مشاهد يومية..الصراخ المعاكس!!!! 

عبدالرحمن بجاش



عبدالرحمن بجاش

عبدالرحمن بجاش
{ في الهيئة العامة للمساحة تحديدا وجدت شابا يقرأ عمود الأمس «هل (ودفت) الجزيرة¿» بادرني : مالك أنت و«الجزيرة»¿ قلت : كيف تشوف أنت¿ قال : حلقة أمس في الاتجاه المعاكس لم تعجبني قلت : إöذا ماذا سأقول أكثر منك¿ استدركت : ما الذي لم يعجبك¿ قال : الصياح والتخوين.
شاب آخر بالقرب كانت الصحيفة مفتوحة أمامه لمحته ينظر إلى صفحة «قضايا وآراء» ويعود ليرسل نظره باتجاهي ضحكت قائلا : هو بشحمه ولحمه قال : لكن «شقúدفت» «الجزيرة» قلت : منú أنا حتى «أشقدفها» كل ما في الأمر أنني قلت رأيي قال : لكن عباس خائن قلت : لا لا قد نختلف معه مع أي كان لكن الخيانة لا لا يجوز أن نرمي بها في وجه أي كان إلا متى ما قال القاضي كلمة : فلان خان فما بالك بöمنú يخون وطنه تذكرت لحظتها أن هناك منú قال ولا يزال يكرر مثلا أن السادات «خائن» وهذه – أيضا – لا تجوز قد يكون اجتهد لم يصب خانه تفكيره لم يستثمر الجهد الحربي في السياسي كما قال هيكل لكن خائن لا.
عدت إلى ملاحظة الشاب الأول عن صراخ هذا الأسبوع في برنامج «الاتجاه المعاكس» الذي قدم خلال سنوات أسماء أعلام تابعناهم وإن تخلل بعض حلقاته بعض «المصيحين»!! لكنها لم تكن القاعدة بل كانت الشواذ والشاذ لا حكم له استفدنا جميعا من أسماء كثيرة كبيرة حتى منطقية حين تصرخ وأدركنا أن البرنامج جاء ليفك «الكبت» في صدر الإنسان العربي وكان فيصل القاسم المايسترو الذي شجع الناس على أن «تفضفض» لكن في الحلقتين الأخيرتين بدا مقدم البرنامج وكأنه «أطرش» في الزفة مع الاحترام الشديد لشخصه ولما قدمه طوال سنوات منذ العام 1990م في الحلقتين الأخيرتين بدا وكأن هناك خروج على النص ففي الحلقة الأخيرة التي كانت مجرد تخوين واتهام بالعمالة وبالعمالة المضادة بدا مقدم البرنامج تائها بين مندوب فتح في أوروبا الذي بدا كخبير في «التتويه» والطرف الآخر الذي بدا كلامه بالإشارة إلى الفلسطيني الآخر ممثل فتح «هذا العميل الجالس هناك».
أنا كمشاهد خجلت من نفسي وأنا أتابع حفلة الصراخ التي سيطر عليها ممثل فتح وضاع فيها مقدم البرنامج لتنتهي الساعة الكاملة لا ندري ماذا قال الثلاثة فيها سوى «يا زلمة».
كان المشهد مرعبا أن يظهر فلسطينيان يخونان بعضهما يضربان تحت الحزام ولا تدري لماذا¿ سوى أن «الجزيرة» تصفي حسابا – ربما – قديما وبطريقة رديئة!!
واكب ذلك ذلك الحفل الآخر للوثائق للمخاطر لأوراق لم يوقع عليه أحد لا إسرائيل ولا الفلسطينيون قد يكون فيها هناك منú أخطأ ومنú لم يصب ما يهمنا أن الطريقة التي أخرج بها الحفل كانت صادمة ولم يخرج ويكليكس الغرب وثائقه بهذه الطريقة المسرحية!!
للأسف الشديد فما يجري يضر القضية التي هي متضررة أصلا ولصالح منú¿ لا تدري ما ندريه أن النار التي ظهرت متأججة في أسلوب تقديم «الوثائق» أو حلقة «الصراخ المعاكس» ما يدل على أن هناك بالفعل منú يمهد الأرضية لشيء جديد يواكب ما يحدث الآن في لبنان تحديدا ولا علاقة له بما حدث في تونس!!
للأسف الشديد فقد خسرت «الجزيرة» وهذا رأيي وما استشففته من اتصالات كثيرين تعليقا وتعقيبا على عمود الأمس أقول قولي هذا وأنا الذي لن أغلق «الجزيرة» في وجهي فلا يزال فيها ما يفترض متابعته وسأدفع بعمودي هذا للنشر وأنا لم أشاهد بعد حلقة أمس «بلا حدود» هذا المرج الذي لا حدود له من مشرق الوطن العربي إلى مغربه سيفقد «الجزيرة» مساحة كبيرة لصالح قنوات أخرى لم تستطع أن تنال من «الجزيرة» خاصة وتغطيتها تونس كانت متميزة مهنيا وهناك منú أشار إلى غزارة معلومات «العربية» لأول مرة لكن ما لحق تغطية تونس من صراخ لا تدري له سببا إلا أنه فورة تصفية حسابات تحولت «الجزيرة» إلى إناء وتحديدا «تنك» لها سيجعل كثيرين يمسكون بـ «الريموت» بأيديهم بعد أن كنا جميعا في الفترة الماضية نضعه مطمئنين إلى أن لا أحد سيتميز عن «الجزيرة» حتى وإن مررنا على هذه القناة أو تلك عدنا سريعا إلى مساحتنا.
الآن كثيرون وأنا أولهم صرنا نذهب إلى «العربية» و«فرانس 24» و«بي . بي . سي» بالعربي وإذا استمر الصراخ أخشى أن نبحث عن قناة «الحقيقة» والأيام القادمة ستكشف لنا سر ما يجري في الشارع وفي «الجزيرة»!! على أن هناك كلمة أخيرة موجهة إلى الفلسطينيين فالظهور بمثل ذلك المظهر في الصراخ والصراخ المعاكس يفقد القضية ما لم تتخيلوا فقد كان آخر ما نفكر فيه أننا سنرى تلك الحلقة من التخوين والتخوين الآخر!!

قد يعجبك ايضا