المتاجرة بدماء الأبرياء!! 

فايز البخاري



فايز البخاري

فايز البخاري
 
ü .. المدقöق في واقع الأزمة الراهنة ومن يتابع الأمور ومجرياتöها منذ بدايتها وحتى اليوم قبل ما يقارب العشرة أشهر يجد أن المعارضة ونعني بها بالطبع تكتل أحزاب اللقاء المشترك ومن يدور في فلكöها مöن القوى الطامعة والطامحة للحكم لكن بغير الطرق المشروعةقد استنفدتú كل الخيارات المطروحة أمامها في إطار شعار(سلمية الثورة) والتي كان بإمكانها أنú تحقق لها الكثير من المكاسب فيما لو أبدتú نوعا مöن المرونة في تعاملها مع النظام ومع الحزب الحاكم وفخامة الرئيس علي عبدالله صالح نفسه الذين قدموا العديد من التنازلات ومع ذلك قوبöلتú بالرفض المطلق من قبل تلك الأحزاب التي بلغ بها الشطط إلى الحد الذي تصرöح في أحايين كثيرة أن وقت الحوار قد ولى ولم يعد مöن حل سوى الرحيل الفوري لفخامة الرئيس.. متناسين أو متجاهلين أن هذا الرئيس الذي يدعون إلى رحيله صاحب شرعية دستورية منحته إياها أغلبية شعبيةوهي من ستقف اليوم إلى جانبه دفاعا عن حقها الشرعي وحماية لاستحقاقها الدستوري.
نقول أن المعارضة استنفدتú كل ما بجعبتöها من أوراق ضغط على النظام يمكنها بواسطتها إجبارöهö على الرحيل الفوري الذي ينشدون والذي بموجبه سيحدث فراغ دستوري في رئاسة الدولة يمكöنهم من تشكيل سلطة انتقالية أو مجلس انتقالي يكونون هم على رأسه بعد أن ينقضوا بالتنكيل والأحقاد على الحزب الحاكم الذي صرحوا بضرورة حله ومصادرة أملاكه ومحاسبة رموزه.. وهذه بحد ذاتها معضلة ستؤدي إلى اختلال ميزان القوى السياسية وستدفع البلاد إلى حافة حرب أهلية يعلم الله وحده كم ستكون فاتورتها.
ولأن أحزاب اللقاء المشترك قد استنفدتú كل سهامها فهي ترى اليوم أنه لم يعدú بوسعها الضغط على هذا النظام إلا مöن خلال ورقة واحدة هي ورقة المتاجرة بالدماءوبالذات دماء الأبرياء والمستأجرين..وهي لعمري ورقة رخيصة للغاية!
ولهذا فنحن ننبöه الشباب وكل الطامحين إلى التغيير مöن مغبة الانجرار والانجراف خلف تيار الإخوان المسلمين الذي يتبنى العنف ويؤمن إيمانا عقائديا بأنه يخوض حربا مقدسة ضد نظام هو برأيه مöن أهل الكفر وإنú لم ينص على ذلك صراحةلكنه يقول أن قتلاه شهداءونحن نعلم أن الشهيد في ديننا الإسلامي هو فقط من يقتل في معركة يخوضها ضد الكفار والمشركين.. فهل حزب المؤتمر وكل قادة الدولة الذين يمثöلون النظام الداعين لإسقاطه كفرة يجب قتالهم¿!!
وهل الرئيس هذا الذي يدعون للخروج عنه وقتال أنصاره كافر وقد رأينا أنهم لم يتمكنوا منه إلا وهو واقف بين يدي الله تعالى يؤدي فرض الصلاة في بيت من بيوت الله¿¿!
إنها لاشك تناقضات عجيبة وغريبة ومريبة ومنكرةلكنها في قاموس الإخوان مöن الأشياء الشائعةفقد استمرءوا الكذب والدجل والتضليل والتدليس على الناس إلى حد أنهم لم يعودوا يستحون مöن كل تلك الأعمال المخلة التي تناقض فيها أفعالهم أقوالهم!
وإذا كانت الدماء هي الكرت المتبقي في جعبة هؤلاء الانقلابيين من أجل الضغط على النظام للتسليم لهم بكل ما يريدون فهي البداية التي ستجر البلد إلى منعطف خطير لن ينفع عنده التريث ولا التعقل ولن تسود فيه إلا لغة المدفع والبندقية..هو ما يدركه الإخوان تماما ويسعون للاتجاه بالوضع نحوه لأنه حسب رؤيتهم الحل الوحيد للوصول للسلطة واستلام زمام الحكم من أجل إقامة دولة الخلافة الراشدة بعد أنú يأسوا مöن نصرة الشعب لهم عبر صناديق الاقتراع والذي يصفونه فيما بينهم بالرعاع الذين هم أكثرية ولكنهم غثاء كغثاء السيل!!
ما يعني أنهم غير مدركين لمصلحتهم وأن الإخوان المسلمين وحدهم فقط من يعرف مصلحة هذا الشعب ومصلحة كل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.. وبغير القوة لايمكن إصلاح المجتمع المسلم بعد أنú سلم قياده لعملاء الغرب وارتضى عيشة الدون!!
ويتناسون أن سوأتهم اليوم قد انكشفتú وبان للجميع من هم العملاء الذين يتسابقون للارتماء في أحضان الغرب على مرأى ومسمع مöن الجميع¿¿!
هكذا هم يفكرون وهذه هي مواقفهم المتناقضة والمخزية وهذه هي فلسفتهم الإقصائية المتشددة التي سترمي بالبلاد في قعر سحيق!
فأين يجب أن نكون¿
 
faiz.faiz619@gmail.com
 

قد يعجبك ايضا