مؤتمر الكون
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش
بالأمس انطلق العالم كله على قطاره الكوني الذي لن يتوقف إلا عند لحظة معينة في محطة التتويج يوم 11/7/2010م.
ليس ملايين الناس وحدهم منú تابع حفل افتتاح المشهد الأول ومباراة الافتتاح بل إن مليارات البشر في جميع أنحاء العالم سيظلون مشدودين إلى أقدام حين يجري الحديث عن قيمتها فتوضع الملايين فوقها مع الرجاء بالموافقة!!
بالأمس ولمدة شهر يتوحد العالم غنيه وفقيره ويكون مصيره معلقا بöرöجل أحدهم من أولئك العازفين على أوتار العيون على الملاعب الخضراء يجبرون الكون كله على أن ينسى كل مشاكله ويتفرغ لمشاهدة لعبة الأغنياء والفقراء الكبار والصغار المتكبرين والمتواضعين وحتى أولئك الذين يجيدون استثمار ضعفهم ويحسنون أداء دور الكومبارس في الظل ويعتبرون أن ما يفعلونه نجاحا وهم واهمون فالعالم حين يكون بلا موقف يصبح باهتا لا لون له ولا طعم ولا رائحة كلمة توديه وكلمة ترجعه.
في هذا الشهر ماذا لو توحدت مشاعره ماذا لو أن العالم أوقف حروبه وأجل صراعاته وقال مرة واحدة في السنوات الأربع : لا لا للحروب لا للحقد لا للكراهية نعم للسمو نعم للمعاني الرفيعة لمؤتمر العالم الكوني.
ماذا لو تمعن العالم في ما يدور على البسط الخضر وتروى وسكن إلى نفسه وأعاد النظر في استغلال الإنسان للإنسان عاد الكبير إلى نفسه وقرر في حالة صفاء أن الأمر لا يستاهل كل هذا الظلم كل هذا القمع كل هذه الأنانية وكرة القدم اللعبة ليست الوحيدة التي تعلم الإنسان كيف يسمو كيف يكون عالي النظرة إلى ما حوله يتعلم منها كيف يصفح كيف يتسامح يرتفع عن الغل والنقمة فيكبر ويكبر حتى يصير رأسه بين بياض السحب يطل على العالم فيرفض الصغائر ويعود إلى صفاء الإنسان الذي ولدته أمه خاليا من الكراهية.
العالم خلال شهر يمكن له أن يحول ما بين 11 يونيو كل أربعة أعوام و11 يوليو إلى فرصة لالتقاط الأنفاس خاصة العالم المتكبر العالم المتغطرس فيعيد النظر في علاقاته بالعالم الآخر العالم المستغل المظلوم المقموع المضطهد الذي بلا حقوق والذي حوله ذلك العالم إلى مجرد متسوöل في نفس اللحظة التي تنهب ثرواته.
ماذا لو يعيد العالم درس ما حصل في هذا البلد الذي كان إلى عهد قريب يضطهد الأبيض الأسود ويسومه سوء العذاب بل ولا يسمح له حتى أن يعتبر نفسه جزءا من قطيع حيوانات اليوم نفس البلد يستضيف مؤتمر الكون ويقدم الدليل للعالم أن بإمكان البشر أن يعايش بعضه.
لماذا لا يأخذ العالم المتغطرس المثل والنموذج والقدوة من نيلسون مانديلا الذي هو أهم عناوين جدول أعمال المؤتمر الكوني حيث قدم الدرس الأهم في هذا الكون وتقدöم أقدام اللاعبين الدرس الآخر في معاني كرة القدم لمن يفهم المغزى والمعنى.
خلال شهر تذوب الألوان وتطمس خطوط الحدود ويتساوى العالم ببعضه ولا يستطيع أي أحد أن يتعالى وحدها أقدام اللاعبين ترفع هذا البلد تخفض رأس ذاك.
ماذا لو خرج البشر في نهاية الشهر ببيان الكون للكون يدعو إلى السلام والاطمئنان وإلى حقوق الإنسان بدون ألوان¿ ماذا لو تمعن العالم في معاني هذا الشهر ألن يكون أجمل والحياة أروع¿