قولوا ماشئتم: أهداف الثورة تتحقق! 

عبدالله حزام

عبدالله حزام

ليس من باب التهكم القول أن أي جاحد لعطاءات الثورة والوحدة يحتاج اليوم إلى إعادة فرمته قيمية أوشحنه ببطارية ثورة الأمس لتحرير عقله من ظلاله القديم المضبوط على ساعة العهدالسلاطيني وزئير الحيوانات المفترسة المتربصة بالبشر خارج أسوار باب اليمن حينها.. !! وثنيه عن ترديد قول الزور: الثورة لم تحقق أهدافها¿!
ما أشبه الماضي بالحاضر في وعي (هؤلاء) البشر الذين تجدهم يستمرأون القفز على الواقع وكل مايجافي الحقائق الموضوعية..لاحظوا فقط كم «يفتئتون» على الثورة وأهدافها ظلما وعدوانا رغم كل ما يحصدونه من منافع (خاصة)¿.. ومع ذلك يتحولون إلى لسان حال للماضي بتشظياته وموروثاته البغيضة .. يحدث هذا في زمن الخيال العلمي!!
المضحك والمبكي في آن (قöفالة) هؤلاء واستعصائهم على فهم حقائق بات الصغار الذين تعلموا في مدارس الثورة يفقهونها ويمكن أن يسمöعوهم شيئا منها بصيغة: هل تعلم يابابا أن عدد المدارس في اليمن قبل الثورة لم يتجاوز الثلاث واليوم تزيد عن 16 ألف مدرسة¿!!وهذه حقيقة تكفي.. ومن خلالها ندعو هؤلاء إلى إعادة قراءة أهداف الثورة من جديد لتحديث ذاكرتهم الصدئة!!
إنه حال تلخصه حكاية السفسطة القديمة الجديدة التي يمتطي البعض صهوة هذيانها بين وقت وآخر وحسب الطلب ويحيلها الزمن وإرادة الجماهير كالعادة إلى ركن النتوءات التي انقلبت على أعقابها وفي مقدمتها المشاريع الارتدادية الصغيرة التي رافقت عقود الثورة الخمسة بمافيها عقدا الوحدة ولازالت تغني حروفها بدون إيقاع.
والأحرى القول :أن مشكلة هذه الجوقة العضال هي في عدم استيعابها لمضمون الحكمة التي تقول:”مجاهدة الأهواء كمجاهدة الأعداء” وبقاؤها في (ديمة) طبخ المشاريع الصغيرة تارة على نار الفيدرالية مفتاح الانفصال وأخرى على أطباق صدئة بنكهة وثائق غارقة في الخيال اليوتوبي.. ولا أكثر من غاية التكسب من ورائها أيا كانت الوسيلة..وطزفي كل القيم والثوابت وهذا مالا يحتاج مشاهدته إلى عدسات لأصقة لأن الصحف والفضائيات تقوم بالمهمة على أكمل وجه من خلال ديناصورات الكلام من أجل الكلام!!
وبمنطق القوانين الموضوعية التي تضبط حركة التفكيرلافرق بين متنطع أعمى البصيرة يوجه سهامه إلى الثورة والوحدة كثوابت وطنية على وقع ترهات مقيل سياسي أو ماشابه ..أو قاطع طريق بأسلوب قراصنة الـ «ديجيد» أشهر قطاع طرق البر والبحر في أوروبا الشرقية في روايات الخيال خلال عصور الظلمة أو فاسد من أي عيار يتحول إلى منشار كهربائي في فساده الذي يطال البر والبحر..أو لابسا لعباءة الشوفينية أو الرجعية ..!
لافرق بين هؤلاء جميعا لأنها مساوئ تتقاطع عند مربع الإساءة لقيم الثورة والوحدة ومنجزاتها التي لاتخطئها عين منصفة.
وجدير بالإشارة ..تنبيه الأجيال إلى هذا التواطؤ المتواتر على الثورة والوحدة ..وترسيخ فكرة ثبات واحدية الثورة اليمنية في أذهانهم وان الوحدة هدف مركزي في فكر وأهداف الثورة.. وان نسبة تحقق الأهداف اقتربت من الـ80% والتي يثبت الواقع أنها ليست حالة جامدة ولامعجزة خارقة للعادة..لانها لوكانت معجزة لما تحققت الوحدة ولوكانت معجزة لما تحقق التحام الجماهير لطرد المستعمر ودفن مشروع “الجنوب العربي” الذي أراده الاستعمار وركائزه السلاطينية هوية بديلة عن الهوية اليمنية للجنوب المحتل ولما انتهى الحكم الإمامي في الشمال ولو كانت معجزة لما تحاور الناس بالكلمة بدلا عن البندقية كما اليوم..ولما تحققت تعددية واقتصاد وطرقات ومدارس وجامعات ونفط وصحة وقوات مسلحة ووووو..لكنها تحققت لأنها إرادة جمعية للانعتاق من الظلم والطغيان.
وبمنطق العقل أقول: كفوا عن رؤية الأمور بالعدسات المقعرة لأن اليمن أزالت قدرا كبيرا من ركام 1300سنة خلال 48عاما..وأصبحت تنفذ برامج واستراتيجيات تتضمن عشرات ومئات الأهداف التي لم تعد ستة فقط..والأفعال أبلغ من الأقوال.
ومع ذلك قولوا ماشئتم..لكن ثقوا بأن أصواتكم مجرد صدى لايمكن الا للسماعات الصناعية التقاطها!!