ماذا بعد التوقيع¿!
فايز البخاري
فايز البخاري
فايز البخاري
بعد حوالي ستة أشهر من المباحثات
والمداولات بين أحزاب اللقاء المشترك
وحزب المؤتمر الشعبي العام ورئيسه فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح
برعاية صادقة من الأشقاء في دول الخليج العربي وفي المقدمة بالطبع المملكة العربية السعودية
تم توقيع المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة
من قبل فخامة الرئيس وزميله المناضل عبد ربه منصور هادي
وممثلي أحزاب اللقاء المشترك?
لكن السؤال الذي يفرض نفسه اليوم هو?
ماذا بعد توقيع المبادرة الخليجية¿??
وهل ستصدق النوايا عند كل الأطراف الموقعين على تلك المبادرة وآليتها التنفيذية
أم تحصل عقبات جديدة تكون حجر عثرة في طريق تنفيذ هذه المبادرة فعليا على أرض الواقع¿?
ولنا أنú نضع بين يدي هذه الأطراف الموقعة ونكشف لها عن رغبة شعبية عارمة في تجاوز هذه الأزمة
وترحيب منقطع النظير بما تم الاتفاق عليه من قبل
كافة فئات الشعب البسيطة والمطحونة وحدها في دوامة هذه الأزمة?
لكن مقابل ذلك يوجد لدى هذه الغالبية توجس مخيف من أن تبدأ أزمة
جديدة لا يكون طرفا فيها
لا الحزب الحاكم ولا النظام برمته??ونقصد بذلك عدم توافق أحزاب اللقاء المشترك على من
يمثلونهم في حكومة الوفاق الوطني التي يجب تشكيلها عقب التوقيع
من قبل الرئيس مباشرة
من الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك حسب ما نصتú على ذلك المبادرة الخليجية?
فنحن نخشى أنú تعود الأحقاد والأضغان الموجودة والمتجذرة بين أحزاب اللقاء المشترك
لتطفو على السطح كما كانت عليه في الفترة الانتقالية
التي أعقبتú قيام دولة الوحدة عام 1990م
والتي استمرتú حتى انتخابات أبريل1993م وبقيتú جراحاتها الغائرة والواضحة لم تندمل حتى نهاية عقد التسعينيات حين بدأتú علامات التقار
تظهر بين هذه الأحزاب في مواجهة حزب المؤتمر الشعبي
العام ذي النهج الوسط والأغلبية المريحة في البرلمان?
لأن ساسة المشترك لو استدعوا ذكريات تلك الفترة وما كان بينهم حينها فإن
المبادرة الخليجية وما تم الاتفاق
عليه مع الرئيس والمؤتمر الشعبي سيكون بحكم العدم??
باعتبار أن المبادرة الخليجية منظومة متكاملة وفي حال سقط أو حدث خلل
في أي من مكوناتها فمعنى ذلك تصدعها بالكامل لأنها غير قابلة للتجزئة والاختيار
وفقا للأهواء حسب ما أكد عليه فخامة الرئيس والمؤتمر
مرارا وتكرارا وارتضته أحزاب اللقاء المشترك?
وفي الوقت نفسه يعني أنه حين يخل أحد الأطراف بما عليه تجاه هذه المبادرة
فليس من الواجب على الطرف الآخر التقيد أو الالتزام بها ولو وقع عليها بالدم بدلا من الحبر?
ومن هنا يجيء تحذيرنا بناء على المعطيات السابقة التي لم تتفق فيها
ومن خلالها أحزاب اللقاء المشترك على الكثير
من الأشياء التي كان من الواجب أنú تتفق حولها بسرعة الصوتخاصة وأنها تواجه خصما سياسيا
يملك شعبية واسعة وجماهير عريضة أهلته للانفراد بالحكم حسب قواعد
العملية الديمقراطية المنصوص عليها دستوريا
فضلا عن أن ذلك التوافق كان يصب في مصلحتها?
ومن ذلك ما حصل في عام 2008م من خلاف شديد بين أحزاب اللقاء المشترك حول أسماء من يمثلونهم في اللجنة العليا للانتخابات
بعد توافقهم مع المؤتمر وصياغة التعديلات في قانون الانتخابات بالإجماع
والذي كان ينتظر منهم للتصويت عليه
فقط الاتفاق على أسماء ممثليهم من أجل التصويت عليها وعلى
التعديلات في قانون الانتخابات بآن واحد??
ولاتزال يمين بافضل ماثلة للعيان?? أيضا من الواجب أنú لا ينسى أطراف الأزمة ومناصروهم
أن هذه المبادرة والتوقيع عليها جاءا كحل توافقيبمعنى لا غالب ولا مغلوب?
فأخشى ما أخشاه أنú ترتكب
أحزاب اللقاء المشتركوبالذات الإخوان المسلمين أية حماقة من شأنها تسميم أجواء الاتفاق كالاحتفالات الشامتة أو التصريحات
الساخرة على غرار ما حدث عقب حادث جامع
النهدينلأن ذلك سيدفع المؤتمر الشعبي العام وجماهيره الغفيرة إلى
إعادة الصاع صاعين وبالطريقة التي يرونها مناسبة
وهم قادرون على ذلك? لهذا فنحن نبارك
ونؤيد توقيع المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة??فقط نريد من الجميع الابتعاد عما يؤدي إلى الإطاحة بها
واستشعار المسئولية الملقاة على
عاتقهم