد عن عشرين مليون ريال نكون أمام مطب لا علاقة له بأصول التربية ولا محفوظات التعليم ولا أخذ الاستشارة من جهات عديدة كاليونسكو ومجلس الثقافة البريطاني وجامعة صنعاء ووزارة التربية ومكتب الأمانة وقطاع المناهج وجميعها باركت الجهد الذي صار عليه أن يتوج «بالرشوة» كأولوية على الاحتياج وعلى الجودة التي تخاطب عقل التلميذ ووجدانه وإحساسه الطري.
مقالة
> وهنا أسأل هل هذا هو مصير من يجتهد ويتعب ويخسر ليقدم عملا جيدا.. هنا أسأل وأسأل كيف لنا أن نسد هذا التناقض بين كتل بشرية تبحث عن التعليم المرتبط بالعصر فتنكمش المبادرة الإبداعية على صخرة الامزجة في المدارس والعجز في المؤسسة المشرفة على التعليم..¿
مقالة
> هل من اللائق أن نتفرج على التربوي وهو يضطر «للدفع» ويتعلم التلميذ الغش وتسود اساليب قمع المبادرات والضحك على الوجوه التي تنزع إلى المساهمة في تبسيط العلم والمعرفة..¿¿
مقالة
ثم من يتحمل الخسائر المعنوية والمادية على سلسلة كتب لم ينفع في توزيعها تعميم رسمي يقول بصريح العبارات «ولعدم وجود كتب دراسية متدرجة وواضحة للمراحل المختلفة فقد قامت الأخت الأستاذة إشفاق العزاني بتأليف سلسلة كاملة من تسعة كتب صغيرة وواضحة وسهلة وشاملة وتغطي معظم المهارات المختلفة لتعليم الحاسوب ظلت تطورها من عام إلى آخر تحت إشراف مكتب التربية بالأمانة ولحاجة مكتبات المدارس وكل طالب وكل معلم لاقتناء هذه السلسلة يتم توحيد المنهج الدراسي بناء على هذه السلسلة.. إلى آخر التعميم الذي يستحق إهداؤه للأخ وزير التربية والتعليم ليعرف كيف أن المزاج يضرب العملية التعليمية بعنف وأن «كلاسيكات» الفلكلور التعليمي تؤلم الناس أفرادا وجماعات.
مقالة
ولعله يعالج الأمر إما بالتمكن السليقي المستمد من تعليمه الأكاديمي أو بالأصالة الفطرية.. وحسبه أن الحقيقة غالبا مرة وجارحة.. تماما كما أن الخيال يثير الإحساس بالسعادة الواهمة..
مقالة
مقالة