استضراب..!! 

عبدالله الصعفاني

مقالة



عبدالله الصعفاني

عبدالله الصعفاني
لم تعد هناك مساحة عربية فوق مستوى الخضوع لما يراه الأغراب ويقررونه.. والحسبة ببساطة لا تخرج عن عناوين موروث «حنت على نفسها براقش..!!» وما أكثر «براقش» في عالمنا العربي.
< وحدها مقبرة جنود الكمنولث من اليهود والمسيحيين حافظت عليها كتائب القذافي وكتائب الثوار وقوات النيتو فبدت المقبرة بعد قتل القذافي وانتهاء نظامه وكأنها مقبرة في دولة اسكندنافية وليست مقبرة داخل مدينة ليبية.
لم يقترب أي طرف ليبي أو خارجي من المقبرة رغم وصول المعارك إلى أبوابها وأسوارها.
وهنا ليس أقل من القول «ما أرخصنا أحياء وميتين وما أغلاهم وهم يعيشون أو حتى يقبرون على أراضينا..!!
< أما أحد أبرز الأسباب فهو أن العرب أنظمة ومعارضات ما يزالون مسكونين بالوصف الشعري القديم «أسد علي وفي الحروب نعامة» وراجعوا ما عملناه مع العدو وما نعمله ببعضنا.. وتأملوا حولكم فلن تجدوا إلا أنظمة إما ميتة أو غير عادلة أو تحكم بالحديد والنار.. ومعارضين بؤساء وفجره.. أما الإطار العام للجميع فلا يستطيع التملص من تهمة موالاة الأعداء حيث السباق على أشده بين من يحكم ومن يعارض على إرضاء السفراء والخضوع لإملاءاتهم بدلا من التواضع مع بعض بين أبناء الوطن الواحد.. كل هذا والقرآن الكريم ممتلئ بالآيات التي تدعو إلى الاعتصام بحبل الله القوي وتحذر من موالاة الأعداء..!!
< بالأمس غير البعيد أعلن صدام حسين نفسه أسدا على الكويت فكانت القشة التي قصمت ظهر العراق حيث تحالف الشقيق مع الغريب لتدمير العراق لتنفتح الجبهة العربية الشرقية ويضيع أحفاد موطن الخلافة العباسية بين أطماع الغرب الأمريكي والأوروبي وبين الجار الفارسي ويحل الاستضراب الدامي الذي لا يحرك شعرة في لحية «المعتصم» أنت وأنا وهم.. هل عادت المذابح العراقية تستنفر دمعة أو تستثير عبرة أو تنتزع تنهيدة..¿¿
< أما لو توقفنا أمام المشهد الأخير وليس الآخر فليس أقل من استعراض مستعجل على المشهد السوري وتداعيات أحداثه.. خطوط وخيوط  تدمي القلب إلى حين.. أما لماذا فلأن الأمة جميعها صارت «متعودة.. دائما» على حد تعبير «الزعيم» شاهد ما شفش حاجة وفارس مدرسة المشاغبين.
< وقبل أي اتهام بالاستظراف أو الخفة في بيت العزاء هل شاهدتم ما حدث في بوابة بيت العرب «الجامعة العربية» معارضون سوريون يتصدون خارج مقر الجامعة لمعارضين سوريين وهات يا اشتباكات بالأيدي على ايقاع خفقات الضرب بالبيض القادم من الصعيد إلى ميدان التحرير.. كانت معركة مخجلة لا يتفوق عليها خجلا إلا القتل داخل الوطن السوري.
< هناك في المدن السورية كانت الدماء تواصل النزيف والأرواح تواصل الصعود إلى بارئها بقذائف تختبئ وراء تقارير متحيزة وغير مهنية إما باتجاه النظام والشبيحة أو باتجاه جماعات مسلحة غير مرئية وغير مقبوض عليها وكأنها عفاريت من الجن.
< وهنا صار الجميع جزءا من المشكلة ولا حس أو خبر لصوت أمير الشعراء أحمد شوقي وهو يزأر من ماضي الأمل الضائع «سلام من سماء بردا أرق.. ودمع لا يكفكف يا دمشق».
< وفيما ملابس جزء من المعارضة السورية المضروبة بالبيض تغسل وتكوي كانت طاولة اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة وتزبد بما هو حاد من الكلام لتفصل لسوريا ملابس على مقاس الأهواء التي لم تراع أن قوسا خطيرا داميا ربما يمتد من طهران إلى لبنان عبر دمشق وما يحيط بهذا القوس من الالتهاب والأوار.
< والأمر كما لا يخفى على راصد راشد يثير نوازع سياسية وأمنية خطيرة ربما تفضي إلى حرب أهلية داخل سوريا وحروب بين الجيران إن تدخلت إيران واختلط حابل العربان بنابل الغربان.
< وحيث وأهل البيت أحق باللبن سيكون جيدا لو أننا في اليمن شكرنا الله على أنه ما تزال أمامنا فرصة لقراءة ما نعيش فيه ونستخلص العبر مما يعيشه الأشقاء حيث يمكن لمبادرة الخليج والقرار الأممي 2014 أن يفضيا إلى خارطة طريق نغادر بها قلب العاصفة إلى المنطقة الآمنة ونجنب اليمن مهالك الزج في الرهانات الخاسرة الدامية.
< جربوا لغة التسامح والعفو والطهر وسماحة «الإنسان» والانتقال إلى يمن تسود فيه قيم الدستور والقانون والعدالة وتكافؤ الفرص وستسعدون ضمائركم مع مغادرة الشعب مواطن الدم والحرمان والشقاء.
 
 

قد يعجبك ايضا