اليمن وتركيا.. تحريك مكامن القوة في بنية العلاقات الراسخة 

حسن اللوزي


حسن اللوزي

حسن اللوزي >

{ لقد أثمرت الزيارات الرسمية التاريخية المهمة لفخامة الأخ عبدالله غل رئيس الجمهورية التركية لبلادنا تلبية لدعوة من أخيه فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية نتائج إيجابية رائعة بكل ما يعنيه هذا الوصف والتحديد وجددت إيقاد الجذوة الحية التي لم تنطفئ في جوهر بنيتها العقيدية والتاريخية وشواهد عطائها العظيم والخالد في التاريخ المشترك على امتداد أربعة قرون إبان الخلافة الإسلامية العثمانية وإن خبت أضواؤها وتفاعلاتها لفترة طويلة من الزمن بفعل ظروف وعوامل راوحت بها بعيدا عن ميادين التواصل والتعاون خلافا لما تحقق في صور بالغة الأهمية على الصعيد العربي – التركي.

وبرغم أن الخلافة العثمانية وحتى الرمق الأخير للرجل المريض كما أطلق عليه حقدا ونكاية وتربصا من قبل الدول الاستعمارية الطامعة على مشارف القرن المنصرم وتقاسم تلك الدول لما أسموه التركة في الوطن العربي الجريح إلا أن تركيا ظلت قوة حية صامدة في مواجهة تلك التحديات العصيبة ووجدت لها طريقا اعتبرتها جديدة للخلاص من براثن السقوط والاستسلام في نهاية الحرب العالمية الثانية وسارت فيه بكل ما اعتوره من مخاطر واحتمالات أدخلت الوجل في قلوب كل المسلمين والعرب منهم بصورة خاصة خشية الانبتات عن وجودها في قلب العالم الإسلامي حينذاك!!

والناظر لتركيا اليوم يجدها بالفعل دولة إسلامية قوية البنيان مزدهرة الاقتصاد راسخة المكانة والتأثير وقد امتلكت كل أسباب النهضة العصرية الجديدة وحققت سياساتها الخارجية تطورات بالغة الأهمية خاصة على النطاق الإسلامي والعربي من خلال دور متميز اضطلعت به عبر منظمة المؤتمر الإسلامي وفي مواقفها المبدئية الصارمة تجاه القضايا العربية والإسلامية كما تجلى في العقود الأخيرة وهي تسعى بجدية ملحوظة وإخلاص مشهود لأن تأخذ علاقاتها مع الأقطار العربية كل ما تستحقه من الاهتمام وما تفترضه من الحركة والتفعيل في كافة مجالات التعاون.

وفي هذا الصدد استطاعت أن تحقق العلاقات اليمنية – التركية وثبات عملية هامة خلال العقود الثلاثة الماضية خاصة بعد الزيارة التاريخية المتميزة التي قام بها فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية للجمهورية التركية وبفضلها دارت حركة التفاهم والتواصل بين البلدين الشقيقين وشهدت العلاقات الثنائية فتحا جديدا للأبواب التي ظلت مواربة بدون قصد وأطلقت النبض في شرايين العلاقات التجارية والاقتصادية والدبلوماسية أهمها الرفع من مستوى العلاقات السياسية إلى مرتبة السفارات في كل من صنعاء وأنقرة وهي الخطوات التي كشفت عن العديد من المقومات الجوهرية التي يمتلكها البلدان لتعزيز العلاقات الثنائية والوصول بها إلى المستويات العالية التي تخدم المصلحة المشتركة للبلدين الشقيقين ولتكون واحدة من عناصر القوة الاستراتيجية في العلاقات العربية – التركية في بعدها القومي العربي والتركي خاصة «وأن هناك ميراثا حضاريا كبيرا ومتعددا في الشواهد التاريخية على الأرض اليمنية والتركية التي تمثل أساسا قويا لرفع صروح البناء الجديد على قاعدة منها وتوثيق الصلات التي ظلت قوية وراسخة في الوجدان المشترك» ونجد لها اليوم تأثيراتها الملموسة في كل ما شهده اليومان الماضيان من اللقاءات والمباحثات والنشاطات التي اشتمل عليها البرنامج الحافل لزيارة فخامة الرئيس التركي وكل النتائج المباركة التي تحققت في المباحثات اليمنية – التركية بزعامة الرئيسين لتفصح بجلاء عن الحقائق الجديدة المعبöرة عن الإرادة القيادية العليا القوية لفخامة الأخوين الرئيس علي عبدالله صالح والرئيس عبدالله غل المتوجهة للارتقاء بالعلاقات اليمنية – التركية إلى المستوى الرفيع والأكبر الذي يطمح الجانبان للوصول إليه في أقرب مسافة زمنية ممكنة وبتبني مشاريع الشراكة الإنمائية العملاقة والاستثمارات الاستراتيجية الكبيرة خاصة في مجالات الطاقة الكهربائية والنفط والصناعات التعدينية بداية من نقطة تعميق روح الفهم والتفاهم وتصحيح مسار حركة التعاون الثنائية لتكون من عناصر قوة الحاضر المشترك واستثمار مكامن القوة الحية المتجذرة في بنية العلاقات اليمنية – التركية عقيديا وتاريخيا وقد صارت بالفعل توجهات معلنة بالنسبة للحاضر والمستقبل خاصة وأنها جاءت مدروسة بدقة متكاملة لكل المعطيات وحقيقة الجدوى الماثلة في الواقع المعاش والتزاما واثقا بنهج الحرية الاقتصادية وحرية التجارة والاستثمار التي هي جوهر في منهج النظام الديمقراطي الشامل في البلدين الشقيقين والذي صار يعطي للقطاع الخاص دورا رياديا في كافة المجالات الاقتصادية والإنمائية.

ولا شك أن تكون وفد رجال المال والأعمال المرافق لفخامة الرئيس الترك

قد يعجبك ايضا