الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني شهيد الوطن والدولة المدنية الحديثة (1) (2-2) 

حسن اللوزي


حسن اللوزي

حسن اللوزي
> يمكن للاقتصاديين أن يتحدثوا أكثر وبشرح أعمق عن الشهيد الجليل الأستاذ عبد العزيز عبد الغني كرجل الاقتصاد الأول وصاحب الرؤية الواضحة والدقيقة بالنسبة للتطوير الاقتصادي.. صحيح هو تخرج في بلد كان يعمل بحرية الاقتصاد والاقتصاد الحر ودرس هذا وفهمه ولكنه أيضا كان يؤمن بالدور الجوهري الرائد للقطاع العام وبالتالي ظل متمسكا بفلسفة الاقتصاد الموجه والتغيير عبر اقتصاد موجه وعبر التخطيط الشامل الاقتصادي والاجتماعي.
وكان فهمه بأن القطاع العام في بلد نام يعاني من تركات رهيبة من إرث التخلف يتحمل مسئوليات كبيرة وأن الحالة في بلادنا تحتاج للدور الرائد للمؤسسات الاقتصادية في القطاع العام وفي القطاع المختلط وهذا الجانب من التفكير هو الذي فعلا جعله دائما مناط استنباط المشورة والرأي والفكر من قبل فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وظل سندا وساعدا وعضدا اقتصاديا وسياسيا كبيرا لفخامة رئيس الجمهورية لتحقيق الأماني والطموحات التي كان يرسمها فخامة رئيس الجمهورية وكان هناك ثمة انسجام كبير في عمل الفريق السياسي والاقتصادي والاجتماعي من حول فخامة رئيس الجمهورية.. والقيادة الجماعية للعمل التنفيذي ومنها جاءت فكرة الاجتماعات المشتركة التي تعقد للمجلس الاستشاري والحكومة وفكرة اجتماعات المحافظين والحكومة وغيرها أفكار كثيرة من العمل الجماعي في منظومة واحدة كان لها شخوصها وكان ثمة رجال من حول رئيس الجمهورية في كل الاختصاصات وفي كل مجالات العمل ظلوا يترجمون ويعملون ويسهرون لتحقيق الأهداف القيادية والأماني والتطلعات الشعبية.. ومن خلال الرجال الأوفياء المخلصين الذين أعطوا ولم يحتكروا علمهم وأفادوا في بناء تجربة يمنية فريدة أوصلتنا في النهاية إلى هذه المرحلة العظيمة التي صارت اليمن فعلا تقدم تجربة إنسانية كبيرة فـي ترجمة المنهج الحضاري العصري بالوحدة وبالحرية بكل مدلولاتها الحرية السياسية ممثلة بالديمقراطية.. الحرية الاقتصادية.. حرية الفكر والثقافة والعدالة الاجتماعية والتي هي منظومة المشروع الحضاري اليمني الجديد الذي انطلق من صبيحة الثاني والعشرين من مايو عام 1990م.
> مجلس الشورى لاشك أنه محطة بالغة الأهمية في التاريخ المشرق والغني بكل صور العطاء بالنسبة للأستاذ عبد العزيز عبد الغني وخاصة وأن مجلس الشورى أخذ صورة جديدة في بنية الدولة اليمنية كمؤسسة من المؤسسات الدستورية بعد إقرار التعديلات الدستورية الجديدة.. صحيح أنه مجلس يقوم بتقديم المشورة لفخامة الأخ رئيس الجمهورية في كافة القضايا وكافة الأمور لكنه أعطي اختصاصات جوهرية ومنها اختصاصات مشتركة مع مجلس النواب السلطة التشريعية وكان الأستاذ عبد العزيز يجاهد من أجل أن يصل بهذا المجلس إلى مرتبة أن يكون الغرفة الثانية التشريعية داخل بنية الدولة وهذا ما كان يفكر فيه الكثير من السياسيين ومن الاقتصاديين ومن القانونيين باعتبار أن فكرة الغرفتين التشريعيتين من أهم سمات الدولة الحديثة المعاصرة في كثير من بلدان العالم كما أن الدستور أعطى تميزا لتكوين هذا المجلس بالاشتراطات الواضحة في من يعين فـي هذا المجلس من حيث أنه يضم الكفاءات والقدرات الوطنية السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية ولذا يضم نخبة من رجال ونساء اليمن الذين وصفوا من قبل فخامة رئيس الجمهورية بأنهم حكماء اليمن.
> وحقيقة فقد استطاع الأستاذ عبد العزيز عبد الغني أن يقود هذا المجلس في اتجاه تقديم المشورة الدقيقة المستنبطة من عطاءات ودراسات هؤلاء الذين يشكلون بوتقة للخبرات الكبيرة الوطنية لأن جلهم كانوا ممن تولوا مناصب وزارية ومناصب دبلوماسية رفيعة ومناصب قيادية كبيرة في القوات المسلحة والأمن وأيضا من أعيان ومشايخ اليمن ومن المحافظين أي زبدة الخبرات الوطنية في كافة مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية والعسكرية المتوفرة في المجالس المماثلة مجالس الشيوخ ومجالس الأعيان في كثير من البلدان.. غير أن من أهم الأهداف الجوهرية التي سعى لها الشهيد ونتمنى أن يعمل الجميع على إنجازها وفاء لذلكم السعي أن يتحول مجلس الشورى إلى غرفة تشريعية ثانية إلى جانب الغرفة التشريعية الأساسية مجلس النواب الذي يتشكل من كل دوائر الوطن بخلاف المجلس الذي يمثل المحافظات ويمكن في المستقبل أن يمثل المحافظات والأقاليم إذا ما أخذنا بالفكرة التي تقول بقيام حكم محلي كامل الصلاحيات لعدد من الأقاليم وتكون الرؤية لتمثيل الشعب عبر المواطنين في الدائرة في مجلس النواب وتمثيل التكوين الأساسي في الوحدة الإدارية الأعلى.. التي هي اليوم السلطة المحلية كما تمثلها المحافظة في مجلس الشورى.. وأعتقد أننا سنصل حتما إلى تحقيق غاية أن يكون هناك في اليمن مجلس نواب.. ومجلس شورى ومجلس أمة يجمع الجميع كما كان يحلم ويناضل من أجله الأستاذ الشهيد عبد العزيز عبد الغني

قد يعجبك ايضا