«اللحمة»!! 

عبدالله حزام



عبدالله حزام

عبدالله حزام
حين التأمل في واقعنا المحلي والعربي ومايستعربه من توترات واحتقانات لايستحضرمعها عباد الله الصالحون – إلا صرخة “يامثبت العقل والدين.. ” لأن تهتك نسيجنا الوطني تجاوز الحدود الآمنة من حيث ندري ومن حيث لاندري!!
> أين كنا¿ وأين أصبحنا¿ حتى لازمة السلام عليكم بين الجار وجاره.. بين عضو المؤتمر وعضو الإصلاح وما سواهما من آل بيوت الأحزاب الاخرى قد عزت وأصبحت حصرية على من – معي وليس ضدي.. ولن تكذبوني لو قلت أنها صارت تطبق حتى في البيت الواحد!!
> هكذا يتهتك نسيجنا الوطني في العلن ونار هذا التهتك ما زالت مشتعلة تحت الرماد. ومن يفترض أن الرماد غطى على النار إنما يغش نفسه.أنظروا كيف يقدح بعضنا البعض الآخر بالكلام الذي يضحك الثكالى ¿!.في مناطق التوتر الأمني أن تشخص ببصرك إلى عمارة تزيد عن ثلاثة طوابق فأنت (قناص) وينبغي أن تأخذ جزاءك.. وأن تمشي جوار الحائط تتوجس خيفة من رصاصة طائشة فأنت (مخبر).. وان تتحرك شفتاك بمفردة لا للتخريب فأنت (بلطجي).. والعكس.. وهكذا نقضي على ماتبقى في جعبتنا من سلام تجاه بعضنا البعض!!
> أزيد الأسى كيلا وأذكöركم بعبارات الراحل ياسر عرفات في مايو 1990م حين قال : الوحدة اليمنية تعني إعادة اللحمة واللحمة اليمنية هدية لأطفال الحجارة وللأمة العربية”.
> فماذا نهدي اليوم لأطفال الحجارة والأمة العربية ¿ نهدي لهم تشظيا وفرقة.. خنادق ومتارس.. مظاهر مسلحة وقطيعة.. رثاء من سقطوا بنيران صديقة.. وكروب اجتماعية واقتصادية مجلوبة بأواني ذوي القربى الأشد فظاظة.
> ملعون أبو التغيير.. إذا كان تهتك نسيجنا الوطني والاجتماعي هو الثمن.. وملعون أبو التغيير إذا كان خلاف المؤتمر والإصلاح والاشتراكي.. سيدمر نسيجنا الوطني .ثم من أعطى الساحات مع وضد وكالة حصرية في آدم وعياله من اليمنيين كي يتحدثوا باسمهم.. وببجاحة عندما يقولون : الشعب يريد!! نعلم أن الشعب يريد التغيير ولايريد التدمير.. التغيير بالحكمة والموعظة الحسنة وليس بالصواريخ والمدافع والمتاريس.. التغيير بالسلمية المفترضة التي تمنع قطيعة الأخوة وعيال العم وأهل الحارة الواحدة والقرية التي تجمعهم يمنية الأنصار.. الأرق قلوبا.. قبل جوائز البرت نوبل مخترع الديناميت!!
> أنظروا إلى أين وصلنا.. نحن اليوم أمام عصبيات حزبية تخفي في عباءاتها ملوثات المناطقية والطائفية والسلالية.. وهذه كلها مفاهيم يفترض أنها ذهبت “خلف الشمس بخمس” لأنها شر مستطير جعلتنا نئن حينا من الدهر تحت وطأتها وتخلصنا منها تدريجيا بالجمهورية والوحدة والديمقراطية.. لكن للأسف طائفة من تلك المفاهيم العصبوية يتم تفعيلها في السراء والضراء وحين البأس وصارت المواقف تتخذ انطلاقا من قاعدتها.. والنطق بهذه العناوين اليوم لا يقدم إلا صورة تشبه الحرب الأهلية الكامنة بين ثنايا تلك المفاهيم سيئة الصيت!!
> ابحثوا في سلة الأسباب ستجدونها اقرب من حبل الوريد.. كامنة في العنف المستحدث.. وفي تسلط السياسي والحزبي.. والشيخ والمسئول الحكومي وذكر العائلة الذي يرى الحياة مجرد شنب وهيمنة يخضع فيها طرف لحساب آخر.. وببركة هذه المسيرة الحاشدة من العصبويات تشتعل الحرائق ويتفجر البارود.. والضحية وطن سنخلفه وراءنا مثخنا بالجراح الغائرة.
> الآن وبكل مخزون الشجن الذي تكثف عند اليمنيين منذ بداية عام الندامة أقول : يكفي دوران في فراغ الأزمة الأجدب لأن ذلك يزيد من الاحتقانات الأفقية والعمودية ويضرب استقرار البلد السياسي والاجتماعي في مقتل.. ولنعمل جاهدين على فرملة الفتنة من خلال “ضبط هذه العصبيات وإعادتها إلى حالتها الإنسانية الطبيعية”.
> أما أبطال الأزمة فنقول لهم مايقوله المتصوفة: من الذنب أن يكلف المرء نفسه من البلاء مالا يطيق!!
 

قد يعجبك ايضا