حكايا بصرية 


آنسل آدامز
-1-
ü الفنان محمد سعيد نعمان العبسي
وما إن تصل إلى رابع الرباعي.. حتى تكون تلقائيا قد حددت اتجاهه الإبداعي »مصور فوتو غرافي« لذلك من المؤكد .. لن تنتظر مكافأة أو جائزة من أي نوع كانت..لأنك كغيرك تدرك مسبقا أن »العبسي« اسم شهرة لا يدل ولا يؤدي ولا يشير إلا إلى منتهى واحد لا غير فن الرسم بالضوء« وما ذاك إلا لعوامل كثر منها مثلا: تصدر أبناء الأعبوس قائمة الاشتغال بالتصوير الفوتوغرافي سواء كعمل مهني أو احتراف فني..!!
لكن ما السبب¿ لم هؤلاء بالذات في هذا المجال بعينه..!!
مصادفة..¿! لا عشق الفن الضوئي..!!¿ ربما.
وقبل انفجار فضول ما يتساءل عن مسببات هذا الهيام المحدد.. ثمة إجابة واحدة كاملة نهائية تنبثق من مسيرة هذا الفن المدهش.. والذي ارتبط بالأعبوس التي انجبت العبقري الأول.. رائد التصوير الفوتوغرافي في اليمن..¿!
– محمد سعمان نعمان مواليد 1942م
– 2 –
»لدي أحد عشر ولدا.. منهم أربعة ذكور  وسبع إناث وللأسف هنا شذت القاعدة »ابن الوز عوام« أربعة دكاترة طب واثنان في مجال الفندقة والسياحة.. واثنان في التجارة… وواحد خريج ثانوية – حاليا يدرس في ماليزيا – ولا أنكر أني حاولت معهم كثيرا حتى يئست مثلا إبني ياسر هو الآن في سويسرا مدير لشركة »كوني انترناشيونال« السياحية  ظل معي فترة في الاستديو إلى أن قال : هذا لا يناسبني أخذته إلى إيطاليا وهناك درس وتخصص حتى التحق بمجاله..
– بدأ مشوار الفوتو غرافيا عام 1963م إثر تخرجه من الثانوية العامة.
– أصبح رساما بالضوء منذ أول لقطة وقعها لوالده وهو بين يدي ربه خاشعا يصلي.. »أدهشتني هذه اللقطة وقمت بتكبيرها وبدأ حينها حبي للتصوير الفوتو غرافي.. وللأسف لا أمتلك هذه الصورة ولا النيجاتيف«..
– في ذات العام 1963م وبعد فترة وجيزة على تلك اللقطة اللامنسية استجاب القدر لتطلعات الفتى محمد سعيد.. حيث جاءت فرصة للالتحاق بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.. كانت تضم مجموعة من مخرجي السينما وخبراء التصوير الفوتوغرافي.. وتتلمذت على أيديهم أربعة أعوام كنت أيامها قد تخرجت من الثانوية العامة نهاية عام 1963م بعدها حولوني إلى وزارة الإعلام في الصومال كمصور فوتو غرافي محترف ومتخصص في المجال الدعائي.. بعد عامين التحقت بالرئاسة وكنت المصور الرسمي للرئيس الصومالي.. وفي عام 1967م انتظمت في كورس لمدة ستة أشهر في بريطانيا ودخلت المجال السينمائي وعملت مصورا سينمائيا للأفلام الوثائقية.
وقد قمت بتصوير عدد لا بأس به من هذه النوعية في الصومال.. وفي عام 1976م عدت للوطن وبدأت العمل في مجالي الخاص للمناظر والمواقع اليمنية وفي المجالات الدعائية والتقاويم السنوية.«
– في العام 1982م بجامعة صنعاء أقام الفنان محمد سعيد نعمان معرضه الشخصي الأول »المدن اليمنية بين الأمس واليوم« وكان برعاية وزارة البلديات والإسكان وقد افتتحه د. عبدالعزيز المقالح..
– له مشاركات عربية ودولية واسعة.. سواء على مستوى الفوتوغرافيا أو السينما الوثائقية وكما أي مبدع آخر.. للفنان محمد سعيد نعمان »لو« خاصة به.. بعيدة تماما عن الفوتوغرافيا تأملوا مقالته هذه: »لو لم أكن مصورا فوتوغرافيا لكنت معلما في مدرسة أساسية.. هذه هي المهنة التي ظللت فترة من حياتي أحلم بتحقيقها ولا شيء أجمل من أن يحييني تلاميذي وأنا أسير في شارع ما ويشيروا نحوي مبتسمين بامتنان استاذنا.. هذا هو أستاذنا..«
– 3 –
الفنان محمد سعيد نعمان.. عندما تزوره في مكتبه:»جاليري أرض الجنتين« من المؤكد أنك بمجرد تخطي عتبته.. ستأخذ وقتا طويلا قبل أن تتدارك نفسك وتجلس تجاهه على أحد الكراسي.. أو بالأحرى سيأخذك شيء لم تكن تتوقعه.. أحاط بك إحاطة السوار بالمعصم.. وانهل عليك بغزارة وابل كله خيال ساحر.. متحف التاريخ الحي صنعاء القديمة.. غابة من أشجار دم الأخوين في جزيرة  سقطري.. جسر شهارة.. قلعة صيرة.. شبام حضرموت مانهاتن الصحراء وأول ناطحات السحاب في العالم.. محمية عتمة جبل صبر.. الحديدة عروس البحر الأحمر.. مدرجات زراعية في إب.. شواطئ حوف.. دار الحجر.
إنها لقطات الفنان سعيد نعمان الفوتوغرافية التي تنداح عابقة بالجمال على طول وعرض جدران الجاليري.. منارة جامع المحضار بتريم حضرموت أقواس قزح تتغامز مؤطرة شبابيك بيوت صعدة الطينية .. قبر النبي هود عليه السلام.. جمل المعصرة.. قرى معلقة بذرى الجبال.. قطع آثارية من متاحف يمنية.. أزياء تقليدية.. الجنبية العقيق اليماني بوابات وأسوار.. طيور مهاجرة أو مستوطنة.. أشجار.. نباتات.. غيول وأنهار ووو… وأينما يممت دهشتك سيملأك الفضول مجددا تلتهم المتتابع المسرود في الأركان والزوايا … وعن يمينك وإلى شمالك.. وأنت بوعي أو بدون وعي منساق لحيرتك اللاظية فيك… تريد الفوز في المسابقة السرية التي وجدت نفسك من تلقاء

قد يعجبك ايضا