هي فتنة..! 

معاذ الخميسي



معاذ الخميسي

معاذ الخميسي
 < كم أتمنى لو ينهي فرقاء السياسة في بلادنا الخلافات والصراعات.. ويتركون المجال للاستفادة من الدروس وما أكثرها والعبر وما أفدحها وأوجعها ويتجهون إلى الرهان الحقيقي وهو تطوير الوطن وخدمة المواطن!
< أقول هذا وأنا أستند إلى أيام ليست ببعيدة كانوا فيها سمنا على عسل وظلوا خلالها حريصين على اللقاء في المقايل والتواصل عبر التحويلات الهاتفية والموبايلات وكنا نحن خارج نطاق أي حسبة.. وكانوا هم أشد حرصا على تفقد أمورهم الخاصة ومنافعهم الذاتية ليصل كل واحد إلى ما يريده وما يطمح إليه وما يبحث عنه بالقانون أو بغيره.. وبالاعتمادات أو الحوالات أو السيارات وما إلى ذلك وما شابهه!!
< طبعا.. أنا أتمنى أن يحصل هذا مع أني حتى الآن مازلت مصدوما بما واجهناه وما نزال من أحوال قاسية وأزمات متلاحقة مست لقمة العيش ولم تستثن أحدا في قوته ومعيشته ودمه!
< وأعرف تماما أن الأمر عندما يصل إلى الدماء تبقى الخيارات صعبة باتجاه الحلول التي تحفظ ما بقي وتصون ما لم يكن عرضة للتمترس وراء الخنادق والبنادق.. ولكني أرى بأن تحكيم لغة العقل أفضل من أن نستمر في توسيع الفجوة وتحويل الشعب إلى ضحايا والوطن إلى “كومة تراب”!!
< وبعد تسعة أشهر.. علينا أن نقرأ مشهد ما مضى بتمعن ونستخلص الحلول التي لا تضعنا مجددا أمام الحرائق والأشلاء والدماء وتحاصرنا بأزمة المعيشة التي طالت كثيرا وأصبحت تهددنا بوضع آخر أصعب وأخطر لأن الجائع الذي يعرف من هو “غريمه” لن يتمكن من الإمساك بأعصابه ولن يسكت على “موت بطيء” يهدده وأسرته وأطفاله بالفناء وهو واقف ومطلوب منه أن “يتفرج”!
< يكفي أن نشعر جميعا بأن ما يحصل هو بين أبناء الجلدة الواحدة.. وبين أبناء الوطن الواحد.. وبين الأخ وأخيه.. والأب وابنه.. وأي استمرار لذلك لا يخدمنا وليس في صالح أخوتنا ومحبتنا وألفتنا ووحدتنا وقوتنا.. وبالتأكيد سيحقق أهداف أعداء اليمن والأمتين العربية والإسلامية الذين سعوا منذ الأزل وما يزالون إلى اليوم لتشتيتنا وتقسيمنا وإضعافنا وتحويلنا إلى أذلاء خانعين بلا حول ولا قوة.. وهو ما لم يتمكنوا منه بجيوشهم وطائراتهم وقوتهم وثرواتهم وغزوهم الفكري والثقافي والإعلامي.. وهاهم يقتربون من تحقيقه دون أن يخسروا الأرواح أو يفقدوا الأموال والآلات والطائرات.. فقط أثاروها بطريقة خبيثة.. وأشعلوها عن بعد.. وظلوا في أماكنهم يراقبون.. ويتفرجون.. ويهللون.. بل ويديرون الآلة التي تطحن أبناء الأمة العربية في ما بينهم.. لتمزقهم.. وتنهيهم.. وتقسمهم.. وتخلق العداوة والكراهية والبغضاء والأحقاد بينهم.. ونحن للأسف مغموسون في مواجهة بعضنا البعض.. ولا نفكر في لحظة مكاشفة في ما يجري.. وما وراءه.. ومن يخدم!!
< وصل بنا الحال إلى أن تتقسم الأسرة الواحدة وتتشظى.. وإلى أن يتبادل الأبناء من أب وأم الاتهامات بل والتهديدات.. وصار عاديا جدا أن تجد أخا لك أو صديقا أو عزيزا وهو يتوعدك بالويل والثبور وعظائم الأمور وبالمحاكمة والشنق والإعدام وغير ذلك.. بل وأباح البعض لنفسه رغم أنه يدعي “الالتزام” أن يستهزئ بعلماء أجلاء وعظماء.. وإلى أن يرى “الدعارة” أفضل وأشرف من أن يقول أي شخص رأيه وتقبل رأي الآخر.. أو أن يشدد أحدنا على حرمة الدماء المعصومة.. أو أن يقول أنها فتنة..أو أن يقول العلماء أن أي مظاهرات تقود لسفك الدماء محرمة!!
< استفيدوا مما خرج به العلماء وليس ما يسعى إليه السفهاء وأعلنوها خطوة نحو لملمة الجراح وطي الخلاف والاحتكام للقرآن الكريم.. واعلموا اليوم.. وغدا.. وما بعده.. أنها فتنة.. وإننا عندما نقول أنها فتنة لا نقول حراما.. ولا نكفر.. ولا نخرج عن الملة.. كما قد يحاول البعض تصويره.. فهي فتنة لعن الله من أيقظها..
وقفات..
<< معرض الصور الخاص بشهداء الوطن في هذه الفتنة أحسنت وزارة الداخلية ووزيرها الأصيل مطهر رشاد المصري في إقامته ..على الأقل قدمت للجميع صورة مهمة لتضحيات رجال شرفاء أوفوا بعهودهم وقدموا من أجل وطنهم أغلى ما يملكون وهي حياتهم..
<< عدة حارات في صنعاء القديمة لا يصلها الماء على الإطلاق كحارة معمر ..ولا يمكن لأي (وايتات) الوصول اليها فأزقتها ضيقة..هل من إحساس بمثل هذه الحالات..وهل من رحمة لمن يعيش عذابات العطش..أتمنى!
<< بعض الشوارع البعيدة عن أي مواجهات تتعرض للإغلاق وتتسبب في ازدحام حركة السير واستفزاز المواطنين في شوارع ضيقة خاصة وهناك حلول يمكن الأخذ بها بدلا عن الإغلاق النهائي!
<< خلال الأيام الأخيرة تعرضت سيارات لسرقة لوحاتها المعدنية الأمامية والخلفية..وأمس تعرضت سيارة أحد أقاربي نوع سوزوكي برقم (85085) لسرقة اللوحتين ..والأمر خطير ويحتاج لسرعة كشف الجناة!!
 

قد يعجبك ايضا