تأملات.. قضايا الناس … بالعنوان الصغير 

محمد عبدالماجد العريقي


محمد عبدالماجد العريقي

 

محمد العريقي

{ لو اطلعتم وتصفحتم ما ينشر في ثنايا وزوايا الصحف تحت عناوين صغيرة وبمساحة بسيطة أو حتى في لقطات قصيرة وتأملتم في محتوى تلك الأخبار وما تتضمنه من معلومات لأدركتم فعلا أن مثل هذه الأخبار هي التي يجب أن تسلط علهيا الأضواء وتثار بأكثر من أسلوب عبر كل قنوات الاتصال والتواصل.

إنها أخطر وأهم الأخبار ليس لها علاقة بأخبار ذلك الوزير وذلك المدير أو هذا المسؤول «دخل وخرج واستقبل وطلع ونزل وقال وأضاف وأكد… إلخ» إنها أخبار الناس وهمومهم.

قبل فترة تناقلت أخبارا عن جرف السيول بمديرية الزهرة محافظة الحديدة لعدد من الأشخاص ولم نقرأ ذلك الخبر إلا بفعل خبر المسؤول الذي صرح بأن هناك زيارات ميدانية من قبل مختصين لتلك المنطقة أما كيف جرفهم السيل¿ وما هو واقع الحدث على أسرهم¿ ولماذا تتكرر مثل هذه الحوادث¿ وماذا تعمل السلطات المحلية للحد من هذه الظاهرة¿ فلم نسمع ولم نقرأ.

مثل ذلك قرأنا عن مرض جديد ظهر بتهامة اسمه مرض «المكرفس» خبر صغير ولا نزال نراه بعين «العادي وقبل ذلك وبعده سنسمع ونقرأ أخبارا متواصلة وكالعادة بطريقة عابرة عن ضحايا لسلوكيات وتصرفات عن الجهل وانعدام التوعية وأمس قرأنا خبرا نشر في صحيفة «الثورة» لحادث اختناق بالدخان «في ذمار حصد أرواح خمسة من أسرة واحدة» لأن رب المنزل شغل الدراجة النارية داخل المنزل والباب مغلق فانتشر الدخان في كل أرجاء المنزل فنامت الأسرة ولم تفق فقد ماتوا اختناقا بثاني أكسيد الكربون ومثل ذلك يموت في صنعاء وغيرها سنويا العشرات كلما جاء الشتاء اختناقا بدخان التدفئة الصادر عن احتراق الفحم.

أما الكوارث الكبرى التي بدأنا نسمع عنها فهي حالة ارتكاب الجرائم الجماعية من قبل أفراد الأسرة بأساليب وبطرق متعددة ومتنوعة أو اعتداءات على المنازل «كما حدث في الحديدة» بعد العثور على ثلاثة من أفراد أسرة واحدة : الأب والأم والبنت مذبوحين بصورة بشعة.

وإذا أضفنا إلى ذلك حالات الغش والخداع والابتزاز التي شوهت قيمنا الأخلاقية فقد نبه مراسلنا في ذمار إلى اكتشاف زيت سيارات مغشوش والجهة المختصة مشكورة تابعت الموضوع وضبطت أكثر من متهم في القضية.

أشياء أخرى لا حصر لها تهم المواطن وتهز قيم المجتمع تسهم في تعقيدات الحياة وتفرز ضحايا وتزيد من صعوبات المواجهة والمعالجة ومع ذلك لا تنال القدر الكافي من الاهتمام في وسائل الإعلام ولا من الجهات المعنية بدراسة وتحليل أسباب هذه الظواهر وطرق التصدي لها.

قد يكون هناك قصور من وسائل الإعلام التي لا تسعى إلى التعامل مع هذه الأمور كقضايا جماهيرية فتكتفي بما يردها من أخبار – فقط – دون التركيز على إعداد حملات متتابعة من خلال نقل المشهد بمهنية واستعراض آراء وأفكار كل المعنيين بهذه القضايا ومن مختلف التخصصات والاختصاصات.

وقد يكون تكاسلا من الصحفيين الذين تعودوا على العمل المكتبي والاهتمام – فقط – بأخبار وتقارير الجهات والوجهاء حتى أن بعضهم لم يقرأ مثل هذه الأخبار الإنسانية الجماهيرية فالصحفي الناجح الذي يريد أن يبرز ويحترمه الرأي العام عليه أن يركز على قضايا الناس ويتناولها بأمانة ومصداقية فمن خلال ذلك يحترم قلم الصحفي.

قد يعجبك ايضا