حكومة وفاق أم حكومة إنقاذ
ناجي عبدالله الحرازي
ناجي عبدالله الحرازي
أتيح للعبد لله أن يكون واحد من مئات المغتربين اليمنيين الذين توافدوا قبل أيام إلى قاعة نادي ضباط الشرطة في أبوظبي للقاء الأخ الأستاذ أو العم محمد سالم باسندوه رئيس مجلس وزراء حكومة الوفاق ( أو حكومة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة إذا صح التعبير) وبمن رافقه من أعضا الحكومة (الفدائيين – كما وصفهم باسندوه- ) إضافة إلى سفير اليمن لدى دولة الإمارات العربية المتحدة المهندس عبدالله الدفعي
والحقيقة أنني توقعت من الزميل موفد وكالة أنباء سبأ ومن معه من الإعلاميين اليمنيين ألذي كلفوا من قبل وسائل إعلامنا الحكومية بتغطية أخبار جولة باسندوه ومرافقيه الخليجية أن ينقلوا ما دار خلال ذلك اللقاء بالصوت والصوره وأن لا يكتفوا بصياغة خبر رسمي – معتمد – كما جرت العادة خلال الفترة الماضية .
فاللقاء كان لقاء صراحة ووضوح وإعلان برأة ذمة من أخطاء الماضي وسلبياته – لكنهم – أي الزملاء الإعلاميين – كما يبدو لي لم يتجرأوا على التحرر من عبء أو تقليد الخبر الرسمي المعتمد وبالتالي نقل تفاصيل مادار وكأنهم مايزالوا يعانون من تراث السنوات الماضية المؤلم الذي حول الإعلام الرسمي وحولنا – معشر العاملين أو الموظفين لدى وسائل الإعلام الحكومية- إلى مجرد أبواق تردد ما يطلب منها ولاعلاقة لما تنقله بكثير من حقائق الواقع وبما يجب أن يقال للجمهور اليمني وبرسالة الإعلام المهنية..
هذا التراث الذي يجب أن يتخلص منه الإعلام الرسمي وأن ننفض غباره عنا وعن الجيل الجديد من الصحافيين والإعلاميين – الرسميين – الذين يجب أن يدركوا أنهم موظفين لدى الشعب أو الدولة التي تدفع لهم رواتبهم وليسوا مجرد أدوات بيد الحاكم أو أو هذا الحزب الحاكم أو ذلك الذي يرغب في تسخيرهم لصالح سياسته وتحويلهم إلى أدوات من أدواته الحزبية وكأنه هو الذي يدفع مرتباتهم من أمواله الخاصة .
في لقاء أبو ظبي الذي تم بعد لقاءات مماثلة في الرياض والكويت والمنامه – كما فهمنا من العم باسندوه وأعضاء حكومته الفدائيين – طرحت مشاكل المغتربين وهمومهم وجرى الحديث عن ما ستحاول حكومة الوفاق (الإنقاذ) القيام به من أجلهم وعن ما حصل عليه الوفد من وعود بشأن مستقبل التعاون بين اليمن والدول التي إستقبلت هذا الوفد رفيع المستوى .
لكن ما سمعناه من باسندوه ومن بعض الوزراء الذين تحدثوا خلال اللقاء – بما فيهم وزير يفترض أنه يمثل المؤتمر الشعبي العام – وما أثلج صدورنا حقا وجعلنا نصفق مرارا وتكرارا ونحن نستبشر بالمستقبل هو إعلان البرأة من أخطاء ولبيات الماضي و إقرار أن بلادنا عانت ولازالت تعاني من مشاكل جمه بسبب سوء الإدارة والفساد الذين كانا أحد المحركات الرئيسية للإحتجاجات التي شهدتها بلادنا ضمن ما عرف ب”بريع العرب” والتي التقت بالبلاد إلى أتون أزمة بشعة وكبدتها خسائر بشرية ومادية هائلة.. حتى أن أحد أعضا الوفد وهو وزير مؤتمري – كان حتى وقت غير بعيد من رموز المعارضة اليمينة في الخارج قبل أن يعود إلى بلاده ويعلن إنضمامه إلى المؤتمر الشعب العام – وصف حكومات السنوات الماضية بأنها كانت تدير الفوضى ليس الا!!
سمعنا من باسندوه ومن بعض أعضاء حكومته الذين رافقوه خلال الجولة الخليجية حديثا أشبه بالإعتراف بأن الإقتصاد اليمني بات على حافة الهاوية وأن أوضاع اليمن الإقتصادية صعبة جدا وتتطلب معجزة
وسمعنا أيضا أننا إذا لم نساعد أنفسنا ونتخلص من مشاكلنا المزمنه التي نعرفها جيدا فإن العالم لن يساعدنا أو يقف إلى جوارنا
إذا فهذه الحكومة هي بالفعل “حكومة إنقاذ ” يجب علينا جميعا أن ندعمها ونشد على أيد أعضائها لعلها تنقذ البلاد والعباد من حالنا المؤلم وتمضي بنا إلى مستقبل أفضل .. بعيدا عن المجاملات أو النفاق أو محاولة ذر الرماد علي العيون أو القول أنه ليس بالإمكان أبدع مما كان .. وعلى الجميع أن يتحملوا مسئولياتهم إذا ما أرداوا أن يكون الغد أفضل من الحاضر وأقل مشاكل من الماضي