اليمنيون نجوم 2011م
محمد حسين النظاري
محمد حسين النظاري
محمد حسين النظاري
من منا لا يريد لليمن أن يصبح أهلها نجوما فهي مهد الحضارات وأصل العرب ومنبعهم الأول وهي قبلة العلماء ومقصد الشعراء وبيت الفن الأصيل إن قلت شعرا فاليمنيون في سطوره أو نثرا فهم بين ثناياه ولو كان غناء فهم أوتار كل عود وقانون هكذا علم اليمنيون العالم مختلف فنون العلم والفن والمعرفة.
ولأنها كذلك فلا عجب أن ينال أبناؤها الواحد تلو الآخر جائزة نجم الخليج في الغناء للعام 2011م والتي حصل عليها الشاب نجيب المقبلي في المسابقة التي دارت بالعاصمة اللبنانية بيروت والتي نظمتها قناة دبي وسط مشاركة محتدمة توجها الفن اليمني من خلال نجيب الذي أجبر شركة روتانا على التعاقد معه حتى قبل أن تعلن النتيجة.
إذا لم نعد نتحسر على ما مضى ولسنا نغني على الأطلال فبريق الفن اليمني الذي خفت لسنوات بسبب أخذ الأشقاء منه ونسبه إليهم من جهة وبين تقاعس الدولة عبر الجهات المختصة في الحفاظ على هذا الموروث الكبير الذي استفاد منه الغير فيا ضيعناه نحن وللأسف الشديد حتى جاء في العام الماضي الشاب فؤاد عبد الواحد ليفتح طريق النجومية وليلتحق به ابن أستاذنا وحكمنا الكبير الأستاذ محمد المقبلي الذي له فضل بعد الله علينا وكما كان المقبلي الأب قبلة في الرياضة ها هو المقبلي الابن يسيرعلى نفس الدرب ليكون قبلة الفن القادم.
ومن بيروت نطير إلى أوسلو النرويجية لنطلع على تكريم يمني آخر وهذه المرة لأخت الرجل وشريكته في الحياة إنه التكريم الذي حازت من خلاله بنت اليمن توكل عبد السلام كرمان على جائزة نوبل للسلام للعام 2011م وتكريمها جاء كأول عربية ومسلمة تنال هذه الجائزة تقديرا لما حظيت به المرأة اليمنية خلال الثلاثة العقود الماضية والتي أولت القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبد الله صالح فأصبحت المرأة تتبوأ مناصب لم يكن يتخيل في يوم من الأيام أن تحوز عليها المرأة في مجتمع كان يوصف بالمنغلق فيما يتعلق بحقوق المرأة حتى غدت اليوم تنافس أخاها الرجل في كل شيء وما تكريم توكل إلا دليلا على هذا والجميل في التكريم أن من عزف في الحفل الموسيقار اليمني المعروف أحمد فتحي ليكتمل التألق اليمني في النرويج.
إذا فكما كان مطلع عام 2011م خالصا للشباب الطاهر الذي خرج مطالبا بالتغيير المبني على ما تم إنجازه خلال العقود الماضية كان خاتمة العام ذاته تتويجا لجهود أولئك الشباب ولا يستطيع أن ينكر أحد الرابط بينهما فلولا شباب فبراير 2011م لما نالت توكل جائزتها ولولا تفاعل الشباب اليمني وحرصهم على التصويت لنجيب لما تمكن من التفوق على منافسيه ومن خلال هذا نستطيع أن نقول أن التغيير الذي نشهده اليوم بحكمة القيادة السياسية والشرفاء في السلطة والمعارضة أساسه الشباب الذين يجب أن يأخذوا مكانتهم الحقيقية فالعصر عصرهم طالما وهم مؤمنون بوحدة وطنهم وتواقون إلى بنائه وتعميره.
لا أعتقد أن هناك من لم يفرح لما تحقق لتوكل أو نجيب وبينهما كل يمني حاز جائزة ولم نعرف به فكل تتويج ليمني أو يمنية هو لليمنيين قاطبة ولا يمكن تجييره لفئة بعينها حتى لو كان الحائز عليها فلولا الوطن ولولا مساندة وتضحيات المواطنين لما برز أحد أبنائه في أي مجال من المجالات ولذا فإن الفضل بعد الله تعالى يعود لهذه الأرض الطيبة وناسها الطيبون.
فهنيئا لليمن بنجومها في 2011م وأيضا كل من وقع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية من سلطة ومعارضة وساندها ودعمها ليخرج اليمن من محنته هم أيضا نجوم هذا العام لأنهم أناروا سماء الوطن بنور الأمل بعد أن خيمت عليه سحابة سوداء ظلت معتمة علينا طيلة عشرة أشهر ليظهر بفضل الله وحكمة هؤلاء وهج القمر اليمني مشرقا وضاء ولنختتم بفرح عاما أطل علينا بالأحزان ولنستقبل عاما جديدا مفعما بأمل ألا تذهب دماء شهدائنا رحمة الله عليهم هدرا بل سنكافئهم بالعمل الجاد والمخلص لما فيه خير اليمن واليمنيين ودامت أيامنا كلها أفراحا وأهلنا كلهم نجوما.
باحث دكتوراه بالجزائر
mnadhary@yahoo.co