حدث ثقافي استثنائي في منطقة الخليج.. يدشن في 14 من أكتوبر الجاري بمسقط:
وذلك عبر إسهاماتها وعطاءات مبدعيها المتميزة في المهرجانات والفعاليات المختلفة ,التي شاركت بها أو أقامتها على أرضها ,والتي أظهرت مدى ما تملكه من تراث أصيل وإبداعات خلاقة ومتجددة وطاقات مدهشة تقف على أرضية تراثية عريقة وتمد جسورها نحو الحاضر والمستقبل ,وتتفاعل مع محيطها وعالمها وتفتح نوافذ التحاور والتفاعل مع الشعوب والحضارات, في صورة بديعة,ملامحها وعمقها المحبة والتسامح والتفاهم ونسيجها الاحترام المتبادل والتقدير واحترام خصوصية الآخر..
وتلك النجاحات المتلاحقة والعطاء الثقافي المتجدد والمتواصل يعكس مدى العقلية المستنيرة التي تدرك أهمية الفعل الثقافي في بناء الإنسان ورؤيته لعالمه وواقعه وإسهامه الجاد في بناء حاضره واستشراف المستقبل .
انها تلك العقلية العمانية المستنيرة التي أوجدت ذلك الحضور البهي والدور المثمر للفعل الثقافي بعيدا عن الضجيج الإعلامي والبريق العابر, والمنجزات العابرة للحقيقة.
بذلك الهدوء العميق والرصين والواثق الذي تتمتع به الشخصية العمانية وبالتصميم والإرادة والتخطيط المدروس , تضاف كل يوم إلى المشهد الثقافي العماني انجازا ثقافيا مبهرا يخطف الإعجاب ويحظى بالتقدير الكبير.
ومن الانجازات الثقافية الكبرى التي ستضاف إلى المشهد الثقافي العماني والإقليمي والعالمي ,هو استعداد العاصمة العمانية مسقط للاحتفال في 14 من أكتوبر الجاري بحدث ثقافي استثنائي هو افتتاح أول دار للاوبرا في منطقة الخليج ..
حيث سيتم أفتتاح دار الاوبرا السلطانية وملحقاتها الثقافية المختلفة . وهذا المنجز الثقافي الكبير والفريد من نوعه عبارة عن مجمع ثقافي كبير , يضم العديد من القاعات والمعارض التي تقد م من خلالها عروض الاوبرا والفعاليات الثقافية والفنية المختلفة.
ودار الأوبرا السلطانية التي سيتم افتتاحها في حفل كبير وبحضور ثقافي فني حاشد من مختلف أنحاد العالم تم إنشاءها بتوجيه من السلطان قابوس المعروف بحبه للموسيقى الكلاسيكية وقد تم تصميمها على نمط العمارة العربية والإسلامية ويأخذ تصميها الخارجي شكل القلاع العمانية.. وتنافست على التصميم والتنفيذ أبرز الشركات العالمية من خلال تنافس دولي تم طرحه عبر وسائل الإعلام في مختلف أنحاء العالم.
وهذه الدار تعد من أكبر المشاريع العمرانية التي تم تشييدها في مسقط, والتي بلغت تكلفتها أكثر من 240 مليون دولار وتهدف الى رفد المجال الثقافي والفني بكل ابداع أصيل ومتجدد, سواء على المستوى المحلي أو الاقليمي أو الدولي .
مشروع فريد
وفي تصريحات صحفية تحدث المهندس حامد لغزالي مدير المشروع عن هذا الانجاز الثقافي الكبير »لقد كانت التوجيهات السامية هي المحرك الأساسي وراء تجسيد هذا الحلم الفني لانه يعتبر فريد من نوعه في الشرق الأوسط من ناحية المواصفات ذات التقنية العالية والخاصة بالمجال المسرحي والغنائي ونقاء الارتداد الصوتي المسموع في قاعة المسرح .مؤكدا انه مشروع فريد في تصميمه وأدائه وينبع من النظرة الثاقبة والاهتمام السامي بثقافة الفنون الموسيقية والمسرحية و تم تشييد المشروع على مساحة تبلغ حوالي 80 ألف متر مربع بمنطقة الصاروج بمسقط حيث تكون دار الفنون الموسيقية هي المركز لمرافق حيوية مختلفة«.
وأكد الى أنه لايوجد هناك ما يماثل هذا المشروع في الشرق الأوسط من ناحية المواصفات ذات التقنية العالية والخاصة بالمجال المسرحي والغنائي ونقاء الارتقاء الصوتي المسموع في قاعة المسرح ومن المقرر ان يصبح هذا المشروع معلما بارزا ونقطة مهمة للجذب السياحي من خلال إقامة سوق لعرض الفنون التشكيلية والفعاليات الثقافية والمنتجات اليدوية والحرفية التراثية بالإضافة إلى المطاعم والمقاهي وأماكن للتسوق وتشغل الأشجار والمسطحات الخضراء بالموقع حوالي 60% من الأراضي المخصصة للمشروع مما يوفر أماكن فسيحة للتنزه والجلوس و تضمن المشروع تشييد مواقف سيارات تتسع لحوالي 450 سيارة وشبكة طرق متكاملة لتسهيل انسياب حركة المرور من والي دار الاوبرا .
والتصميم الخارجي للمبنى مستوحي من التصاميم العمانية العريقة ولكن بصورة ونمط حديث يتجلى منها فنون العمارة العمانية المعاصرة .
يتابع: بناء على تعليمات السلطان قابوس فقد تشكلت لجنة تضم في عضويتها مجموعة من كبار المسؤولين في الدولة لمتابعة سير العمل في المشروع هذا وقامت إحدى الشركات الاستشارية العالمية المتخصصة بإعداد التصور الأولي للمشروع حيث تم بعد ذلك طرح منافسة بين الشركات العالمية المتخصصة في تصاميم المسارح وتم اسنادها إلى شركة عالمية والتي فازت بتقديم افضل تصميم .
تقنية متطورة
فيما يتعلق بالتصاميم المعمارية وأنظمة الإضاءة وأنظمة الصوت وامكانية تحريك خشبة المسرح فان هذا المشروع ينطوي على أعلى المقاييس العالمية وأحدث ما توصلت إليه التقنية في هذا المجال كما أن مقاعد الجلوس