السمك.. والصبر!! 

عبدالله حزام



عبدالله حزام

بعيدا عمن يصابون بالحساسية من السمك وقريبا من هيئة أركان العابثين بالبحر شعرت برغبة جامحة لفهم (لغز) ارتفاع أسعار الأسماك في رمضان تحديدا وجنبها رغبة أكثر جموحا للوصول إلى تفسير لمعرفة شحة السمك في معاقله الرئيسية – أسواق المدن الساحلية – خصوصا (التونة)!!..
وخذوا مثلا جاهزا وطازجا أسواق حضرموت المصدر الأول له التي استهلت الشهر الكريم بعزف مقطوعة الحرمان من سمك التونا (الثمد) وفي المقابل شاركتها بقية الأسواق في الساحل والجبل ذات الأسى بأنغام ياسامعين الصوت ردوا عليا…ولا مجيب!!
وللأمانة كي نعرف أكثر فنحن قوم نعلم أخطاءنا كيف تفعل بنا فيما الآخرون يتعلمون من أخطائهم..!هذا شيء والآخر لاحظوا أن ما يجري في أسواق المدن الساحلية يتضاعف في عواصم المدن مرات ومرات وزيارة واحدة إلى سوق البليلي بأمانة العاصمة لشراء كيلو ديرك أو جنبري ممتاز قبل أن يدخل صناديق التصدير فيه الإشارة التي تغني اللبيب عن العبارة..!
لم نحل اللغز بعد لكني بعد زيارات متكررة لأسواق السمك المتوافرة في أمانة العاصمة خلصت إلى تناقض بيني وبين السيدة “الحكومة”رسخ لدي إيمان بعدم صوابية “ست الكل “في قضية التصدير بطريقته الحالية ومن هنا بدأت خيوط حل لغز ارتفاع الأسعار تظهر.. وأتمنى لو تسألوا على الملأ وتقولون كيف ¿
طبعا قبلها لن أحجب عنكم أني كنت عضوا في رابطة مشجعي التصدير من أجل العملة الصعبة التي سارت قبل أيام صعبة المنال بفعل مضاربات قليلي الخير..الذين يتعاملون مع الوطن كجازع طريق!!!!
أما جواب كيف الاستفهامية السابقة فلا يسر عدوا ولا حبيبا إذا ما عرفنا أن دولا قريبة وبعيدة منا تأخذ 50% من السمك المحلي من كل السواحل اليمنية وتشتريها عبر وكلاء وتجار يمنيين وبالريال اليمني¿! من (الحراجات) وعلى طريقة “ياحراجاه يارواجاه” مما جعلها تتحكم برفع السعر في السوق المحلية وجني أرباح بسرعة الصوت..
وطبعا لا يهمهم أن “تطلع البلد من مولد العملة الصعبة بلا حمص” “ويزيد الطين بله” قيام بعض مصانع ومعامل تصنيع وتعليب الأسماك في البلد بشراء كميات كبيرة من الأسماك من هذه (الحراجات)!!مما يتسبب بارتفاع أسعارها فيجد المواطن نفسه خارج لعبة الحراج وليس أمامه سوى التأسي بحكمة: إن غلا اللحم فالصبر رخيص!!
ووسط هرج ومرج حراجات تصدير الأسماك بالعملة المحلية لا يفيد ترديد أوراد من نوع :الأسماك المورد الثاني بعد النفط لأننا حفظنا هذا الكلام عن ظهر قلب ومشكلتنا ليست في قسوة الحلول اللازمة بل في إدراك أن هناك مشاكل لابد من حلها .
أيضا ليس التصدير العشوائي هو كل المشكلة بل والسباق الماراثوني على مياهنا الإقليمية من قوارب الاصطياد الأجنبية التي تشبه البوارج الحربية وكذا المحلية التابعة لأصحاب (العيار الثقيل) المرخصة وغير المرخصة التي تصطاد بشكل جائر من خلال جرف البيئة البحرية وتدمير الشعب المرجانية بالتفجير المحرم دوليا ..يضاف إلى تلك المصائب التلوث البحري..
وأمام هكذا حال يستدعي الوضع النموذجي سياجا تشريعيا وتطبيقا صارما له يمنع الاصطياد العشوائي وقرصنة سفن الصيد الأجنبية بالشكل الحالي حتى لا يتحول البحر إلى صحراء مائية خالية من أي حياة ونجد أنفسنا نتسول سمكا من أمريكا اللاتينية ونحن أصحاب شريط ساحلي بطول أكثر من 2000 كيلومتر يحوي350 نوعا من الأسماك والأحياء البحرية الأخرى.
وليس ثمة مبالغة في القول: أننا أمام حاجة فيزيائية للجسم وليست للترفيه وإلا كيف أصبح السمك مصدرا رئيسيا للبروتين لأكثر من بليون ونصف من سكان العالم ومساعدا لنمو ذاكرة الإنسان.
وللفائدة أعلن فورا عن نتائج دراسة علمية يمنية أصل وفصل أثبتت أن مستوى الذكاء على مستوى مدارس محافظات الجمهورية لدى أطفال المدن والقرى المتواجدة على الشريط الساحلي تصل إلى 75% أي أكثر بـ25% عن أبناء المحافظات البعيدة عن المناطق الساحلية!!…
واللهم لاتكلنا إلى جشع تجار البر والبحر واقشع عنا من أجل ذكاء فلذات الأكباد موجة غلاء أسعار الأسماك والسلع الأخرى التي يصر بعض التجار على إبقائها في خانة الغلاء رغم هبوط سعر الدولار وأخواته من العملات الأجنبية.. آمييييييييييين .!!
 

قد يعجبك ايضا