عام دراسي.. مبارك
عبدالله حزام
عبدالله حزام
على ذمة التقويم التربوي أعلن السبت الماضي عن بدء الدراسة في المدارس لكن ساعات الطلبة وأولياء أمورهم البيولوجية التي تتفق غالبا مع دورة الليل والنهار وتعاقب الفصول وحتى دورة المد والجزر, لم تعمل طوال الأسبوع الأول من الدراسة وتناغمت مع الساعات ذاتها للمدرسين التي أكملت سبلة العيد ودخلت أجواء سبلة بدء الدراسة أخت سبلة العيد لزم وحتى إشعار غير محدد..!!
ومن باب الأخذ بالأسباب وعطفا على خبر قنبلة هو نتائج دراسة بريطانية تقول: أن المواطن اليمني احتل المرتبة الخامسة عربيا من حيث السعادة ضمن استطلاع بريطاني حول العالم شمل 143 دولة! وددت لو أن طلابنا ومدرسينا احتلوا تلك المرتبة لأنهم يحترمون الوقت ويحترمون العلم والمدرسة وتقويمها التربوي الذي ربما لم يطمثه لدينا لا انس ولا جان ولانعرف منه إلا موعد بدء الدراسة في إعلانات التلفزيون والصحف ..مع أن الحكمة البسيطة تقضي وضع التقويم المذكور نهاية الكتاب المدرسي وكفى الله المدرسين والطلبة شر التململ وهجر المدارس!..
ولا أظن الدكتور عبدالسلام الجوفي وزير التربية والتعليم بتصريحه الأخير بأنه سيتم فصل أي مدرس يتغيب عن عمله أكثرمن15يوما إلا مستوعبا لما يجري على الواقع من تململ في بعض المدارس التي لازالت غارقة حتى اليوم في بحر التسجيل الذي بدأ في رمضان وانتهى موعده..ولذات الأسباب التي من شاكلة يمدد أبو حنيفة ولا يبالي..!
لكن مبعث القلق هو تحول أمر عدم انضباط المدارس إلى حدث روتيني يمر عليه الآباء وقبلهم الرقابة والتوجيه التربوي مرور الكرام دون أن تجند له جنود الرقابة لفسخ الاتفاق الضمني بين الطلبة والمدرسين الذي يعطل بدء الدراسة في المدارس..
والأمر قد زاد عن حده فمشاهد التململ من المدرسة ستجدها طازجة يوميا في البيت والحارة فالكثير من الطلبة وحتى في عقر المدارس الأهلية قد أرخوا على أكتافهم قميص الزي المدرسي وبعضهم ظل محتفظا بهندام العيد طوال الأسبوع الأول مما أعطى مؤشرا على عدم انضباط الدراسة بالإضافة إلى مؤشرات أخرى جعلتني أفكر في جدوى ما أدفعه من ورق بنكنوت للمدرسة الخاصة!!
فقد حكى لي الأقارب والأباعد من الطلبة أن بعض الفصول الدراسية لم يتجاوز فيها عدد الحضور أصابع اليد ولم يجد المعلمون ما يقولونه سوى تأجيل الخوض في المنهج حتى يكتمل النصاب على الأقل وظلوا يلوكون حصص المراجعة إلى ماشاء الله!!
والحقيقة على الأرض تقول أن ما يجري بداية كل عام دراسي ويستمر متقطعا على مدار العام في كثير من المدارس عبر عادة الهروب من الحصص الدراسية إما قفزا من فوق السور أو بمغافلة (بودي جارد ) البوابة إلى مقاهي الانترنت المفخخة بكل ما يعطب الفكر والعقل دون البدء بإجراءات معالجة هذه الظواهر يضعنا أمام معضلة عدم استقامة الظل والعود أعوج إلى موعد “ولوج الجمل في سم الخياط”!!!
وبأمانة وبمسئولية هل يستطيع أحدنا أن يخوض جدالا في قضية أسباب ضعف التعليم لدينا..أو لماذا نحتل مؤخرة الترتيب فيما يخص التعليم ويخرج منتصرا لصالح الواقع بالمقارنة مع بقية الشرق أو كل الغرب..بالمؤكد مستحيل !..مادمنا لانحترم العلم والالتزام بمواعيده! ويزداد ألمنا أكثر عندما يتذكر بعضنا أيام الزمن الجميل الذي كنا فيه رواد الحضارة في العالم!
وفي الموضوع ذاته أقول :”الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها” وأتمنى لو تفكروا معي في الآتي :دراسة إسرائيل تنفيذ مشروع جديد يجعل من الدراسات العربية مادة إلزامية
في المدارس الحكومية ….بينما نحن نتقن فن الهروب من المدرسة ..وقصور الطلبة لدينا في القراءة والكتابة يفضحه الطلب من أحدهم كتابة تقديم إلى جهة ما – أو- رسالة¿!
وبالمناسبة اسم المشروع الإسرائيلي السالف “ياسلام” أما نحن فيا سلام على تمادينا في الغفلة وهدرنا للوقت وعدم انضباط الدراسة في مدارسنا.. وبحجر الله لا أحد يقول مرة ثانية: التعليم لدينا حجر الزاوية لأنه بالشكل الحالي لاحجر زاوية ولاهم يحزنون¿!
أقول هذا على مسئوليتي ومسئولية ما يجري على الواقع ولن نراهن كثيرا على المنح والدعم الأجنبي لمعالجة ترديات الواقع”لأن الشبعان يفت للجائع فتا بطيئا”والرهان الحقيقي يجب أن يكون على دورنا نحن في إصلاح ما أفسدته أيدينا..وحينها سنقول ياسلام لأننا استطعنا.!