(دومينو) الفوضى..!
عبدالله حزام
عبدالله حزام
عبدالله حزام
إطلاق كتاب وسياسيين معارضين عرب لمصطلح (دومينو) الثورة توصيفا لما جرى في تونس ويجري في مصر له ما يبرره فبعض هؤلاء الكتاب يعيشون حياة المنفى القسري في الغرب ..وتشفيهم المكتوب على صفحات الجرائد تارة وبالصوت على الفضائيات تارة أخرى ضد أنظمة حرمتهم من حقهم الطبيعي وهو العيش في مسقط الرأس أمر يندرج تحت بند معاناة المنفى ..والحرمان من حق العودة .
* أما نحن فنحمد الله 33 مرة بعد كل صلاة مكتوبة لأننا نعيش بين ظهراني مجتمع تخولنا قوانينه وتجربته الديمقراطية والتعددية وحرية التعبير عن الرأي فيه أن نرفع أصواتنا إلى أعلى مستوى للمطالبة بحقوقنا لكن ليس على طريقة “أنكر الأصوات” كما يفعل البعض..!
* وحتى نقرأ الأمور في سياقها الواقعي وبعيدا عن لغة الحماسة فإن مقاسات ذلك (الدومينو) لا تركب على بلد مثل اليمن لاختلاف المقاسات والظروف لأسباب يعلمها أهل المعارضة قبل الحكم ويحفظها الشباب والكهول (صم) الذين يستشعرون أكثر من النخب مخاطر انزلاق الوطن إلى أتون فوضى عارمة ستطالهم سلبا ونهبا لو حدث شيء من ذلك القبيل لا قدر الله إذا ما استمر أي طرف تشغيل ماكينات تأجيج الشارع بأساليب شحن ممنهجة¿.
* لكن مشهد هذا الاستشعار الواعي لدى بني قومنا بعظم مسئوليتهم تجاه الوطن قبل أهل الحل والعقد الذين ربما استهوت بعضهم أحيانا لعبة” شد الحبل “يبدو جليا في استهجانهم تلك الصور المؤسفة التي ما برحت شاشات الفضائيات تبثها عن مصر الشقيقة والتي تذكرنا بما قرأناه في التاريخ عن حرب (تيمور لنك) مع العثمانيين وخروجه من بغداد بعد أن أحالها دكا وخرابا جراء السلب والنهب الذي مارسه التتار.
* ونفس المشهد لمسناه من حالات السلب والنهب والحريق وحرب الشوارع في مصر والتي باتت مادة دسمة على فضائيات بعضها تحسبها بطريقة هذا “من شيعتي وهذا عدوي” للأسف الشديد!
* وبمنطق العقل نسأل هل كان البعض يعتقد ممن يحاول أن يركب متون حماقته ويمتطي الثور الهائج قاصدا محاكاة ما حدث في تونس ومصر أنه سيستقبل بالورود والنكات السياسية¿..بالتأكيد -لا- لأنه فورا سيجد “القضاء المستعجل” بانتظاره من “حمران العيون” الذين لن يتركوا منشأة عامة ولا خاصة ولا حتى الجار ذي القربى والجار الجنب من غير سوء.. إلى جانب مصائب على الرف معبأة وجاهزة في عبوات المناطقية وثقافة الكراهية والمذهبية كنتاج لذلك الشحن السلبي المستمر ..والتي جميعها ستصنع قنبلة تفجير المعبد على رؤوس الجميع.
* لأجل هذا كله جاءت مبادرة الرئيس علي عبدالله صالح التي عكست صدقه ووضوحه وشفافيته في التعامل مع قضايا الوطن المصيرية التي تحفظ أمنه واستقراره وتسد الثغرات التي يحاول أعداء اليمن التسلل منها كي يحولوا اليمن إلى غابة يأكل القوي فيها الضعيف.
* لكن يقيني يتجه إلى وعي الناس بأهمية تلك المبادرة الحكيمة التي هللوا لها فور سماعها قبل المكون الحزبي ونزولهم إلى الشارع بالأمس تأييدا لها فيه من الحكمة التي تقول “للشدائد تدخر الرجال” .
* وفي كل الأحوال أثبت الواقع تعقل أطراف العملية السياسية في البلد حاكم ومعارضة ولدينا مشهدين من الأيام الماضية عكسا صورة حضارية للعالم من خلال التظاهر السلمي الديمقراطي للطرفين بعيدا عن الانحراف عن مقصد حرية التعبير السلمي المدني ..
* والمشهد الأول عبر عن رفض الجماهير للفوضى والتخريب وإثارة الفتنة وأنهم مع الاستقرار ومسيرة الإصلاحات ومحاربة الفقر بما يخلق فرص عمل جديدة ويعبر أيضا عن موقفهم الرافض لتوجهات بعض القوى التي تحاول استخدام الورقة الأمنية لتحقيق مكاسب سياسية!.
والمشهد الثاني طالب بإصلاحات سياسية واقتصادية وإن شابتها عدوى التصفيق لتأجيج الشارع سعيا للحصول على مطالب حصلوا عليها بعيدا عن ضوضاء الفوضى وتحت قبة البرلمان من خلال المبادرة الرئاسية الشجاعة من أجل المصلحة العامة ..وكفى الله الجميع عواقب البلبلة ومورثات الفتن..!
* والإيماءة التي أبتغيها من المقارنة بين المشهدين التأكيد على أن اليمن لا يشبه تونس ولا مصر وإلا لما استدعى الأمر فريقين يعبر كل منهما عن رأيه مع أو ضد بأسلوب حضاري وبحماية القانون..واللبيب بالإشارة يفهم.
* وبقيت حكمة استهجانية تنفع حلقة في أذن كل اليمنيين:الذئب لا يأكل لحم الذئب.. ويأكل بعضنا بعضا عيانا.!! ولنا في ما يجري في مصر التي لا ترفل اليوم بالأمن والاستقرار العظة والعبرة ..ولنستوعب أن الواقع اليوم لا يحكي إلا عن (دومينو) فوضى ..كفانا الله شرها.. والحل في الحوار الذي يسير يدا بيد مع الأمن والاستقرار.!
ولليمن السلام والخير والوئام.