المشترك وديمقراطية ستالين 

محمد أنعم


محمد أنعم

محمد انعم
بدأت أحزاب المشترك تجني حصاد بشاعة أعمالها التضليلية بطريقة تبعث على الحزن.. نعم نهاية (المحنش للحنش) فبعد سنوات من ممارسة أساليب الكذب والتضليل والمغالطات والخداع والنكوص عن العهود والاتفاقات يأتي الدور عليها.. بعد أن تجرع الشعب مرارة أفعالها.. خلال أسبوع وكما يقال: (انقلب السحر على الساحر).. فنجد نواب كتل المشترك بلعوا السم.. وصدقوا أن اتفاق فبراير هو البديل عن الشرعية الدستورية.. وهاهم يقعون وبطريقة مخزية ضحايا في حفر التضليل والكذب والمغالطات التي ظلوا يروجون لها ليل نهار.. معتقدين أن الشعب سيصدقهم.. وأن بإمكانهم عبر هذه الأساليب الرخيصة والمبتذلة الوصول إلى القصر الجمهوري دون الحاجة للانتخابات ويقولون لأنفسهم: (ببلاش.. إن سبره مره وحمار.. وإلا.. هدار في هدار).. لكنهم لم يدركوا كارثية هذه الأساليب على أعضائهم والذين أصبحوا يتعرضون لهزائم سياسية ونفسية وانتكاسات فكرية ويعانون من الهستيريا في كل مكان بعد أن اكتشف العالم- بنجاح خليجي عشرين- أن اليمن تتعرض لحملة إعلامية تضليلية حاقدة من قبل أبواق المشترك وأن كل ما ظلت تروج له غير صحيح..
قيادات المشترك لم تتنبه لهذا التطور الجديد في الرأي العام بسبب عقلياتها المتحجرة وظلت تنفخ في نفس الكير السابق وتواصل حفر الحفر الكيدية والتآمرية في محاولة للنيل من السلطة.. ولم تدرك أن (حبل الكذب قصير) كما يقول المثل.. فإصرارها على الفرعنة ورفضها التعامل بجدية ومسئولية مع القضايا الوطنية.. قد جعلها وبعقلية الطغاة تمارس الانتقام من قيادات الصف الثاني داخل أحزابها.. وتقدمهم كقرابين غير مأسوف عليهم لمذابح ترف غير مقدسة..
ولم تنحصر جغرافية حفرة المشترك في داخل قاعة البرلمان فقط.. فهاهم إعلاميون في أحزاب المشترك يحاولون وبسذاجة انتزاع موقف أمريكي يجمل قبح وغباء قرارات قيادات تلك الأحزاب.. وبابتذال مفرط يقوم إصلاحيون بمحاولة إقناع الأمريكيين أن اتفاق فبراير أصبح بديلا عن الدستور والقوانين.. وان إجراء الانتخابات أصبح انقلابا على الديمقراطية و.. و.. الخ..
الثلاثاء الماضي أكد مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان أن بلاده مع إجراء انتخابات برلمانية في موعدها المحدد .
ومن ضمن ما قاله في المؤتمر الصحفي الذي عقد في السفارة الأمريكية بصنعاء وحضره إصلاحيون: “نعلم أن لديكم انتخابات برلمانية العام المقبل وبالتالي أمام البرلمان دور مهم يلعبه ومن الأهمية بمكان أن تجرى الانتخابات وينتج عنها برلمان ذو مصداقية بالنسبة للشعب اليمني”.. يكون قادرا على التعامل مع بعض التحديات التي تواجهها البلاد.
لكن ذلك لم يرق لصحافيي المشترك فحاولوا من خلال أسئلتهم انتزاع موقف أمريكي يغطون به فشل قياداتهم دون جدوى.. فقد اعترف موقع المتشددين في حزب الإصلاح (مأرب برس) بأن مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية رفض الإجابة على أسئلتهم المتعلقة بهذا الشأن.. بحسرة قالوها: (ولم تفلح محاولة ثالثة لـ”المصدر أونلاين”) في انتزاع إجابة واضحة حول موقف الولايات المتحدة إزاء قرار المؤتمر دخول الانتخابات.
بيد أن فيلتمان جدد التأكيد: “الانتخابات هي عبارة عن تقديم اختيار للناخبين وفي الأساس يجب أن يمارس الناخبون هذا الاختيار”.
موقف كهذا جعل طالبان الإصلاح يعربون عن خيبة أملهم وسخطهم من الموقف الأمريكي وجاء ذلك بشكل واضح في موقعهم: (أما الدبلوماسي الأمريكي فيلتمان الذي يزور اليمن للمرة الثانية منذ توليه منصبه كمساعد لوزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في 18 أغسطس 2009م فتحدث أيضا عن أن اليمن قادمة على انتخابات في إبريل من العام المقبل وهو خطاب مغاير لما درجت على ترديده الولايات المتحدة طيلة العامين الماضيين بشأن موقفها من الانتخابات في اليمن).
وكالعادة عاد الإصلاحيون من السفارة الأمريكية لدفن رؤوسهم في التراب لم يتساءلوا: لماذا تزج بهم قيادات حزبهم إلى هكذا مواقف.. وجعلهم محل تندر وسخرية الآخرين..¿
لكن الأكثر حماقة من ذلك أن نواب كتل المشترك بدلا من أن يدافعوا عن الدستور والقانون ويطالبوا بمحاسبة قياداتهم التي تتحمل مسؤولية عدم تنفيذ ما جاء في اتفاق فبراير.. نجدهم يحاولون إقناع الرأي العام أن على الأغلبية البرلمانية أن تخضع للأقلية.. أهكذا الديمقراطية!! رغم أنهم لا يمثلون (20%?) من البرلمان.. كل هذه المسرحية المخجلة يجري عرضها على الملأ نهارا جهارا عبر أولئك القرابين فيما قيادات المشترك تتوارى بعيدا وتستمتع بمشاهدة نواب كتلهم يشهöرون بأنفسهم أمام الناس.. ويقومون بدور الدراويش وهم يصرخون بسذاجة مطالبين بإلغاء قرار الأغلبية البرلمانية.. فهذه هي الصورة القائمة للنشأة الديكتاتورية لنواب المشترك.. فما الفرق بينهم وبين ستالين.. بيونشت.. موسيليني.. هتلر.. وهم يحاولون إخضا

قد يعجبك ايضا