بسم الله مجراها ومرساها
عبدالله حزام
عبدالله حزام
عبدالله حزام
الحمدلله..تنفس الوطن الصعداء بتوقيع المبادرة الخليجية في الرياض الأربعاء الفائت بعد أن ظل الجميع طيلة عشرة أشهر (يكبون لاشعوب)..كما يقول أهل صنعاء!!
< وقع الرئيس علي عبدالله صالح على المبادرة وأنهى جدلا واسعا تمدد إلى الحدود غير الآمنة خلال أشهر الأزمة العجاف ليدخل اليمن اليوم مرحلة إعادة إعمارماخربته أيدي سبأ ..وكذا لم شمل مافرقته..عبر بوابة الشراكة الوطنية المفترضة التي تنطلق من منصة “اليمن أولا”.
< دخل اليمنيون بالفعل مرحلة جديدة في جو مضطرب يشهده العالم العربي..لكن الأهم من التوقيع هو تصفيد شيطان التفاصيل الذي يتصاهر على الدوام مع أعداء اليمن ..والأهم أيضا وضع النوايا الطيبة موضع التطبيق على طاولة المرحلة التي تحتاج إلى مايفوق أموال قارون كي نبني ماهدمته الأزمة ..
< كما أن استعادة تنفسنا الطبيعي لن يبدأ من إعادة ترميم البنية التحتية التي تحول بعضها إلى يباب ..أو من الطبطبة على أهل وذوي ضحايا الأزمة الذين غادرونا إلى الآخرة على عجل وساقتهم إلى الحتف إرادات انتبذت لنفسها عن حكمة اليمنيين ورقة قلوبهم ولين أفئدتهم مكانا قصيا..
< تنفسنا الطبيعي – سيبدأ حين نعلق – العمل بفن بناء الكراهية الذي أتقناه خلال أشهر الأزمة حتى غدا جدارا كجدار الفصل العنصري الذي قسم الوطن إلى شطرين وصادر منا الطمأنينة وفضيلة:”واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا..”
< لابأس فعلينا- من الآن- أن نضع آلامنا ووساوسنا القهرية جانبا ..ولا نحفل بتذكر مآسي ماحدث ولنتركه للأدباء كي يصيغونه في الياذات أدب الحرب لنقرأها للعبرة في ساعات الصفاء خالصة النية..ولو بعد حين ..
< ومن اليوم علينا أن نحمدالله ونسبحه كثيرا على نعمة الاتفاق الذي لوتأخر لتفجر الموقف عسكريا على إيقاع شبح العنف اللابث بين ثنايا المتاريس وفوهات السلاح خفيفه وثقيله..الذي صار في متناول عيال التسعة والسبعة على السواء..!
< وللعبرة ..على جميع الأطراف إعادة قراءة تأريخ الحاكميات السياسية في اليمن خلال الفترات السابقة سيجدون أن” فترات الحكم الناجح في البلد هي تلك التي تمت على أساس التوافق الوطني والمصالحة ..وما عداها كانت فاشلة لأنها اتكأت على الانقلاب والعنف الدموي” وأمثلتنا كثيرة لو أحصيناها في هذا السياق لخرجت عن حد اليوميات.
< بنبرة هادئة جدا: المعارضة اليوم أصبحت في رئاسة الحكومة وستكون أمام حال يصعب على الكافر لأنها ستتعامل مع وضع صعب..وبالمقابل على المؤتمر الشعبي العام رفد حكومة الوحدة الوطنية بالخالين من أدران الفساد..فلديه من الكوادر النزيهة والمشهود لها بالكفاءة ما يكفي لإدارة دول بعلم ونشيد.
< أما الشباب فعليهم أن يسلكوا طريق الهوينا ..لأن المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن تأكيد حقيقي لتطلعاتهم نحو التغيير ..ومراعاة لتوازنات الواقع اليمني التي هي أساس تماسكه.
< ومن هنا.. الشباب مطالب بالسير في ركب المرحلة الجديدة كي ينجو الوطن من دوامة العنف وانفجار الموقف في أي لحظة بعيدا عن الإيمان المطلق بأن الحياة كلها : كبوب إلى شعوب .. وقريبا من الحكمة التي تقول :”إن أردت أن تعيش سعيدا ..انزع الحقد من قلبك.”
< والخلاصة: البلد على شفا مجاعة .. فمن الناس من فقد وظيفته ..ومنهم من أعلن إفلاسه..وجلهم مشغولون برحلة البحث عن الخبز والزبادي ..ومنهم من باع البقرة والحمار في الفيافي والقفار من قسوة الحال.!!
< ألا يجدر بنا أن نقرأ :بسم الله مجراها ومرساها¿
< لأن العبرة بالخواتم..وقد جاء الختام مسكا ..انتصر الوطن ولم يهزم أحد من أبنائه..والمهزوم على الدوام هو المتأبط شرا بالوطن الذي يمارس العنف والقتل حتى حين يسود الوئام والاتفاق .!
دام الوطن منتصرا..يزهو بأبنائه.. في عزة وفخار.